النعمان اليعلاوي
قدمت وزارة الصناعة والتجارة، يوم أول أمس الأربعاء بالرباط، النسخة الجديدة من بارومتر الصناعة الوطنية 2025، وذلك خلال حفل ترأسه وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، بحضور عدد من الفاعلين الاقتصاديين وممثلي القطاعات الإنتاجية.
النسخة الجديدة من البارومتر، التي تُعد أداة وطنية للرصد والتحليل والمساعدة في اتخاذ القرار الصناعي، كشفت عن نتائج استثنائية تعكس التحول العميق الذي يشهده النسيج الصناعي المغربي، ومدى متانته وقدرته على التأقلم مع التحولات الاقتصادية العالمية.
وسجلت سنة 2024 نقطة تحول محورية في مسار التنمية الصناعية بالمملكة، حيث بلغ رقم معاملات القطاع الصناعي 898 مليار درهم، بارتفاع قدره +9 في المائة مقارنة بسنة 2023 (822 مليار درهم). كما ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة +12 في المائة ليصل إلى 842 مليار درهم، فيما بلغت القيمة المضافة الصناعية 240 مليار درهم بزيادة +11 في المائة.
وشهدت الاستثمارات الصناعية نموا غير مسبوق بنسبة +30 في المائة لتبلغ 90 مليار درهم، بينما تجاوز عدد مناصب الشغل في القطاع المليون، بإحداث 42.714 منصب شغل صافي خلال سنة واحدة، وأشار البارومتر إلى أن الفترة ما بين 2021 و2024 عرفت وتيرة نمو صناعي متسارعة، حيث تضاعف رقم المعاملات بمعدل 2.2 في المائة، والقيمة المضافة بـ1.5 في المائة، والصادرات بـ3 في مائة، وهو ما مكن من تحقيق معدل نمو يفوق ضعفي المعدلات السابقة.
وتصدرت صناعة السيارات قائمة القطاعات المصدرة، مؤكدة مكانتها كقاطرة للتحول الصناعي الوطني، إذ بلغت قيمة رقم معاملاتها حوالي 196 مليار درهم، مع توفيرها لأكثر من 250 ألف منصب شغل مباشر، كما أبرزت نتائج البارومتر هيمنة رأس المال الصناعي الوطني بنسبة 70 في المائة، ما يعكس الثقة المتزايدة للفاعلين المغاربة في دينامية الاقتصاد الوطني ودورهم في خلق القيمة وفرص الشغل.
وشهدت الصناعة المغربية قفزة نوعية على مستوى التكنولوجيا والإنتاجية، حيث أصبحت الصناعات المتوسطة والمتقدمة تكنولوجياً تمثل أكثر من نصف القيمة المضافة الصناعية، في حين ارتفع متوسط الإنتاج لكل منصب شغل بـ30 في المائة خلال عشر سنوات ليبلغ 231 ألف درهم، وهو ما يعكس تطور التأهيل البشري وعصرنة أساليب الإنتاج.
وأكد الوزير رياض مزور في كلمته أن “هذه المؤشرات تعكس نجاح النموذج الصناعي المغربي، المبني على التكامل بين الإنتاج والابتكار والتصدير، بفضل البنيات التحتية الحديثة مثل ميناء طنجة المتوسط والمناطق الصناعية المندمجة، التي جعلت من المغرب منصة صناعية مرجعية في المنطقة ومنافساً قوياً على الصعيد الدولي”.
وتتميز نسخة 2025 من البارومتر برقمنة شاملة ومنهجية إحصائية متطورة، شملت جمع بيانات من عينة واسعة من المقاولات الصناعية، وفق معايير تشمل القطاع، والجهة، ورقم المعاملات، وعدد مناصب الشغل، والفئة العمرية للمقاولة.
