أكدت مصادر خاصة لـ«الأخبار»، أن التحقيقات الأمنية التي باشرتها المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال، مع التلميذات اللواتي ظهرن في مقاطع فيديو يستهلكن مادة مخدرة بمحيط إحدى المؤسسات الإعدادية التابعة لمديرية بني ملال، كشفت أن الموزع الرئيسي لمادة لصاق «السيليسيون» يوجد في وضعية اعتقال منذ يوم الجمعة الماضي على خلفية تورطه في إغراق المنطقة بالمخدر المذكور، بناء على تصريحات مجموعة من أطفال الشوارع الذين تم ضبطهم من طرف المصالح المختصة في وضعية تلبس باستهلاك المخدر بأزقة وشوارع المدينة.
وانضافت التلميذات إلى ضحايا الملقب بـ«السمسار»، وهو من ذوي السوابق القضائية، حيث اعترفت خمس تلميذات جرى الاستماع إليهن رفقة أولياء أمورهن بأنهن كن يتعاطين المخدر بعد الحصول عليه من طرف شابين ظهرا في شريط الفيديو، وأسفرت تصريحات أحدهما عن تفاصيل عمليات الاقتناء التي يتكلف بها، في الوقت الذي ما زال شريكه التلميذ الآخر في وضعية فرار. وبعد تحديد هوية المتهم الذي كان يسوق مخدر لصاق «السيليسيون»، أمام المؤسسات التعليمية، بتنسيق مع تلاميذ قاصرين يلعبون دور الوساطة بعد إغرائهم، تبين أنه يوجد رهن الاعتقال، وقد استمعت إليه عناصر الأمن من جديد على خلفية تفجر فضيحة الفيديو الذي هز مشاعر المغاربة وخلف حالة هلع قصوى وسط الآباء بالمنطقة. وعلمت «الأخبار» أن مصالح الأمن استمعت لأسر الفتيات اللواتي ظهرن في الفيديو، واعترف الكثير منهم بمسؤوليتهم في إهمال أطفالهم وعدم تتبع مواظبتهم في المؤسسة التي يدرسون بها. وحسب مصادر الجريدة، فقد وجهت فعاليات نقابية انتقادات لاذعة للمسؤولين التربويين في عدم إخبار آباء وأولياء أمور التلاميذ بغيابهم عن المدرسة خاصة التلميذات، حيث فجرت إحدى العائلات، حسب مصادر نقابية محلية، مفاجأة من العيار الثقيل تتعلق بغياب إحدى التلميذات التي ظهرت في الشريط عن المدرسة لمدة عشرة أيام دون إخبار أسرتها، ما يضع المسؤولين التربويين وأسرتها في قفص الاتهام. وكانت ولاية أمن بني ملال كشفت، مباشرة بعد تفجر فيديو الفضيحة، أنها فتحت بحثا قضائيا حول مقطع فيديو تداولته منصات التواصل الاجتماعي مساء الجمعة الماضي، يظهر فيه بعض التلاميذ والتلميذات وهم يتعاطون مادة مخدرة عن طريق استنشاق لصاق «السيليسيون». وأوضح بلاغ الولاية أن الدائرة الرابعة للشرطة بمدينة بني ملال باشرت بحثا دقيقا بشأن الفيديو المذكور، أظهر أن الأمر يتعلق بقضية هي في طور التحقيق لدى مصالح الأمن العمومي بمدينة بني ملال، وذلك تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بتاريخ 30 أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنها استمعت لتلميذة قاصر تبلغ من العمر 12 سنة بحضور ولي أمرها، كما تم تحصيل إفادة أحد الشهود بغرض تحديد ظروف وملابسات تعاطي تلك المادة المخدرة، وتشخيص المتورطين في ترويجها.
وأسفرت الأبحاث والتحريات الأمنية المنجزة، يضيف البلاغ، عن التوصل إلى هوية الشخص المتورط في تزويد القاصر بتلك المادة المخدرة، والذي يجري البحث لتوقيفه وإخضاعه للأبحاث التمهيدية اللازمة، كما تتواصل التحريات للاستماع لباقي التلاميذ الذين ظهروا في الشريط وهم يتعاطون تلك المواد، حسب بلاغ ولاية الأمن.
