الملك الكافل

لم يكن مفاجئا ولا غريبا أن يصدر عن الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أمر يومي موجه للقوات المسلحة الملكية، بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيسها يتضمن هدايا إنسانية واجتماعية ثمينة لأفراد الجيش المغربي، حيث خص بها عائلات شهداء ومكفولي الأمة من أجل الاستفادة من السكن بمدن المملكة، بشكل مجاني وبدون مصاريف إضافية، بالإضافة إلى إحداث لجنة عسكرية عليا لدراسة مشروع إحداث نظام أساسي لضباط الصف، يحدد الإطار القانوني والتنظيمي، وكذا تدبير المسار المهني، وفق منظور حديث وشامل لهذه الفئة.

والحقيقة أن تمكين مكفولي الأمة من السكن المجاني وتحسين وضعية فئة ضباط الصف التي تعد العمود الفقري للقوات المسلحة، نهج ملكي موروث أبا عن جد، تجلى تاريخيا في صور عديدة ومعانٍ مادية ورمزية، تؤكد مكانة الفرد في القوات المسلحة مهما كانت رتبته في وجدان الملك والوطن، وهو كذلك مظهر آخر من مظاهر إنسانية ملك، يمارسها تجاه جميع فئات المجتمع، فما بالك تجاه أسر عسكرية قد يواجه أطفالها وأبناؤها نوعا من الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب فقدانهم آباءهم وأولياء أمورهم في مهام السلم والعمليات الإنسانية أو أثناء أدائهم الواجب الوطني.

إنه يوم الوفاء لشهداء الواجب الوطني، جاء تقديرا من القيادة الملكية لجهود حملة السلاح المخلصين وتضحياتهم الجسام في الحفاظ على حدود الوطن والذود عن حماه، من خلال التواصل القانوني معهم والاطمئنان على أحوالهم الاجتماعية وإصدار توجيهات وقرارات من شأنها تأمين العيش الكريم لأسر الشهداء واستمرار عطاء الأحياء منهم.

هكذا، إذن، يبرز القائد الأعلى للقوات المسلحة صورة من صور الاعتراف الكثيرة بالتضحيات التي يقوم بها أفراد الجيش لخدمة الوطن، واضعا هذه المؤسسة الفذة على رأس أولويات الاهتمام الملكي، حتى يبقى الجيش القلعة الحصينة الشامخة وسيفا يحمي الوطن وخيراته. فحينما يشعر كل فرد من أفراد قواتنا المسلحة بأن جلالة الملك الكافل لأسرته وأبنائه وزوجته وذويه، فلا يمكن إلا أن يؤدي واجبه بكل تفان وتضحية، وهذه هي مقاصد الأمر اليومي الموجه للقوات المسلحة في ذكرى تأسيسها 66.