حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

عندما أراد الجنرال بتشين دخول شراكة مع عبود في صحيفته

يونس جنوحي

وهم كبير في نظام الجنرالات. ومن المستحيل الفصل بين الوهم والحقيقة في حياة الجنرالات المقربين من خالد نزار وبتشين والآخرين الذين شكلوا عصب “المافيا”. يقول هشام عبود: “ظن الجنرال بن بوعليا أنه شريك فعلا للجنرال بتشين. وبعد استثمار بضع عشرات ملايين في الحملة الانتخابية لليامين زروال، والتي لم يكن في حاجة إليها لأن حملته مولت من المال العام الجزائري، ظن الجنرال بن بوعليا مرة أخرى أنه أصبح شريكا سياسيا، ورفض أن يأتي أحد ما ليزاحمه في شراكته مع جنراله”.

هنا بدا واضحا أن الجنرال بن بوعليا لم يحسن الفصل بين الوهم والحقيقة في علاقته بالنظام.

رتبة الجنرال التي أهديت له كانت تحفيزا من النظام لكي يشتغل بحماس أكبر، ليس في الجيش، وإنما في حياة الجنرالات الذين يتحكمون في الجيش.

لقد خلقت مافيا الجنرالات المكونة أساسا من 11 جنرالا سبق أن تحدثنا عنهم بالتفصيل في حلقات سابقة، عالما موازيا استغلت فيه حماس عدد من الموظفين والمسؤولين الفاسدين ووظفتهم لصالحها، ثم تخلصت منهم في الوقت المناسب، ليكتشفوا متأخرين جدا أنهم كانوا يحاولون طيلة مدة وجودهم في السلطة، ظلها فقط.

 

الابن المدلل

كان للجنرال محمد بتشين ابن مدلل اسمه أحمد. هذا الأخير كان يمثل سلطة والده حرفيا. إذا خاطبك ابن الجنرال فهذا يعني أن الجنرال يخاطبك. حتى عندما أراد الجنرال بتشين أن يعاقب الجنرال بن بوعليا، أرسل إليه ابنه أولا وضربه على الوجه مباشرة، وهو ما شكل إهانة كبيرة للجنرال وأصدقائه. وقبل أن يبتلع الإهانة، على طريقة العصابات، بلغه أن الجنرال أمر بمصادرة كل أمواله وفتح تحقيق صوري معه أرسل بموجبه إلى السجن. الحكم كان جاهزا، ثلاث سنوات سجنا، ومصادرة كل الممتلكات. عندما خرج الجنرال بن بوعليا من السجن كان مُفلسا. وقد ينسى الثروة التي كونها بسهولة وبسرعة من الجنرال بتشين، لكنه لن ينسى أبدا الضربة التي نالها على وجهه بيد ابن الجنرال المدلل.

وقبل أن نُسدل الستار على قصة الجنرال بن بوعليا، سبق لهشام عبود أن تلقى عرضا من الجنرال بتشين، في أوج قوته، بأن يقحم بن بوعليا في شراكة معه. وهو دليل دامغ على أن بتشين كان فعلا يتخذ من بوعليا شريكا صوريا له في عدد من الصفقات التي يريد دخولها. وقد عاش هشام عبود تجربة شخصية في هذا الباب.

الدرس الذي استفاده هشام عبود مفاده أن الجنرال محمد بتشين، عندما كان في أوج قوته، كان يتخذ من العسكريين الذين أحاط نفسه بهم، مجرد جوارب احتياطية له يرتديها كلما أراد خوض مغامرة بحذاء جديد، وينزعها فور أن يتسخ الحذاء، ويستبدله بآخر لدخول مغامرة جديدة.

 

لقاء مع بتشين

يقول هشام عبود إنه عندما أطلق أول صحيفة جزائرية مستقلة في منطقة الشرق والتي اختار لها عنوان “الأصيل”، الصادرة بالفرنسية، جاء عنده الجنرال بتشين لكي يهنئه على ذلك النجاح.

ذكر عبود أن الجنرال قال له:

-الآن يجب عليك أن تفكر في إصدار نسخة باللغة العربية لجريدتك بالإضافة إلى شركة توزيع لكي تروج لصحيفتك بشكل أفضل.

رد عليه هشام عبود بأنه سوف يفكر في المشروعين (النسخة العربية والتوزيع)، وتعلل للجنرال بأن صحيفته وقتها لم تمض سوى عشرة أشهر على بداية صدورها، وأنه يتعين عليه أن يتريث قليلا قبل أن يمر إلى السرعة القصوى.

يحكي هشام عبود ماذا دار بينه وبين بتشين في ذلك اللقاء. إذ إنه بعد أن سمع أعذاره، دار بينهما ما يلي. تحدث الجنرال بتشين:

“-ماذا ينقصك؟ لقد عرفتك مُغامرا، وتتقن القيام بكل شيء. والآن تبدو لي مترددا.

-ليس الأمر مسألة شجاعة. لستُ جاهزا من الناحية المادية.

لم يُصغ بتشين سوى لهذه العبارة. عندما يتعلق الأمر بالتمويل، الحل عنده دائما جاهز.

-لا تقلق، الجنرال بن بوعليا سوف يمولك. اعتبره مثل شريك لك. سوف تؤسس شركة كبيرة، وسوف تكون أنت مديرها العام.

-لا. لا أريد أن أشارك شخصا لا أعرفه جيدا.

-لكني سوف أكون شريكا معكما. وأنت تعرفني جيدا. لطالما اعتبرتك ابنا لي. ليس هناك ما تقلق بشأنه بخصوص بن بوعليا”.

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى