حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

دبلوماسية الكرم

 

يسرا طارق

 

أينما حل المغاربة وارتحلوا، زرعوا البهجة والفرح، وأذهلوا بطيبتهم وكرمهم وقدرتهم على الاندماج السريع. إنها صفات يحملها المغربي في جيناته، ويمكن أن نقرأها راسخة عبر القرون من خلال كُتُبِ رحلات المغاربة إلى العالم، التي تُظهر أن المغربي ينجح دوما، وفي كل مناطق العالم، في إثارة الإعجاب والدهشة، وفي أن تكون له مكانة رفيعة في أذهان وقلوب الشعوب الأخرى.

لقد لعب الموقع الجغرافي للمغرب، الذي جعل منه، دوما، ملتقى للثقافات والشعوب، دورا كبيرا في جعل المغربي منفتحا وقادرا على التكيف مع الآخر المختلف، وعلى بناء جسور الثقة بسرعة. وقائمة المغاربة، الذين نجحوا عبر التاريخ في الخارج، طويلة جدا، فهناك من صار حاكما، مثل مصطفى الزموري في فلوريدا، وهناك من صار وليا صالحا كبيرا، والأمثلة أكثر من أن تذكر (زروق، الشاذلي، البدوي، المرسي أبو العباس…)، وهناك من صار سفيرا أو قاضيا أو إمامًا مرموقًا أو وزيرًا..

قدم المغاربة، في الأيام الأخيرة، درسا لا ينسى في الكرم والطيبة والحس الإنساني الرفيع، فما أن سمعوا بالنتائج الكارثية التي خلفتها فيضانات مدينة فالنسيا وأحوازها، حتى هرعوا لتقديم يد المساعدة للمنكوبين. لم يدعهم أحد لذلك، لم يناشدهم أحدهم، لقد حركتهم فطرتهم السليمة فقط، وما يسري في عروقهم من استعداد للتضحية والإيثار. ورأى العالم كله المغاربة وهم يساهمون في الإنقاذ، وهم يكنسون الوحل، وهم يقدمون الطعام واللباس والأغطية، وهم يحلقون رؤوس الأطفال، وسمع العالم الإسبان وهم يثنون على المغاربة ويمدحون خصالهم..

هناك دبلوماسية فتاكة، لا تحتاج لسفارات ولا لسفراء، ولا للوبيات ولا لميزانيات، يؤديها المغاربة جميعهم في البلدان الأخرى بإتقان، وتخلف لدى الشعوب تعاطفا وإعجابا بالمغرب لا يمحى. إنها دبلوماسية كرم المغربي، وبهجته وقدرته على أن يدخل القلوب. بهذه الدبلوماسية الخطيرة سيكون المغرب مغرب عِز بين الأمم دوما، كما كان يردد المعلق الرياضي البلوشي، في كأس العالم بقطر.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى