النعمان اليعلاوي
قررت مصالح وزارة الداخلية، بتنسيق مع السلطات المحلية بمدينة الرباط، إغلاق جميع أسواق الأضاحي الموسمية، ومنع الأنشطة المرتبطة بشعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، بما في ذلك بيع الأضاحي وترويج مستلزمات الذبح، كما دعت السلطات المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الصادرة بهذا الخصوص، مشددة على ضرورة تفادي أي مظاهر احتفالية مرتبطة بالعيد، تفاديًا لحدوث ازدحام أو ممارسات قد تعكر صفو الأمن والنظام العام، كما تم منع دخول شاحنات نقل الأضاحي القادمة من المدن المجاورة.
ويأتي هذا القرار في أعقاب التوجيه الملكي الذي دعا المواطنين إلى الامتناع عن القيام بالشعيرة هذه السنة، وذلك بالنظر إلى الظرفية المناخية والاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، والتي انعكست سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين، فضلاً عن تداعيات الجفاف وغلاء الأعلاف. وفي هذا السياق، عبّر عدد من المواطنين، في تصريحات متفرقة للجريدة، عن تفهمهم لقرار السلطات، رغم صعوبة تقبّله لدى البعض الذين يرون في شعيرة الأضحية مظهرًا من مظاهر التقرب إلى الله، غير أنهم شددوا على أن الظرفية الحالية تستدعي تغليب المصلحة العامة والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”الأخبار” أن قرار الإغلاق يهدف إلى الحفاظ على القطيع الوطني والتزاما بالرسالة الملكية التي كان قد وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة وأوصى فيها بعدم أداء شعيرة النحر حفاظا على القطيع الوطني، خاصة في ظل تراجع العرض وارتفاع الطلب الذي كان متوقعًا أن يفاقم الأعباء على الأسر، وقد باشرت السلطات المحلية تنفيذ القرار عبر إغلاق الأسواق المؤقتة التي اعتاد المواطنون التوجه إليها لاقتناء الأضاحي، وتشديد المراقبة لمنع أي محاولة لنصب الأسواق العشوائية، في خطوة تُبررها اعتبارات السلامة الصحية والاجتماعية، وتنسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى حماية القدرة الشرائية للمواطنين.
