النعمان اليعلاوي
يتواصل شد الحبل بين مهنيي النقل بأصنافه والوزارة الوصية على القطاع، بعد الزيادات المتتالية في أسعار المحروقات طيلة الثلاثة أشهر الأخيرة، حيث قررت شركات نقل المستخدمين التوقف عن العمل معلنة عن إضراب وطني بالقطاع، وفق ما أفادت به مراسلة لها وجهتها إلى الوزارة الوصية، مشيرة إلى أنها «توصلت بطلب موقع من عشرات الممثلين القانونيين لشركات النقل مفادها أنه أمام عدم كفاية الدعم المادي الذي استلموه من الحكومة وعدم تفهم المستثمرين بالمناطق الصناعية الحرة للإكراهات المالية التي تعترض عمل هذه الشركات، تقرر خوض إضراب وطني»، مضيفة أن «الشركات ترفض الزيادات المستمرة في أسعار المحروقات ومواد أخرى ضرورية كأجزاء الحافلات وغير ذلك».
ورغم إعلان وزارة النقل واللوجستيك، الأسبوع الماضي، أن الحكومة قررت رفع قيمة الدعم المقدم لمهنيي النقل الطرقي بنسبة 40 في المئة، في ما يخصُّ الحصة الرابعة، إلا أن الأمر لم يتعد «الترقيع” بالنسبة للمهنيين، الذين يطالبون الحكومة والوزارة الوصية بالجلوس إلى طاولة الحوار، وتخفيض الضريبة على المحروقات ولو بشكل ظرفي، فضلا عن تقليص هوامش الربح بالنسبة للشركات، حسب منير بنعزوز، الكاتب العام الوطني لمهنيي النقل الطرقي، الذي أوضح أن ناقلي البضائع قرروا الإضراب بعد عيد الأضحى، مؤكدا أن «الدعم الحكومي لا يكفي، والمطلوب هو الحوار عوض قرارات انفرادية»، وأضاف أن «القرار لا يخدم سوى لوبيات المحروقات، فبعد الدعم ستأتي الزيادة مجددا لا محالة»، وأن «الوضع صعب، لكن من غير الأخلاقي إعلان الإضراب خلال العيد لتفادي إفساد المناسبة علَى الناس».
وكان محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، كشف أن الدعم الذي صرفته الحكومة لمهنيي النقل من أجل مواجهة ارتفاع أسعار المحروقات بلغ 1.4 مليارات درهم، حسب أرقام الوزير، الذي أشار، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، إلى أن الدعم، الذي قدم عبر ثلاث مراحل، استفاد منه أكثر من 90 في المئة من المستهدفين، مضيفا أن الحكومة تدرس إمكانية الرفع من قيمة هذا الدعم، كما تنكب على دراسة الحلول المقترحة من طرف المهنيين في ما يخص الأنماط الأخرى. وأبرز الوزير الإجراءات التي قامت بها الحكومة من أجل تعزيز تنافسية مقاولات النقل الطرقي، مؤكدا أنه من «أجل تجاوز الإكراهات التي تعرفها مقاولات النقل الطرقي، وبعد جولات من المشاورات مع المهنيين، تم الاتفاق على تحديد الأولويات التي من شأنها أن ترفع من تنافسية المقاولة النقلية».
