
طنجة: محمد أبطاش
أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، بحر الأسبوع الجاري، الستار على قضية أثارت جدلا واسعا بالمدينة، ويتعلق الأمر بقيام متهمة بإضرام النار في سيدة بالشارع العام خلال شهر شتنبر الماضي، حيث أدانتها الغرفة بست سنوات سجنا.
وعن تفاصيل هذه الواقعة، التي سبق توثيقها في شريط فيديو خلال شهر شتنبر الماضي، وخلفت ضجة بطنجة، فإن المتهمة، التي تعيش حياة التشرد، قامت بسكب مادة حارقة (الدوليو) على الضحية بحي سيدي بوعبيد وأشعلت فيها النار، ما تسبب لها في حروق خطيرة استدعت نقلها في وضع حرج إلى المستشفى، وتبين، خلال التحقيقات الأمنية، أن أصل الخلاف مبلغ مالي.
وسبق أن تابعت النيابة العامة المتهمة في البداية بتهم ثقيلة، بينها محاولة القتل العمد بإضرام النار مع سبق الإصرار، وحيازة سلاح أبيض دون سبب مشروع، واستهلاك المخدرات والتسول، غير أن المحكمة، وبعد مناقشة الملف واستنطاق المتهمة وفحص كافة المعطيات، قررت إعادة تكييف الوقائع لعدم ثبوت نية إزهاق الروح.
يذكر أن مدينة طنجة تعرف انتشارا كبيرا للمتسولين والمشردين والمختلين عقليا، حيث يحتل المتسولون عددا من بوابات مراكز التسوق الكبرى، ناهيك عن بعض النقاط السياحية والشوارع الرئيسية بالمدينة، في ظل غياب أية حملات من قبيل تلك التي كانت تقوم بها السلطات بين الفينة والأخرى لإنهاء هذه الوضعية، في وقت يطالب الجميع هذه السلطات بالتحرك لتطويق هذه الظاهرة، بعدما أضحى هؤلاء المتسولون منتشرين في كل الأحياء وبعض مراكز التسوق وغيرها، وبات هؤلاء يشكلون مصدر قلق للجميع.
وكانت بعض التقارير كشفت أن هذه الظاهرة ازدادت أخيرًا بشكل ملحوظ، خاصة وسط المدينة، والمدينة العتيقة وعدد من الأحياء الراقية أيضًا، إلى جانب شريط الشاطئ البلدي، وازداد عدد المتشردين بشكل مثير كذلك، حيث غالبًا ما يقوم أشخاص بالانتقال من بعض المدن الداخلية إلى طنجة خلال مواسم بعينها لاستغلال عطف السكان.
وسبق أن أطلق نشطاء نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذه الظاهرة، إلى جانب انتشار المختلين عقليا كذلك، ما تسبب، في وقت سابق، في وفاة أحد السائقين، بعدما قام أحد المختلين برشق سيارته من فوق نفق مسنانة بالمدينة.





