
النعمان اليعلاوي
تتواصل أزمة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، فعلى بعد أقل من 24 ساعة عن الموعد الذي حددته الحكومة لطلبة الطب لاجتياز امتحان الدورة الاستدراكية للنصف الأول من السنة الدراسية، يتجدد الجدل حول مآل سنة دراسية مهددة بالبياض، في ظل تصاعد الأصوات التي تحمل الحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. فقد حددت إدارات كليات الطب والصيدلة تاريخ 5 شتنبر الجاري موعدا لإجراء الامتحانات الاستدراكية، بعد إعلان أن لجنة الحوار، الممثِلة لفرق الأغلبية والمعارضة بمجلس النواب، تلقت مقترحا جديدا من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بخصوص أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة، والمتمثل في حرص الوزارة على إتمام الموسم الجامعي 2023/2024 بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، عبر تمكين الطلبة، الذين سيجتازون اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول المبرمجة بتاريخ 5 شتنبر 2024، من اجتياز دورات أخرى خلال الفصل الثاني.
في المقابل، أوضحت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة رفض الطلبة اجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية. وقالت مصادر من اللجنة إن الطلبة، وبعد ما يناهز 100 اجتماع ولقاء، لم يتلقوا، إلى حدود الساعة، أي عرض يعكس رغبة الحكومة في إنهاء الأزمة المستمرة منذ تسعة أشهر، مبرزين أن اللجنة كانت تتوقع أن تكون مبادرة الوساطة البرلمانية خطوة نحو حل الإشكال، غير أن إصرار الحكومة على الإبقاء على برمجة الامتحانات قبل التوصل إلى حل يرضي الطرفين والاستجابة لمطالب الطلبة يجعل مقاطعة الامتحانات والدروس والتداريب أمرا مفروغا منه، فضلا عن أن الامتحانات لن تحل الأزمة، وأن تسليط الضوء عليها محاولة فقط لتغطية المشكل الحقيقي.
وأكد المصدر ذاته أن «تشبث الحكومة وتعنتها ورفضها إيجاد حل ينهي الأزمة ويلبي الملف المطلبي للطلبة سينتهي بسنة بيضاء وسيخلق الاحتقان الذي سيتضرر منه القطاع الصحي لسنوات طويلة».
وأضافت المصادر أن «وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والحكومة تغيب عنهما الجدية في التعامل مع الملف»، وأن «عدم ردها على النقاط التي سطرت في اللقاء الأخير مع الأغلبية والمعارضة، وتحديدها موعد الامتحانات الاستدراكية وهي على علم بأن الطلبة لن يجتازوها، أكبر دليل على أنها لا تريد إيجاد حل للأزمة»، مشددة على أن الطلبة «لن يجتازوا الامتحانات الاستدراكية وغير مستبعد أن ينظموا أشكالا احتجاجية بالموازاة مع المقاطعة».





