
طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات تضمنها تقرير المجلس الأعلى للحسابات الأخير، أن جهة طنجة تتصدر إحصائيات الدعم العمومي الموجه إلى المهرجانات، سواء من طرف المجالس المحلية أو المصالح الوزارية المركزية، ناهيك عن الدعم المقدم من طرف المركز السينمائي المغربي في هذا الجانب. ووفق المعطيات نفسها، فإن جهة طنجة تطوان الحسيمة تتصدر هذه الإحصائيات من بين بقية الجهات، بنسبة فاقت 70 في المائة، حيث تلقت دعما بلغ 55,89 مليون درهم، في ظرف ست سنوات، في وقت أثار هذا الرقم المالي جدلا بخصوص ما يقابله الأمر من ضعف للبنيات التحتية، بشهادة لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، التي أعطت أخيرا لمدينة طنجة تنقيطا ضعيفا. وتقول بعض المصادر المتتبعة إن غالبية المهرجانات أقيمت بطنجة، المعروفة بثقلها الاقتصادي والثقافي، إلا أن المدينة تعاني بشكل كبير من ضعف في البنيات التحتية الأساسية، خاصة في مجالات الطرق والمدارس والقطاع الصحي، ورغم النمو الديموغرافي السريع والتوسع الحضري الذي يشهده الإقليم، فإن هذا التقدم لم يُترجم إلى تحسينات ملموسة في البنية التحتية، ما أثار استياء واسعا، على رأسها الطرقات، كشريان للمدينة، حيث ما زالت تعاني من تدهور كبير، سواء في المناطق الحضرية أو القروية، نتيجة انتشار شبكات الطرق غير المعبدة أو المتهالكة، مما يعيق تنقل السكان وكذا تحرك الشركات الاستثمارية.
وتشير المصادر نفسها إلى أن هذه الأموال كان من الأجدر استثمارها في قطاعات بعينها، منها قطاع التعليم، فالعديد من المدارس في إقليم عمالة طنجة تعاني من نقص حاد في التجهيزات والبنية التحتية المناسبة، فضلا عن تقارير رسمية تثير مسألة اكتظاظ الفصول الدراسية، وضعف جودة التعليم، خصوصا في المناطق الهامشية والقروية. وبقطاع الصحة، فإن النقص في المرافق الطبية والخدمات الصحية في طنجة أضحى أزمة متفاقمة، إذ بات السكان يشكون من قلة الأطباء والمراكز الصحية ونقص الأدوية، مع عدم قدرة المراكز الصحية الحالية على استيعاب الأعداد الكبيرة من المرضى، ما يدفع البعض إلى التوجه للمدن المجاورة لتلقي العلاج، منها توجيه المرضى أحيانا نحو مدن المركز بالرباط والدار البيضاء. وتقول المصادر إن الدعم المذكور آنفا للمهرجانات وفعاليات سينمائية، ورغم أهمية الثقافة والفن في تعزيز الهوية المحلية، فإن تخصيص هذه المبالغ الكبيرة في ظل الحاجة الماسة إلى تحسين البنية التحتية يطرح إشكالات حول الأولويات التنموية في الإقليم، خاصة في ظل توجهه لاحتضان تظاهرات دولية وعالمية.





