حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

«التسوق» الهرمي..

يونس جنوحي

 

يتعلق الأمر بملايين الدراهم. لم تكد السنة تنتهي، لكي يتفقد الناس رؤوسهم، حتى تفجرت فضيحة واحدة من أكبر عمليات النصب على الناس بالجُملة.

رغم كل التحذيرات من وهم «التسويق الهرمي»، والاغتناء دون مغادرة عتبة المنزل وبدون مجهود يُذكر، إلا أن الناس لا يزالون يسقطون «تباعا» ضحايا للنصب والاحتيال والوعود بتحقيق الأرباح «من المنزل وبالهاتف فقط».

الضحايا العلنيون، بالآلاف. وضحايا «احتياطيون» لم يرغبوا في الاعتراف بأنهم وقعوا في فخ نصابي شبكات التسويق المشبوهة، التي «تتسوق» الضحايا وتقتنيهم بعناية.

بدأ كل شيء عندما بدأت شركة مجهولة تراسل الناس، عبر الهاتف، وتدعوهم للالتحاق بفرصة لتحقيق أرباح خيالية، وحشد المنخرطين.

وقع الاختيار عشوائيا، حسب المناطق، على ضحايا «نية»، تم اختيارهم بعناية فائقة لكي يكونوا «الوجه الإعلاني» للشبكة. أناس محليون، يعرفهم السكان، سُذج، لا سوابق لهم.. وهؤلاء كانوا يدعون معارفهم للانخراط، وتشجعهم الشركة على استقطاب المزيد عن طريق تمويل حفلات شاي وتجمعات صغيرة.. وانتشر الخبر.

أحد «شركاء» الشبكة أرسل له مندوب التسويق المكلف به مبلغا ماليا لإحياء حفل ولقّنه حتى ما يجب أن يُقال في مثل تلك المناسبات. وبعد أيام أرسل له مبلغا آخر لشراء دراجة نارية، شريطة أن يُعلن وسط البلدة أن الشركة هي التي اشترت له الدراجة النارية.. وهكذا صار «صاحبنا» أشهر من نار على علم.

بعد هذه الرسائل، تبدأ الشركة في الضغط على «عملائها الميدانيين»، وتدعوهم إلى رفع معدل المنخرطين يوميا.. وكل أسبوع ترفع سقف «معدل الانخراط اليومي»، لمراكمة المزيد من واجبات الاشتراك.

ماذا بقي؟ البهارات! لإضفاء نوع من المصداقية على العملية برمتها، لا بد أن يكون هناك رابحون و«محظوظون» يتولون إفشاء قصص الأرباح الحقيقية التي راكموها مع الشبكة، قبل أن يصبحوا بدورهم مشاركين في النصب.

هؤلاء الرابحون، يظهر لهم بالفعل أنهم استفادوا من عملية التسويق. بدل أن يُبقوا على حصص المشاركة المعهودة، يُحاولون «اللعب مع الكبار». ومساهمة 200 درهم أسبوعيا أو أحيانا أكثر، تتحول إلى مشاركات بمبالغ أهم، بأصفار إضافية.. ثم يجدون أنفسهم مجبرين على تدبر مبالغ إضافية لزيادة الأسهم، ويستقطبون مشاركين جُددا.. وهكذا تراكم الشركة أرباحا خيالية جراء هذا الحجم من الانخراطات والمساهمات.. ثم تأتي لحظة الحقيقة.

يستيقظ الناس صباحا، وأول ما يتفقدونه في الهاتف، هو «المجموعة»، في غرفة الدردشة.. ويكتشفون ببساطة أن كل شيء تبخر.

ماذا يحدث عند هذه المرحلة؟ تبقى الملصقات، والدراجة النارية التي تم شراؤها لـ«الضحية» المُشارك في العملية الدليل الوحيد على أن الأمر لم يكن يتعلق بمنام جماعي مُشترك.. ولأن فطرة الإنسان تجبره على التمسك بـ«القش»، فإن أول ما يفعله الضحايا الإمساك بتلابيب الشخص الذي جعلهم يضعون الخطوة الأولى في هذه الطريق.

هذا السيناريو، مع تغييرات طفيفة، تكرر في أكثر من مدينة هادئة هذه الأيام.. تبخرت الشركة، ولم يعد بإمكان المشاركين، الذين سحبوا المبالغ المالية طيلة الأسابيع السابقة، أن يُجروا أي عملية من التطبيق إلى حسابهم البنكي..

في زمن مضى، كان النصابون يتركون للضحايا كراسي وطاولات، وأحيانا حواسيب ورزما من الأوراق لتذكرهم بـ«الشمتة»، قبل أن «يُشمّعوا» الخيط.. أما الآن، فكل شيء يتم في «الواتساب».

ولإنهاء المسرحية، يكفي أن تُحذف المجموعة.. ولا يبقى في لوائح «الناجين» سوى رسائل أدعية الصباح!

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى