
إعداد: يوسف أبوالعدل
يفتتح المنتخب الوطني المحلي لكرة القدم، بقيادة مدربه طارق السكتيوي النسخة الجديدة لكأس أمم إفريقيا للمحليين، التي تجرى مناصفة بين كينيا وتنزانيا وأوغندا، بمواجهة المنتخب الأنغولي، يوم غد الأحد، في مباراة يحتضنها ملعب «سوكو بوليس» بالعاصمة الكينية نيروبي.
وحل المنتخب المغربي المحلي بكينيا، أسبوعا قبل انطلاق البطولة القارية، لاستئناس لاعبيه بالأجواء في البلاد، حيث كان أشبال طارق السكيتيوي أول المنتخبات الوافدة على كينيا، ما يظهر رغبة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في وضع اللاعبين في أفضل الظروف، للمنافسة على اللقب القاري الذي سبق أن فاز به المنتخب الوطني المحلي في نسختين، الأولى بالمغرب مع المدرب جمال السلامي سنة 2018، والثانية بالكاميرون سنة 2020 مع الإطار الوطني الحسين عموتة، فيما تعقد الآمال على مواطنهما الآخر طارق السكتيوي لإضافة لقب آخر للمنتخب المغربي المحلي في هذه المسابقة القارية، التي قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إنشاءها لمنح الفرصة للاعبين المحليين في القارة السمراء لتمثيل بلدانهم، بعد هيمنة اللاعبين المحترفين على المنتخبات الوطنية الأولى.
واختار السكتيوي خيرة اللاعبين الموجودين في البطولة الوطنية، لتمثيل المغرب في «الشان»، خاصة بعد أن منحته جامعة كرة القدم الوطنية الضوء الأخضر لاختيار الأفضل من كل الأعمار، بعدما اعتاد طيلة فترة التحضيرات على تحديد لائحة المدعوين في المزدادين سنة 2000 فما فوق، ما منح المدرب السكتيوي هامشا لاختيار أفضل الأسماء التي تسطع في سماء الدوري الوطني، بل إنه استدعى 28 لاعبا لمرافقته إلى كينيا لتمثيل المغرب في هذه المسابقة، سيما أن مدة هذه التظاهرة تصل إلى شهر، ومجموعة المغرب تضم خمسة منتخبات، وهي أنغولا وكينيا وزامبيا وجمهورية الكونغو، ما يفرض على «الأسود» خوض أربع مباريات للتأهل منها إلى الدور المقبل.
وخاض المنتخب الوطني العديد من التربصات الإعدادية تحضيرا لبطولة أمم إفريقيا للمحليين، لكن المعسكر الأخير كان الأكثر جدية، خاصة أنه ضم جميع اللاعبين، منهم الجدد في اللائحة، حيث خاض المنتخب المغربي مباراتين وديتين أمام نظيره البوركينابي، وضعتا طارق السكتيوي أمام المعيار الحقيقي للاعبيه، قبل انطلاق المسابقة، يوم غد الأحد، ناهيك عن وصول المنتخب الوطني إلى كينيا، أسبوعا قبل انطلاق «الشان»، ما جعله يضع التصور النهائي لتشكيلته التي سينطلق بها «الأسود» خلال هذه المسابقة القارية.
يذكر أنه بعد مباراة أنغولا، غدا الأحد، سيستريح المنتخب الوطني لمدة أسبوع بأكمله، في انتظار مباراته الثانية التي سينازل فيها البلد المنظم كينيا، وبالتحديد في العاشر من غشت الحالي، على أن يواجه بعدها منتخب زامبيا في الرابع عشر من الشهر ذاته، قبل أن يختم دور المجموعات بمنازلة منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية، في السابع عشر من غشت الجاري.
السكتيوي: صورة المغرب تفرض علينا المنافسة على اللقب
اعترف طارق السكتيوي، مدرب المنتخب المحلي بأن صورة المغرب على المستوى القاري تفرض على كل المنتخبات الوطنية المنافسة على كل الألقاب التي تدخل لخوضها ومن بينها مسابقة كأس إفريقيا للمحليين التي ستنطلق فعليا الأحد بمواجهة “الأسود” لمنتخب أنغولا على أرضية ملعب “سوكو بوليس” بالعاصمة الكينية نيروبي، انطلاقا من الساعة الرابعة زوالا.
وقال السكتيوي في تصريح له عند سفر مجموعته لكينيا إن اللاعبين يعلمون المسؤولية الملقاة على عاتقهم لتمثيل الكرة المغربية على أحسن تمثيل معتبرين “الشان” فرصة لحمل قميص المنتخب الوطني ونقش أسمائهم من ذهب في تاريخ هاته المسابقة وكذلك لدى الجمهور المغربي الذي اعترف بأنه سيكون أكبر داعم لـ”الأسود” رغم بعد المسافة حيث تجرى المسابقة بكل من كينيا وتانزانيا وأوغندا.
وأثنى السكتيوي على عمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بسفر مجموعته إلى كينيا قبل أسبوع من انطلاق المسابقة ناهيك عن ما سيخول للاعبين الفرصة للاستئناس بالأجواء الإفريقية والكينية رغم أن العديد منهم له دراية خاصة بها، خاصة أن مجموعة منهم سبق لهم أن مثلوا أنديتهم الوطنية في مسابقتي عصبة الأبطال الإفريقية و كأس “الكونفدرالية” لكن حمل قميص الفريق الوطني والدفاع عنه له طعم آخر استنشقه اللاعبون من خلال تربصهم المسبق بمركب محمد السادس، قبل سفريتهم الموحدة حاملين القميص الوطني لدولة كينيا.
وختم السكتيوي حديثه عن أن الهدف الأولي من السفرية هو تجاوز الدور الأول وبعدها التفكير بالمواجهات الإقصائية المباشرة رغم تأكيده أن اللقب يظل هدف المغاربة، خاصة مع الطفرة النوعية التي تعيشها الكرة الوطنية في جميع الفئات السنية ولا يمكن أن يخرج المنتخب المحلي من خانتها، خاصة أن الأندية الوطنية هي الأخرى تحقق نتائج إيجابية في المسابقات القارية.
“الكاف” تحذر المغرب من أنغولا
حذر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، المنتخبات المشاركة في كأس إفريقيا للمحليين ومن بينهم المغرب من المنتخب الأنغولي، الذي اعتبر منتخباته الوطنية ومن بينها المحلية ظاهرة سنة 2025، مؤكدا أن أنغولا من أكبر المنافسين للفوز بكأس إفريقيا للمحليين التي تجرى بكل من كينيا وتانزانيا وأوغندا.
وقال “الكاف” في تدوينة له على موقعه الرسمي: “شهدت أنغولا الدولة الواقعة في جنوب إفريقيا، نهضة مذهلة في السنوات الأخيرة وباتت من أبرز المنتخبات المنافسة على الألقاب القارية خلال السنة الحالية سواء كأس إفريقيا للمحليين التي تجرى بكل من كينيا وتانزانيا وأوغندا أو كأس إفريقيا للمنتخبات الأولى التي تجرى بالمغرب، وهو التطور الذي شهدته جميع الفئات السنية للمنتخبات الوطنية وكذلك الأندية الأنغولية التي باتت رقما صعب المراس في المسابقتين القاريتين سواء عصبة الأبطال الإفريقية أو كأس الكونفدرالية من خلال أندية ساغرادا إسبيرانسا، ونادي برافوس دو ماكيوس، ثم لوندا سول الأنغولي، التي باتت منافسة قوية سنويا لكل منافسيها في القارة السمراء”.
بوغرين صانع ألعاب “الأسود”
استقر طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المحلي على اسم صابر بوغرين، لاعب الرجاء الرياضي لخلافة صانع ألعاب الفريق الوطني المحلي أمين زحزوح، الذي احترف في آخر اللحظات قبل انطلاقة “الشان” نحو فريق الوكرة القطري، وهو الذي كان يعول عليه السكتيوي لقيادة وسط ميدان المنتخب في “الشان”.
احتراف مجموعة من اللاعبين الأساسيين في المنتخب المحلي وخاصة أمين زحزوح وحاتم الصوابي وأكرم النقاش وعادل تاحيف وأيمن موريد، فرض على طارق السكتيوي الاستعانة بلاعبين مجربين في أندية وطنية يفوق سنهم ما كان متاحا أمامه في وقت سابق، ما جعله يستعين بالعديد من اللاعبين يفوق سن ازديادهم سنة 2000 كما كان مفروض سابقا ومن بينهم صابر بوغرين، الذي قدم أوراق اعتماده أمام طارق السكتيوي حسب الحصص الأولى التي خاضها رفقة المنتخب، وهو الأمر نفسه بالنسبة للاعب ربيع حريمات المرتقب أن يحمل شارة العمادة في هاته المسابقة للتجربة التي يتوفر عليها مع الفريق العسكري في المسابقات الوطنية والقارية أيضا.
رئيس كينيا: هدفنا صنع التاريخ
حث رئيس كينيا، ويليام روتو، المنتخب الكيني للمنتخب المحلي على استهداف اللقب على أرضه، وذلك في أول مشاركة للفريق الوطني الكيني المحلي في بطولة أمم إفريقيا للمحليين.
وقال الرئيس، روتو، في تصريح عند زيارته لمعسكر منتخب بلده غير بعيد عن معسكر المنتخب المحلي المغربي: “يسعدنا كدولة أن نستضيف هذه البطولة. سنصنع التاريخ من أجل كينيا.. عندما اتخذت قرار الترشح لاستضافة بطولتَي “شان” و’كأس أمم إفريقيا’، كنت مؤمنا بأن لدينا القدرة والكفاءة لذلك”.
وأضاف رئيس كينيا في حديثه إلى اللاعبين
: “أنتم تمثلون أكثر من 50 مليون كيني، وهذا هو حجم المسؤولية التي تقع على عاتقكم.. جئت إلى هنا لأقول لكم إننا نؤمن بقدراتكم، وسنقف خلفكم بفخر لتشجيعكم نحو الفوز. اعلموا أن البلد كله يقف إلى جانبكم. دعونا نكتب التاريخ، إذا كنا نستضيف البطولة للمرة الأولى، فعلينا أن نفوز بها”.
وقام رئيس كينيا بزيارة مُفاجئة إلى مقر تربص المنتخب الكيني في مركز موي الرياضي، كاساراني، مساء الأربعاء الماضي، حيث كان المنتخب الكيني يختتم أسبوعه الأول
من التدريبات المغلقة.
تعهّد الرئيس، روتو، خلال الزيارة، بتقديم الدعم الحكومي الكامل لضمان تقديم المنتخب الكيني لأفضل أداء ممكن.






