بعد نجاحه في الفرار والتواري عن أنظار المصالح الأمنية والدرك الملكي لمدة طويلة فاقت خمسة أشهر، تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الأمنية بالصويرة، ليلة السبت الماضي، من اعتقال شاب عشريني مصنف ضمن فئة «أولاد الفشوش»، وذلك على خلفية تورطه في جريمة دهس خطيرة استهدفت موكب عرس بالقرب من أحد الفنادق بالمدينة، خلفت إصابة والد العريس بجروح متفاوتة الخطورة.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن «ولد الفشوش» ظهر، أخيرا، في فيديوهات مستفزة للمصالح الأمنية، وهو يتغنى بتحدي عناصر الشرطة وقدرته على الانفلات من قبضتها، ما استنفر كل الأجهزة الأمنية بتراب الإقليم، حيث شاركت فرقة مكافحة العصابات الإجرامية التابعة للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، أخيرا، في أبحاث ميدانية لإيقاف المتهم، قبل أن يحسم تنسيق أمني محكم بين عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بالصويرة والمصالح الأمنية المحلية التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في وضع حد لحالة الاستنفار، حيث تم اعتقاله بمدينة آسفي رفقة شخصين وجهت لهما النيابة العامة تهمة عدم التبليغ، بعد أن كشفت التحريات الأولية أنهما تكلفا بإخفاء المتهم منذ ارتكابه الجريمة في فبراير من السنة الجارية.
وذكرت مصادر الجريدة ذاتها أن فرقة الشرطة القضائية بالصويرة قامت، ليلة السبت الماضي، بنقل المتهم وصديقيه إلى مقر المنطقة الأمنية بالصويرة من أجل استكمال البحث وعرضهم على النيابة العامة بتهم ثقيلة قد تصل إلى محاولة القتل العمد والفرار بالنسبة للمتهم الرئيسي وعدم التبليغ عن جناية بالنسبة لصديقيه.
وكانت الصويرة اهتزت، في فبراير الماضي، على وقع فاجعة بطلها ولد فشوش قام بعملية دهس جماعية لفعاليات عرس بالقرب من إحدى قاعات الحفلات وسط المدينة، وهي الواقعة التي خلفت إصابة والد العريس، وهو مراسل صحافي، بجروح بالغة الخطورة استدعت نقله للمستعجلات من أجل إخضاعه لعلاجات طبية خاصة، كما أصيب العريس بجروح خفيفة.
ويروي شهود عيان أن الشاب ولد الفشوش المعروف بتهوره لدى ساكنة الصويرة من خلال احترافه السياقة الاستعراضية بشكل دائم بدراجته النارية أو سيارته الفخمة من نوع «مرسيدس»، تسبب، بسبب سياقته الجنونية، في اصطدام قوي بسيارته مع السيارة التي كانت تقل العروسين، وهو ما دفع والد العريس إلى الاحتجاج عليه شفهيا، قبل أن يتفاجأ هذا الأخير بولد الفشوش وهو يستدير بسيارته الفارهة بشكل جنوني واستعراضي أمام حشود كبيرة من مرافقي العريسين، ويدهس الجميع، قبل أن يلوذ بالفرار.
وأكدت مصادر الجريدة أن المنطقة الأمنية، بتنسيق مع النيابة العامة، وفي إطار التصدي الاستباقي لكل محاولات التدخل أو التأثير في مجريات التحقيق والبحث، استنفرت كل أطقمها من أجل إيقاف الشاب «ولد الفشوش» المتهور، وهو نجل طبيب صاحب مصحة خاصة، حيث تمكنت من حجز السيارة المستعملة في الهجوم، فيما تمكن المعني من مغادرة الصويرة، حيث ظل في حالة فرار وحررت في شأنه مذكرة بحث على الصعيد الوطني.
وسيكون المتهم، المهدد بجناية محاولة القتل العمد، أمام امتحان عسير بعد إيقافه وهو يواجه تسجيلات الكاميرات التي وثقت تفاصيل جريمته، فضلا عن إمكانية محاصرته بسيل من الشهادات التي تؤكد تعمده دهس موكب العرس بطريقة جنونية، إضافة إلى إمكانية مؤاخذته على تجاوزه بعض الحدود القانونية والأخلاقية التي أظهرتها مقاطع فيديو التقطها من داخل سيارته الفارهة.
