خديجة بنجلون أخصائية في طب وجراحة الأسنان
يمكن أن يسبب ضرس العقل في مشاكل تنتج الألم وتتلفه وتلحق الضرر بالأضراس المجاورة،
وبسبب صعوبة الوصول إلى ضرس العقل لعلاجه، يصبح خلعه الحل الأمثل للتخلص من مشاكله،
لكن قبل الخلع لا بد من القيام بمجموعة من الاحتياطات والفحوصات لتتم العملية بسلام
ودون أي مضاعفات. وللمزيد حول هذا الموضوع كان هذا الحوار مع خديجة بنجلون أخصائية
في طب وجراحة الأسنان.
إعداد سارة مصباح:
من الناحية الصحية هل يفضل علاج ضرس العقل في حال حدوث مشكلة به أم يستحسن خلعه والتخلص منه نهائيا؟
كما نعلم جميعا، ضرس العقل هو آخر سن موجود في الفم من الجهة الداخلية،
ولهذا لا نستطيع علاجه لأن الوصول إليه أمر في غاية الصعوبة بحكم مكان وجوده،
وبالتالي يفضل خلعه.
كما أن ضرس العقل بإمكانه أن يأخذ أشكالا متعددة تختلف من شخص لآخر،
سواء بالنسبة للجزء الخارجي من الضرس أو ما يسمى بالتاج، أو الجزء المغروس
في اللثة أو الجذور التي غالبا ما تكون متشعبة.
كيف تتم عملية خلع ضرس العقل؟
على العموم يعتبر خلع ضرس العقل العلوي أقل صعوبة من خلع السفلي،
لكن بالرغم من ذلك لابد قبل إجراء عملية الخلع من إجراء بعض الراديوهات الاشعاعية والبانورامية،
للتمكن من تحديد العلاقة بين ضرس العقل وما حوله.
فعلى سبيل المثال ضرس العقل العلوي يكون محاديا لأحد أغشية الجيوب الأنفية،
فيما ضرس العقل السفلي يكون متصلا بعرق يتحكم بأعصاب الوجه كاملة.
كما أن ضرس العقل السفلي يمكن أن يتخذ الكثير من الوضعيات في الفم،
حيث يمكنه أن يكون مائلا فيزاحم الضرس المجاور له، ومن الوارد أيضا أن تكون جذوره
محاذية للعرق المتحكم بأعصاب الوجه، الذي في حال تم لمسه بالخطأ،
من الممكن أن يتسبب بشلل نصفي للوجه.
في حال كان الضرس السفلي للمريض محاذيا لهذا العرق المتحكم في أعصاب الوجه، كيف يتم التعامل مع هذه الحالة؟
من الضروري توجيه المريض للقيام بالسكانير للتمكن من تحديد مكان العرق
والجذور السفلية لضرس العقل قبل القيام بأي إجراء جراحي، الذي لابد من أن
يتم لدى جراح أسنان متخصص لتفادي أي مشاكل أو مخاطر صحية.
وبالنسبة للحالات التي يكون فيها جذر الضرس محتضنا للعرق، يقوم الطبيب بإزالة تاج الضرس فقط،
فيما يحتفظ بجذوره داخل العظم، حفاظا على سلامة العرق، ولتفادي حدوث شلل نصفي للوجه.
ما أهم المراحل والإجراءات التي يتم اتباعها خلال عملية خلع ضرس العقل؟
لا بد من أن تتم العملية من قبل أخصائي في جراحة الأسنان، كما يأخذ المريض
بعض الأدوية المسكنة قبل إجراء العملية، أما بخصوص التخدير أثناء العملية
فلا يكون موضعيا وإنما يتم تخدير نصف الوجه بأكمله وبالتالي لا يشعر المريض
بأي ألم أو انزعاج، لكن بعد أن تنتهي فعالية التخدير يمكن أن يحس بألم تختلف
حدته من حالة لأخرى، لكن يمكن التخلص من هذا الألم فقط لاتباع نصائح وتعليمات
الطبيب المعالج، بما فيها الأدوية المسكنة والمعقمة.
هل يمكن للمريض أن يتابع حياته بشكل عادي بعد خلع ضرس العقل؟
يستحسن أن يأخذ المريض إجازة لمدة يوم أو يومين ليحصل على القدر الكافي من الراحة،
مع تفادي القيام بأي نشاط بدني، والامتناع عن الذهاب للحمامات والأماكن الساخنة.
ولتسريع التعافي وتفادي الانتفاخ بعد العملية، ننصح المريض بوضع الثلج على الخد لمدة ثلاثة أيام،
دون أن ننسى ضرورة التوقف عن التدخين خلال هذه المدة لتفادي حدوث أي تعفن.
وبعد انتهاء المدة المحددة يعود المريض إلى الطبيب للقيام بفحص الجرح والتخلص من الخيوط،
والتأكد من سلامة الفم من أي تعفن أو التهاب.
