حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

الخراب يطول غابة المعمورة ويهدد بكارثة بيئية

مشاريع تهيئة تخلق قلقا بيئيا من مخاطر تهدد "رئة" الرباط وسلا

النعمان اليعلاوي

مقالات ذات صلة

 

أثارت أشغال تهيئة غابة المعمورة بسلا الجديدة، التي تُعد من أبرز الفضاءات الخضراء لمدينتي سلا والرباط، جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية، وسط انتقادات لأسلوب التدبير وفعالية الإجراءات المتخذة لحماية هذا الموروث الطبيعي، فالغابة، التي تشكل رئة بيئية للمنطقة، اكتسبت رمزية خاصة منذ إعلان الرباط مدينة خضراء سنة 2010 بمناسبة الذكرى الأربعين لليوم العالمي للأرض، غير أن فعاليات مدنية وبيئية ترى أن واقعها اليوم لا يعكس هذا التصنيف، خصوصاً في ظل التحديات البيئية التي تشهدها، من قطع أشجار بشكل غير قانوني، وتلوث ناجم عن مرور السيارات، وتراكم النفايات ومخلفات أوراش البناء المجاورة.

في السياق ذاته، عاينت “الأخبار” عددا من الأشجار بغابة المعمورة متساقطة، بالإضافة إلى تراكم أكوام من النفايات وانتشارها على امتداد جانب الشريط الطرقي للطريق المدارية والوطنية الرابطة بين الرباط وفاس، علما أن الغابة تتزين بأشجار البلوط، حيث تعتبر المعمورة خزانا وطنيا لأشجار البلوط الفليني، وقد أشارت مصادر إلى أن مشكل النفايات وموت وتساقط الأشجار إلى جانب الرعي الجائر لعدد من الفلاحين في الغابة، كانت من المشاكل التي تعاني منها “المعمورة” وما تزال، بالإضافة إلى خطر سابق أحدق بها تمثل في انتشار حشرة “لاروقة”، حيث تعرضت مساحة تمتد على 15 ألف هكتار من غابات البلوط الفليني بمنطقة الرباط سلا القنيطرة، قبل عامين، لأضرار في أوراق الأشجار بسبب اجتياح حشرة “لاروقة” .

ورغم شروع السلطات مؤخراً في تنفيذ عمليات تهيئة، إلا أن منتقدين اعتبروا أن بعض التدخلات لا تستجيب للمعايير البيئية. وأشاروا، على سبيل المثال، إلى زرع شتلات البلوط في فصل الصيف بدل الفصول الأنسب، ووضع سياج بدائي من الأسلاك الشائكة لم يمنع مرور السيارات والمشاة، مما تسبب في إتلاف بعض الشتلات والغطاء النباتي، كما لفتت الملاحظات إلى ضعف البنية التحتية المخصصة للنظافة، حيث وُضعت حاويات قمامة صغيرة الحجم لا تتناسب مع فضاء الغابة، إضافة إلى استمرار وجود الكلاب الضالة التي تشكل مصدر قلق للزوار.

ويتزامن الجدل حول تهيئة غابة المعمورة مع استعداد المغرب لاحتضان استحقاقات رياضية بارزة، من قبيل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وهو ما يدفع بعض الفاعلين المحليين للتحذير من تأثير الصورة البيئية للمناطق الحضرية على سمعة البلاد أمام الزوار الأجانب، كما أن هذه النقاشات تأتي في سياق احتجاجات سابقة لسكان سلا الجديدة على قطع أعداد كبيرة من الأشجار خلال أشغال تعبيد الطرق، وما نتج عنها من ضوضاء وتلوث هوائي وروائح كريهة.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى