
النعمان اليعلاوي
تحولت أجزاء من غابة سلا الجديدة إلى ما يشبه مطرحاً مفتوحاً للنفايات، حيث تنتشر بقايا الأزبال والأكياس البلاستيكية، خاصة في منطقة سيدي عميرة المحاذية للغابة، في وقت دعا نشطاء البيئة إلى إنقاذ هذا الجزء الحيوي الذي شهد، خلال الفترة الأخيرة، تساقطاً كبيراً لأشجاره، ما يهدد هذا المتنفس الطبيعي الذي تلجأ إليه الساكنة من أجل الرياضة والتنزه، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. وحذرت فعاليات بيئية من تعرض «رئة الرباط وسلا» للتدهور جراء انتشار الأزبال ومخلفات الزوار، ناهيك عن السماح للسيارات باقتحام هذا الفضاء الإيكولوجي رغم وجود لافتة كبيرة تشير بوضوح إلى منع إدخال المركبات.
ومن جانب آخر أثارت أشغال تهيئة غابة سلا الجديدة، التي تُعد من أبرز الفضاءات الخضراء بالمدينة وأحد المتنفسات البيئية لسكان سلا والرباط، جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية، وسط موجة انتقادات لأسلوب التدبير ونجاعة الإجراءات المتخذة للحفاظ على هذا الموروث الطبيعي. فالغابة، التي طالما شكلت رئة بيئية للمنطقة، اكتسبت رمزية خاصة منذ ترسيخ تصور «الرباط مدينة خضراء» سنة 2010، غير أن عدداً من الفاعلين المدنيين والبيئيين يعتبرون أن وضعها الحالي لم يعد يعكس هذا الطموح، في ظل التحديات البيئية التي تشهدها، من تدهور الغطاء النباتي وتراكم النفايات وانتشار مخلفات أوراش البناء القريبة، إلى جانب الضغط الناتج عن المرور العشوائي للسيارات داخل محيطها.
ورغم انطلاق السلطات في تنفيذ عمليات تهيئة خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن عدداً من المتتبعين اعتبروا أن بعض التدخلات «لا تراعي المعايير البيئية الدقيقة» وانتقد هؤلاء، على سبيل المثال، زرع شتلات الأشجار خلال فصل الصيف الذي قلّما يشكل ظرفاً ملائماً لعملية التشجير، ما أدى إلى جفاف بعضها وإتلاف جزء منها بسبب مرور السيارات والمشاة، خاصة مع وجود سياج بدائي من الأسلاك الشائكة لم ينجح في حماية المساحات المعاد تأهيلها.
ولفتت فعاليات محلية الانتباه إلى ضعف تجهيزات النظافة داخل الغابة، حيث وُضعت حاويات صغيرة لا تلائم حجم الإقبال، في ظل استمرار تراكم النفايات وانتشار الكلاب الضالة، ما يشكل مصدر قلق للزائرين.





