مرة أخرى، تتمكن عناصر الأمن الوطني بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من إجهاض محاولات للهجرة السرية عبر شواطئ المملكة، وتفكيك شبكات كبرى متخصصة في التهجير السري والاتجار بالبشر، فبعد سلسلة الاعتقالات التي نفدتها بكل من العيون والحسيمة، نهاية الأسبوع الماضي، والتي أطاحت ب 11 متهما جرى توقيفهم في وضعية تلبس بمحاولة تهجير عشرات الشباب، بينهم أفارقة من جنوب الصحراء، نجحت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بالناظور بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في تفكيك «مافيا» منظمة متخصصة في الاتجار في البشر والهجرة غير المشروعة وصناعة قوارب الموت داخل ورشات سرية بنواحي الناظور.
معطيات وردت ضمن بلاغ رسمي صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، عكست خطورة هذه الشبكة التي تم تفكيكها بفضل تنسيق محكم بين عناصر الشرطة ومصالح الاستخبارات بمدينة الناظور، كما أبرزت نوعية المحجوزات أن الأمر يتعلق بشبكة منظمة تنشط في مجال الهجرة، بامتدادات محلية ودولية، قد تسفر عنها الأبحاث وتطيح بمزيد من المتورطين ضمن هذه الشبكة.
وأكدت مصادر رسمية من المديرية العامة ضمن التفاصيل أن عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الناظور تمكنت، صباح أول أمس الأربعاء، بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة إجرامية منظمة تنشط في الاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة غير الشرعية على مستوى المناطق الشمالية للمملكة.
وأضافت نفس المصادر أن المصالح الأمنية باشرت في هذه القضية مجموعة من التدخلات الأمنية المتزامنة بكل من مدينة الناظور ومناطقها المدارية، خصوصا مراكز الزغانغن وبني شيكر وبني بوغافر وبوعرك وسلوان، وأسفرت عن توقيف ثلاثة وعشرين (23) شخصا، من بينهم مواطنون مغاربة وأربعة أشخاص ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك للاشتباه في تورطهم في الوساطة في جلب المرشحين وتنظيم عمليات الهجرة غير الشرعية عبر المسالك البحرية، فضلا عن توفير المعدات والوسائل اللوجستيكية المستعملة في تنفيذ هذه الأنشطة الإجرامية.
وحسب نفس المصادر فإن عمليات التفتيش وإجراءات الحجز التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية خلال هذه التدخلات الأمنية المركزة مكنت من حجز وسائل لوجيستيكية مهمة، تتمثل في 125 محركا بحريا، وثمانية زوارق مطاطية، ومجموعة كبيرة من معدات الملاحة البحرية عبارة عن أجهزة تحديد المواقع GPS، وسترات للنجاة وأجهزة توجيه وقياس للسرعة وحاويات للبنزين، فضلا عن حجز 66 صفيحة من مخدر الشيرا ودراجتين مائيتين وقاربين ترفيهيين وعشر سيارات تحمل بعضها لوحات ترقيم مزورة، والتي يشتبه في تسخيرها في هذه الأنشطة الإجرامية.
وأوضحت نفس المصادر أن تكثيف عمليات البحث والتحري، مكن عناصر الشرطة من تفكيك ورشة لتصنيع القوارب المطاطية المستعملة في عمليات تهريب البشر وتهجير الأشخاص بمنطقة سلوان، حيث تم العثور داخلها على معدات لخياطة ولصق مستلزمات هذه القوارب، علاوة على كميات مهمة من المواد الأولية البلاستيكية الموجهة لغرض صناعة القوارب المطاطية.
وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم جميعا تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع المتورطين في هذه الشبكة الإجرامية، وكذا رصد امتداداتها وارتباطاتها المحتملة سواء داخل المغرب أو خارجه.
وأكدت ذات المصادر أن تفكيك هذه الشبكة الإجرامية التي لها امتدادات في عدة مناطق ومدن، يندرج في إطار الجهود المكثفة والمتواصلة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بهدف مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
