حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

شيمتك الصبر

 

 

حسن البصري

 

ابتلع الجمهور المغربي خسارة اللقب القاري في عقر الدار، على مضض. انخرطت لاعبات المنتخب الوطني لكرة القدم، في نوبة بكاء، وتبادلن عبارات المواساة.

وحده خورخي فيلدا الإسباني، مدرب المنتخب المغربي النسوي، ظل عصي الدمع، يداري الغضب الساطع في مواجهته لإعلام يحاصره بسؤال جوهري:

لماذا ينفلت اللقب من بين يديك سيدي؟

المدربون الأجانب لا يغضبون مثلنا، لا يضربون كفا بكف كلما أدار لقب ظهره لأنديتنا ومنتخباتنا، لأنهم عابرون، ولأنهم مقتنعون بأن الخسارة ليست نهاية العالم في لعبة كرة القدم.

خورخي فيلدا الإسباني، يقضي عطلته الصيفية في بلده، تاركا للاعباته وصية:

في كرة القدم، كل انتصار جديد يمسح هزيمة مضت.

خورخي مدرب غامض، جيء به من مدريد ليعوض مدربا فرنسيا اسمه رينالد بيدروس، جاء يحمل وصفة الظفر بالبطولات، وهو الفائز رفقة منتخب بلاده بلقب كأس العالم.

جاء هاربا من تداعيات قضية القبلة التي طبعها رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم لويس روبياليس على شفتي لاعبة المنتخب الإسباني جيني إيرموسو، فامتدت حرارتها للمدرب فيلدا الذي وجد نفسه في قلب العاصفة، حين وقف في صف رئيسه، وتحول من شاهد على قبلة إلى متهم يتردد على المحققين ويواجه ضغط إعلام الإثارة.

تنفس خورخي الكرة في بيت عائلته، والده أنخيل فيلدا كان معدا بدنيا في برشلونة، ورفاق والده انتشروا في الأطقم التقنية لفرق إسبانية. بدأ مساعدا لوالده، وأصبح والده مستشارا له.

لم يحقق فيلدا المجد الذي وعدنا به، لم يتمكن من صيانة نصف انتصار وحماية فوز في الجولة الأولى، واستباح للخصم النيجيري هز شباكنا والعبث بمشاعرنا.

يقول المحللون إن الشوط الأول شوط اللاعبين والشوط الثاني شوط المدربين، لكن في الجولة الثانية من نهائي كأس أمم إفريقيا، اختفى المدرب واللاعبات، وبحثنا عن «اللبؤات» فلم نعثر لهن على أثر.

لم نحصد من التعاقد مع المدربين الإسبان إلا النكسات، والعهدة على التاريخ.

علاقتنا مع المدربين القادمين من إسبانيا، على صعيد الأندية والمنتخبات، تنتهي بعبارة: «أديوس أميغوس».

حين اختلت موازين المنتخب المغربي بعد كأس العالم 1970، تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع مدرب إسباني يدعى سابينو باريناغا، كان مهاجما لفريق ريال مدريد، قبل أن يمتهن التدريب.

جاء باريناغا إلى المغرب في جو تخيم عليه غيمة الاحتقان، بعد المحاولة الانقلابية للصخيرات، فأسند له الحسن الثاني مهمة تدريب فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني. لكن المدرب الإسباني فشل في تحقيق وعده، فخسر كأس أمم إفريقيا وتلقى الضربات في أولمبياد ميونيخ، ولم يقو على تحقيق وعد قطعه على نفسه، فاختار المغادرة الطوعية وعاد إلى هوايته القديمة يتابع مباريات «الطوريرو».

علاقة الأندية المغربية بالمدربين الإسبان لم تكن يوما سمنا على عسل، فقد كلف المدرب الإسباني بينيتو فريق الوداد الرياضي خمسمائة ألف دولار، حين جر النادي إلى محكمة «طاس»، بعد أن اتهم رئيسه أكرم بفسخ العقد بشكل انفرادي.

وعانى الرجاء الرياضي من تبعات فترة باكو فويرتيس، الذي عجز عن انتشال أقدام اللاعبين من الوحل، وانتهت العلاقة بانفصال وصخب جماهيري تحول إلى انفلات.

أما الإسباني سيرخيو لوبيرا، مدرب فريق المغرب التطواني الأسبق، فقد فشل بدوره في تحقيق لقب يسعد ساكنة «تيطاون»، لكنه غادر المدينة وفي عصمته زوجة تطوانية أصبحت شريكة حياته.

لم يسجل المدرب الإسباني خوان بيدرو بنعلي نجاحا يذكر مع اتحاد طنجة، أو الخميسات، أو الحسيمة، فتحول إلى سائح يعشق جمع الصور، قبل أن يكتشف وجهة جديدة لتدبير كسرة خبز، ويرحل إلى الهند ويعلن نفسه من الفاتحين.

كل هؤلاء كانوا مجرد مدربين «تراباندو»، يزرعون الريح لنحصد العاصفة.

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى