
مصطفى عفيف
عجلت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من الباعة، وخاصة منهم المستفيدين من المحلات التجارية سوق الفتح المعروف باسم «ماكرو»، والذي تحول الى أطلال بعد تعثر الأشغال به، بقيام المجلس الجماعي لسطات بإسناد مهمة افتحاص ملف مشروع سوق الفتح إلى مكتب دراسات معتمد، لتشخيص الوضع الراهن للحالة التي يوجد عليها السوق، وتحديد المشاكل التي حالت دون إتمام المشروع، وتحديد المسؤوليات، وضمن الإجراء نفسه راسلت رئيسة المجلس الجماعي مؤسسة «العمران»، بصفتها الجهة التي كانت تشرف على عملية بناء المشروع وتسويقه، وذلك من أجل الإدلاء بجميع الوثائق الخاصة بالمشروع، بغية إنجاز هذه المهمة في ظرف لا يتعدى ثلاثة أشهر.
وكانت دورة أكتوبر 2024 لمجلس جماعة سطات قد كشفت النقاب عن مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها ملف سوق الفتح، الذي يقع وسط المدينة. بعدما فجر عبد الرحمان العزيزي، المستشار الحالي والرئيس السابق للمجلس نفسه، خلال مداخلة توضيحية حول ملف «سوق الفتح»، أن الملف يعرف عدة إشكالات وأن العقار الذي بني فوقه السوق في ملك الجماعة، وأن المجلس الحالي أمامه ملف يجب حله، كون الشطر الأول من المشروع وصلت نسبة الأشغال فيه إلى 90 في المائة، مشيرا إلى أن المقاولة التي تكلفت بعملية البناء أصبحت تطالب بمستحقاتها التي تتجاوز ملياري سنتيم.
وأوضح العزيزي أن المساحة الإجمالية للعقار 7 هكتارات، مشيرا إلى أن ضمنها قطع سبق اقتناؤها، لكن أخطاء الإدارات السابقة جعلت ملاكيها الأصليين يعيدون بيعها، وهو ما عرقل عملية تحفيظها في اسم المجلس.
وكشف النقاش بين العزيزي وبعض أعضاء المجلس، الذين طالبوا بدخول الفرقة الوطنية للتحقيق في إخفاقات المشروع، عن فضيحة تسليم رخصة لشركة «العمران»، من أجل بناء المشروع فوق قطعة أرضية مملوكة للغير، دون سلك المساطر القانونية لحيازتها في وقتها.
وأكد العزيزي أن هناك اتفاقية شراكة لبناء المركب التجاري «سوق الفتح» مبرمة بين عمالة إقليم سطات، والمجلس الجماعي للمدينة، وشركة «العمران» الدار البيضاء، والتي تهدف إلى إنجاز سوق نموذجي مكون من 1244 محلا تجاريا، على أن تعمل الجماعة على اقتناء وتصفية البقعة الأرضية ووضعها رهن إشارة الشركة خالية من أي تعرض أو احتلال، منها تخصيص 760 محلا للمستفيدين الذين تم إحصاؤهم منذ سنوات الثمانينيات، والذين سيؤدون مبلغ 25 ألف درهم مساهمة، و1400 محل سيتم بيعها عن طريق الشركة، من أجل المساهمة في تمويل المشروع.
وكان المجلس الجماعي صادق خلال دورة أكتوبر 2023، على نقطة تتعلق باتخاذ قرار لنزع الملكية لأجل المنفعة العامة للقطعة الأرضية المشيد عليها سوق الفتح ذات الرسوم العقارية 18127C / 19540 C ، والمطلب عدد 2778 ت، لإيواء الباعة الجائلين. وهي النقطة التي عرفت نقاشا حادا بين الرئيس وأعضاء المعارضة، الذين طالبوا أمام ممثل السلطة المحلية بفتح تحقيق قضائي في اختلالات إدارية ومالية مرتبطة بإنجاز المشروع، وكذا في ما وصفوه بخروج المشروع عن أهدافه وجعله ورقة سياسية. وطالب بعض المستشارين، خلال مناقشة نقطة نزع الملكية، المجلس بفسخ الاتفاقية مع شركة «العمران»، من أجل إخراج مشروع سوق «ماكرو» من النفق المسدود.





