شوف تشوف

الرئيسية

حسن كريم وفاطمة تبعمرانت.. زواج حركي من أجل القضية الأمازيغية

ولدت فاطمة شاهو، الملقبة بـ«تبعمرانت» نسبة لأصولها الباعمرانية، سنة 1962 بإحدى القرى التابعة إداريا لدائرة الخصاص بإقليم تيزنيت، لكنها نشأت متنقلة بين مناطق سوس بعد وفاة والدتها التي غادرت الحياة وهي في سن مبكرة. حين بلغت عقدها الثاني، انضمت فاطمة إلى مجموعة الرايس جمال حميدي، مقلدة لأغاني الرايسة تحيحيت والدمسيرية، قبل أن تستقل بذاتها وتكون فرقة غنائية تحمل اسمها، سرعان ما تجاوز صيتها منطقة سوس إلى باقي ربوع التراب الوطني، سيما من خلال إطلالتها عبر التلفزيون المغربي في السهرات الأسبوعية التي نفضت عنها الغبار، وقدمتها للجمهور في ثوب مطربة أمازيغية بأسلوب غنائي مختلف، ما مكنها من المشاركة في ملتقيات فنية خارج البلاد، زادت من شهرتها ومكنتها من نقل الفن الأمازيغي إلى المهجر وتكريس جهودها لخدمة القضية الأمازيغية.
اقترنت فاطمة بفنان يقاسمها الهم الأمازيغي، اسمه حسن كريم، تعرفت عليه كاتبا قبل أن يصبح مدير أعمالها، ورافقها مخرجا في تجربة مع الفيلم الأمازيغي، من خلال إسناد دور لها في عدد من الأعمال، علما أن أول تجربة لها كانت في فيلم «تهيا»، إلا أن أغلب الأعمال لم تجد طريقها إلى التلفزيون.
تحول بيت فاطمة وحسن بحي الهدى في أكادير، إلى قبلة للفنانين ومنتدى لدعاة الحركة الأمازيغية، دون أن يتأخر الزوجان في تخصيص حيز من أجندتهما، لتربية الأبناء «تربية أمازيغية، متمسكين بالعادات والتقاليد والأخلاق الأمازيغية»، بعد أن رزقا بمولودين يتنفسان هواء الفن في البيت، بل إن فاطمة، وعلى الرغم من انشغالاتها السياسية والفنية، فإنها لا تتردد في القيام بأشغال المنزل مثل أي امرأة تقليدية، وتساعد زوجها في تنظيم احتفال «تايري نواكال» خلال رأس السنة الأمازيغية في مدينة تزنيت، حيث تشارك بشبكة علاقاتها ومهمتها البرلمانية، لأن في نجاح المهرجان نجاح للقضية التي تدافع عنها تبعمرانت.
يخصص حسن كريم هامشا للعمل الجمعوي، فهو العقل المدبر لجمعية «تايري نواكال»، أو «حب الأرض»، حيث يراهن رفقة فاطمة وأعضاء الجمعية على جعل رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة مؤدى عنها على غرار باقي الأعياد والمناسبات، مستفيدا من المكانة الاعتبارية لزوجته التي دخلت سنة 2011 غمار العمل السياسي حين تمكنت من الحصول على مقعد برلماني عبر اللائحة الوطنية للنساء بحزب التجمع الوطني للأحرار. بل إن جمعية «تايري نواكال» بتزنيت التي ترأسها فاطمة تبعمرانت، تحولت إلى أسرة ثانية لهذا «الكوبل» الفني، حيث أشرف الزوجان على تحضير أكبر طبق «تاكلا» (عصيدة) في العالم، وذلك احتفاء بالسنة الأمازيغية، وهي فكرة استوحياها معا من المطبخ الأمازيغي.
يرفض حسن الأضواء، ويفضل دوما البقاء خلف الكواليس، إلا أن أشعة الشهرة تصله، ليس لأنه زوج فنانة برلمانية مدافعة عن رسالة الأمازيغ، بل لأنه آلية من آليات تنفيذ هذه الرسالة، بعناد لا يقاوم بحثا عن موقع قدم للقضية في انشغالات الحكومة. ولأن ابن مدينة تيزنيت لا يتردد في رد الجميل للمدينة التي أنجبته، فإنه يراهن على إنجاح احتفالات سوس بالسنة الأمازيغية في معقل أمازيغ سوس، بل إنه أصر على توقيف فترة نقاهته والتمرد على تعليمات طبيبه، كي يهيئ برنامج حفل العام الأمازيغي، سيما وأنه خضع لعملية جراحية معقدة في المستشفى العسكري بمدينة كلميم.
ليس كريم مجرد وكيل أعمال فني لزوجته، بل هو مستشارها السياسي أيضا، فقد كان يوجهها في كثير من خرجاتها الإعلامية، ويدعوها إلى الرزانة في الخطاب السياسي، وحتى حين وصف إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال تجمع حزبي عقده بمدينة تزنيت، فاطمة تبعمرانت وحزبها بـ«حزب التشخشيخ ولالة ومالي»، في إشارة إلى ضم فنانة الروايس التي ارتبطت بالطرب والغناء إلى حزب «الحمامة»، ووصفها بـ«حمامة الطرب» التي دخلت البرلمان، إلا أن فاطمة ردت بهدوء أملاه حسن، حين قالت في تجمع مماثل: «لشكر غير عطى شهادة على راسو بأنه معرفش بنات الناس»، وأضافت أن لشكر هو ابن منطقتها لأن أصوله ترجع لقرية تاغجيجت، التابعة إداريا لكلميم، مؤكدة: «كلنا أبناء الأطلس الكبير».

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى