كشفت مصادر مطلعة أن عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، باشر، بحر الأسبوع الجاري، التحقيق في شبهات خروقات وتجاوزات في مباراة توظيف أستاذ التعليم العالي (مساعد)، تخصص فيزياء – كمياء، بكلية العلوم بتطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، فضلا عن التدقيق في شكايات تقدم بها الدكتور طارق غضفي من المهاجرين الذين يرغبون في العودة من الخارج لخدمة البحث العلمي، وله تجارب واسعة من العمل بالخارج.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن التحقيقات التي باشرتها مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ستقوم بالتدقيق في الأسباب والحيثيات المتعلقة بعدم اختيار الملف والسيرة الذاتية منذ الوهلة الأولى للمترشح المذكور بعين الاعتبار، سيما مع إمكانية الاستفادة من تجاربه في العمل بالخارج، فضلا عن المسار الذي تم من خلاله اختيار ثلاثة مترشحين للعرض والمناقشة، حيث لم يظهر اسم المعني باللائحة، رغم الشهادات الجامعية التي يتوفر عليها، وإشرافه على مختبرات ومشاريع بحثية في تخصص فيزياء – كيمياء بالخارج بمختبرات مرموقة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المشتكي أكد أن أحد المترشحين المقبولين من أجل العرض والمناقشة، تبين أنه غير حاصل على شهادة الدكتوراه في التخصص المطلوب فيزياء – كمياء، وإنما حاصل على الدكتوراه في تخصص البيولوجيا، كما أن من بين ثلاثة مترشحين تم انتقاؤهم، يوجد مترشحان تجمعهما علاقة بحثية مسبقة مع أحد أعضاء اللجنة المشرفة على الانتقاء، ولهما معه منشورات علمية يمكن العودة إليها بسهولة.
وذكر مصدر مطلع أن الحسم في الشكايات التي تقدم بها الدكتور المعني سيكون في أقرب وقت ممكن، من قبل الوزارة المسؤولة عن القطاع، بعد استفسار أعضاء اللجنة التي أشرفت على المباراة الخاصة بالتوظيف بجامعة عبد المالك السعدي، والتدقيق في شبهات خرق مبدأ تكافؤ الفرص كما نص على ذلك الدستور المغربي، ومدى اعتماد الشفافية والنزاهة في مباراة التوظيف في القطاع العمومي، وهل يتم الأخذ بعين الاعتبار السيرة الذاتية المعززة بشهادات جامعية عليا، وتجارب في العمل بمختبرات متطورة، تفيد في تطوير البحث العلمي وتحقيق هدف تجويد التعليم بالجامعات المغربية.
وأضاف المصدر نفسه أن الدكتور المشتكي اختار عن طواعية العودة للمساهمة في تنمية الوطن، حيث كان يعمل بمنصب مهم، وراتب شهري يتوافق والمجهودات التي يقوم بها في مجال البحث العلمي، وذلك للمساهمة في تطوير البحث العلمي بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، ووضع برامج عمل وعقد شراكات مع جامعات مرموقة سبق أن اشتغل معها، وأراد أن ينقل التجربة إلى وطنه الأم، حيث تقدم بطلب اجتياز المباراة المعلن عنها للعموم، بجامعة عبد المالك السعدي، وتسلم وصل تسجيل ملفه الترشيحي، لكنه تفاجأ عند الإعلان عن النتائج، بعدم إدراج اسمه ضمن المترشحين الثلاثة لاجتياز العرض والمناقشة.
وأشار الدكتور المذكور إلى أن عمادة كلية العلوم بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان أكدت، من جانبها، على أنه تم احترام كافة المساطر القانونية في مباراة التوظيف الخاصة بمنصب أستاذ التعليم العالي (مساعد)، تخصص فيزياء – كيمياء، حيث تم تشكيل لجنة من خمسة أساتذة، وبعد الموافقة عليها من قبل الجهات المعنية، تولت السهر على كافة التفاصيل الخاصة بالمباراة، وهي من قامت باختيار ثلاثة أسماء مرشحين لاجتياز مرحلة العرض والمناقشة، كما أن نتائج مباراة التوظيف يتم توجيهها طبقا للقانون إلى رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
تطوان: حسن الخضراوي
