حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

 رمزي صوفيا :سألت الحسن الثاني في ندوة صحفية بعد عودة متطوعي المسيرة الخضراء ففاجأني بطلاقته وقوة بديهته

 

رمزي صوفيا (كاتب وصحافي عراقي):

 

 

وجدت نفسك، فجأة، في قلب حدث سياسي كبير..

طلب منا المنظمون الاستعداد لرحلة من مراكش إلى طرفاية حيث مقر التجمع الخاص بالمتطوعين، ووفرت لنا وزارة الإعلام سيارات لنقلنا إلى الصحراء. من مراكش شرعت في كتابة مقالاتي حول الاستنفار الكبير والحشود التي تسابقت لتلبية نداء الملك الحسن الثاني، وأنجزت تحقيقات حول الحياة في المخيمات، ونقلت بأسلوبي الخاص يوميات المخيمات وتابعت خطب الحسن الثاني والأحداث المتسارعة التي عرفها المشهد السياسي في المنطقة، وبتعبير أدق تحولت أنظار العالم إلى هذه المسيرة الحاشدة.

الحدث كان أيضا في العاصمة الإسبانية مدريد، التي كانت تعيش مرحلة صعبة تمثلت في التحضير لانتقال الحكم من الجنرال فرانكو، الذي كان على سرير الموت، إلى الملك خوان كارلوس، ما كان يعني أن الحدث السياسي الدولي كان في المغرب، وكان علي، أنا المتيم بتغطية الأحداث الفنية، أن أثبت جدارتي في مهمة لا تتاح إلا مرة في العمر. كانت وكالة المغرب العربي حاضرة بقوة في المسيرة الخضراء إضافة للإذاعة والتلفزيون المغربي، لكن القوات المسلحة المغربية وضعت رهن إشارة الصحافيين الدوليين حين كانوا يتنقلون، بين الفينة والأخرى، إلى أكادير بواسطة الطائرات العسكرية لمتابعة الأنشطة السياسية والدبلوماسية والعودة إلى طرفاية، إلى أن جاء يوم الخامس من نونبر، حيث خاطب الملك الراحل الحسن الثاني جموع المتطوعين والشعب المغربي معلنا انطلاق المسيرة في اتجاه الصحراء صبيحة اليوم الموالي.

 

متى كان لك أول لقاء مع الملك الحسن الثاني؟

بعد تجاوز المسيرة الخضراء للحدود الوهمية التي كانت تفصل المغرب عن صحرائه، سيلقي الملك الحسن الثاني خطابا، يوم تاسع نونبر، يدعو فيه المتطوعين للعودة إلى نقطة الانطلاق، وبرر الراحل قراره، في كتاب «ذاكرة ملك»، حين قال لمحاوره الصحافي الفرنسي إيريك لوران: «قررت وقف زحف المسيرة حين أدركت جميع الأطراف المعنية أنه يستحسن أن تحل الدبلوماسية محل الوجود بالصحراء». وبالنظام والانتظام نفسه عاد المتطوعون إلى طرفاية أولا لتبدأ رحلة العودة إلى مدنهم وقراهم. وبعد خمسة أيام سيوقع المغرب وإسبانيا وموريتانيا اتفاقية استعاد المغرب بمقتضاها أقاليمه الجنوبية، وهي الاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، لينتهي الوجود الإسباني في الصحراء بصفة نهائية..

لكن، جوابا عن سؤالكم، فإن أول لقاء مع الملك يرجع للندوة الصحفية التي عقدها في أعقاب المسيرة الخضراء. وهي الندوة التي حضرها ممثلو الصحافة الوطنية والدولية. طرحت على الملك الحسن الثاني سؤالا، لازلت أذكره وقلت له: «سيدي صاحب الجلالة، لقد قلتم للمسيرة الخضراء انطلقي، فانطلقت، وقلتم لها توقفي، فتوقفت، فما سر هذا التلاحم بين القمة والقاعدة؟». كان جوابه حكيما كما اعتاد على ذلك عباقرة الصحافة الذين كانت أجوبة جلالته تجعلهم يندهشون من سعة اطلاعه وثقافته وذكائه، والحضور القوي لبديهته، حيث أجابني عن هذه النقطة بالذات بجواب طويل شرح لنا فيه الدرجة الهائلة للتلاحم الوثيق بين العرش العلوي والشعب، كان جوابه يحمل تحليلا سياسيا تارة وسوسيولوجيا تارة أخرى. كان هذا أول لقاء صريح بيني وبينه وهو على بعد مترين تقريبا من مكان جلوسي.

 

بعد انتهاء المسيرة الخضراء، التي كانت سببا لوجودك في المغرب، ما المهام التي قمت بها على المستوى الإعلامي؟

بعد انتهاء المسيرة الخضراء وعودة المتطوعين إلى مدنهم وقراهم، طلبت من بنهيمة تمكيني من السفر جوا إلى مدينة العيون على متن طائرة عسكرية فوافق على الفور. هناك التقيت بعدد كبير من سكانها وفتحت معهم حوارا حول التحول الذي سيعيشونه بعد انتهاء الاحتلال الإسباني. كانت العيون مدينة شبه مقفرة تضم مساكن متفرقة وثكنات عسكرية وقاعدة جوية متهالكة.

 

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى