
النعمان اليعلاوي
يعيش عدد من سكان حي سيدي موسى، التابع لمقاطعة المريسة بسلا، وضعًا يوميًا محفوفًا بالمخاطر بسبب غياب الأرصفة على جنبات عدد من الطرق الرئيسية والفرعية، ما يضطر الراجلين، من مختلف الفئات العمرية، إلى تقاسم الطريق مع المركبات والدراجات النارية وسط فوضى مرورية خانقة في بعض المحاور، في وقت تتحدث الخطابات الرسمية عن تعزيز البنية التحتية وتحسين ظروف العيش في المدن.
وتعرف بعض الأزقة والشوارع المتفرعة عن شارعي «الفتح» و«الجيش الملكي» حالات مستمرة من غياب الأرصفة أو تآكلها، في ظل عدم تدخل الجهات المسؤولة لإصلاح الوضع أو تهيئة بدائل تحفظ سلامة المارة. ويضطر الأطفال في طريقهم إلى المدارس، وكذا كبار السن، إلى السير مباشرة على قارعة الطريق، ما يرفع من خطر وقوع حوادث مرورية، خاصة في أوقات الذروة.
وأفاد عدد من سكان الحي، في لقاءات ميدانية مع جمعيات محلية، بأنهم وجهوا شكايات متعددة إلى الجهات المختصة، من بينها مصالح المقاطعة والجماعة، مطالبين بتهيئة الأرصفة وإزالة الحفر التي تعيق السير وتُحوّل بعض الأزقة إلى مسارات شبه مهجورة ليلاً، ما يزيد من مخاوف الساكنة، خاصة من الناحية الأمنية.
ورغم أن مشاريع سابقة للتأهيل الحضري شملت مناطق من سلا، إلا أن حي سيدي موسى مازال يعاني من ضعف في البنية التحتية الأساسية، ما يطرح تساؤلات حول مدى عدالة توزيع مشاريع التهيئة بين أحياء المدينة، سيما أن الحي يُعد من أقدم التجمعات السكنية بالمدينة ويتمركز فيه عدد مهم من السكان.
وفي هذا السياق وجّهت جمعيات من المجتمع المدني رسائل رسمية إلى كل من مجلس جماعة سلا ومقاطعة المريسة، مطالبة بتدخل عاجل لتدارك هذا الخلل الذي يمس الحق في التنقل الآمن ويُخالف مبادئ العدالة المجالية التي تنص عليها السياسات العمومية. ودعت الجمعيات إلى إدراج تهيئة الأرصفة ضمن برامج التنمية الحضرية لسلا، والقيام بحملات ميدانية لرصد النقاط السوداء التي تشكل خطرًا على المواطنين، فيما يأمل السكان أن تتحرك الجهات المسؤولة لوضع حد لهذا الوضع، خصوصًا مع اقتراب الموسم الشتوي، حيث تتحول بعض المسالك بدون أرصفة إلى مستنقعات من الطين والمياه، ما يضاعف معاناة التنقل داخل الحي.





