
بعد انتظار طويل، وبعد مدة ليست باليسيرة، أنهت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أخيرا، حالة الفراغ الإداري التي يعرفها قطاع الصحة على المستوى الإقليمي بطانطان، والذي استمر لفترة طويلة أرخت بظلالها على التدبير الأمثل للقطاع إقليميا.
واستنادا إلى المعطيات، فقد اختارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إطار صحيا مندوبا إقليميا للقطاع بطانطان، بعدما كان مسؤولو وموظفو الصحة يرفضون الترشح لهذه المهمة التي ظلت شاغرة منذ إعفاء المندوب الإقليمي الأسبق وطلب المندوب بالنيابة الذي خلفه بإعفائه من المهمة.
وكانت الوزارة نظمت، الأسبوع الماضي، مقابلات لانتقاء مندوبين إقليميين للصحة والحماية الاجتماعية، لتعلن، مطلع هذا الأسبوع، عن نتائج الانتقاء، في حين، ورغم إعلان شغور بعض المندوبيات وفتح باب التباري عليها، لم يترشح إليها أحد ليستمر تدبيرها بالتكليف فقط إلى أجل غير مسمى.
وظلت المندوبية الإقليمية للصحة بطانطان تعيش على وقع الفراغ الإداري، كما يعيش المستشفى الإقليمي بدوره حالة فراغ إداري منذ تقديم الطبيب الجراح المكلف بتدبير المندوبية طلب إعفائه من هذه المهمة، وذلك من أجل التفرغ لأعماله الجراحية، ليعود المستشفى من جديد بدون مدير وتظل المندوبية كذلك بدون مندوب إقليمي. ومن أجل سد الفراغ عمدت الوزارة، أيضا، إلى تكليف إداري بقطاع الصحة بمهام المندوب الإقليمي، وتكليف مسؤول آخر بتدبير إدارة المستشفى إلى حين فتح المنصبين من جديد للتباري.
ويعاني المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بطانطان من تراجع كبير جدا في مستوى الخدمات الصحية المقدمة، ذلك أن المستشفى يتوفر على 29 طبيبا اختصاصيا، لكن فئة كبيرة من هؤلاء لا تلتحق بالمستشفى ولا تحضر بالمدينة إلا في أيام معدودات فقط. وفي الوقت الذي تتكدس طوابير من المرضى أمام مكاتب الأطباء بالمستشفى، يتنقل هؤلاء بين العيادات الخاصة بالمدينة، يخصصون كل يوم لعيادة للقيام بفحوصات مقابل مبالغ مالية، كما يتنقل بعض أطباء العيون بين محلات البصريات للقيام بفحوصات للزبناء، قبل اختفائهم عن الأنظار لأيام أخرى.
وينعكس الفراغ الإداري بالمندوبيات الإقليمية للصحة والمراكز الاستشفائية سلبا على سيرورة العمل وانسيابيته داخل المرفق العمومي، وتصبح حالة الانتظار هي السائدة في بعض المصالح الطبية والمؤسسات الصحية، في الوقت الذي كان يفترض اتخاذ قرارات حيوية بسرعة ودون انتظار.
ويعول سكان المدينة على المندوب الإقليمي المعين حديثا وعلى المدير الجهوي للصحة المعين بدوره قبل أسابيع، للتدخل الحازم لفرض استمرار الخدمات الطبية وانسيابيتها داخل المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية، والقطع مع حالة اختفاء الأطباء وغيابهم الطويل عن المستشفى.
طانطان: محمد سليماني





