حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

في محيط الزعماء مغاربة مستشارون في دواوين قادة أجانب

في مختلف المحافل الدولية، يحضر المغاربة بقوة، يتقلدون المناصب الرفيعة في محيط الحكم، سواء تعلق الأمر بمنصب لا يصله القياديون إلا عبر جسر انتخابي، أو في إطار تعيين يراعي الكفاءة قبل الجنسية.

شخصيات عديدة برزت في المناصب الدولية واقتربت أكثر من الزعماء، وكفاءات عالية حملها طموحها لتظل على مسافة قريبة جدا من سدة الحكم.

لا يقتصر الأمر على دواوين القادة ولا على مكاتب الاستشارة للرؤساء والحكام، بل يمتد إلى المنظمات والهيئات الدولية في مختلف ربوع العالم، ما يمنح المغرب صورة جديدة في أذهان الأجانب ويعيد ترتيب الوجاهة بناء على الكفاءات وليس الانتماءات.

تاريخيا، كان للكفاءات المغربية حضور في محيط الحكم لكثير من الدول، خاصة على المستوى الأوروبي، حيث تمكنت شخصيات عديدة من المساهمة في القرارات الكبرى لدول سبقتنا إلى ركب التنمية، مكرسين القول المأثور: “يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر”.

ولأن العكس أيضا صحيح، فقد اعتمد الملوك الثلاث على كفاءات من خارج المغرب، سرعان ما نالوا ثقة السلاطين فاخترقوا دائرة القرار وتحولوا، من مستشارين في إطار تخصصاتهم، إلى أشخاص مؤثرين يصنعون القرار أو يساهمون في صناعته. يكفي أن نستحضر عددا من الشخصيات المنحدرة من الجزائر أو من موريتانيا، والتي شكلت في فترات متفاوتة جزءا من صناعة القرار السياسي أو الاقتصادي أو الطبي، حسب القيمة الفكرية لكل شخص.

لكي تصل إلى الدائرة الصغرى، عليك أن تمر بعدة دوائر، وتثبت في كل محطة عن دهاء ونباهة وبعد نظر ومعرفة دقيقة بضوابط الاشتغال في غرفة صناعة أو تصدير القرار، لأن الكفاءة المهنية والسياسة وحدها لا تكفيان لضمان موطئ قدم في هذه الدائرة.

 

حسن البصري

ملك هولندا يعين مغربيا من قلعة مكونة مستشارا له

لا أحد كان يعتقد أن الفتى حسن أوتقلا، الذي كان في طفولته يقطع المسافات مشيا على القدمين، من أجل طلب العلم بمرتفعات جماعة أيت واسيف، بجبال قلعة مكونة بجهة درعة تافيلالت، سيصبح يوما في دائرة القرار بقصر ملك هولندا.

سيبدأ حسن أوتقلا، المولود سنة 1983، والذي ينحدر من قلعة مكونة بإقليم تنغير، صفحة جديدة في حياته، حين تلقى مكالمة هاتفية صيف سنة 2019 تبشره بتعيينه مستشارا لملك هولندا، حينها قطع حسن زيارته المرتقبة إلى مسقط رأسه وأعلن جاهزيته للمنصب الكبير.

يعتبر حسن ابنا شرعيا للمدرسة العمومية المغربية، فقد تدرج في مختلف المراحل الدراسية، قبل أن ينتقل إلى هولندا بعد حصوله على شهادة الباكلوريا، حيث درس العلوم السياسية بجامعة أمستردام، كما عمل لأكثر من أربع سنوات مستشارا إداريا في شركة تجارية، كما شغل العديد من المناصب في هيئة الأسواق المالية الهولندية، وانصب اهتمامه على البورصة، وأضحى خبيرا في تقلبات الأسواق المالية ليس في هولندا فقط بل في أوروبا بأكملها.

حسب المعطيات المستقاة من الصحافة الهولندية، فإن اختيار الشاب الأمازيغي حسن أوتقلا مستشارا خاصا لملك هولندا، فيليم ألكساندر كلاوس جورج فرديناند، يرجع إلى خبرته الكبيرة في عالم المال والأعمال، ولقدرته على إتقان عدة لغات بطلاقة، منها الهولندية والإنجليزية والعربية والأمازيغية، ولجمعه بين الاقتصاد والعلوم السياسية التي درسها في جامعة أمستردام.

أثناء مراسم تعيينه في هذا المنصب، أشاد حسن بجذوره الأمازيغية، وعبر عن سعادته وهو يجني ثمرة نجاحه ويحقق أحلامه، شاكرا القصر على الثقة التي وضعها فيه.

من جهتها، أشادت عدة فعاليات جمعوية في مسقط رأسه بهذا التعيين، أبرزها تدوينة الرئيس السابق لمجلس جهة درعة تافيلالت الحبيب الشوباني، الذي قال فيها: “السيد حسن أوتقلا.. مواطن مغربي منحدر من قلعة مكونة، إقليم تنغير، جهة درعة تافيلالت، من مغاربة العالم يتم تعيينه مستشارا لملك هولندا، فخر لتافيلالت وللوطن”، كما وجه عدد من ساكنة منطقته عبر مجموعات فايسبوكية إشادة بمساره الدراسي والمهني، راجين له النجاح واستمرارية التفوق.

مغربي ينال منصب عضو دائم في مؤسسة ملك بلجيكا

في صيف 2021، حين كان العالم منشغلا بأخبار وباء كورونا، أعلن القصر البلجيكي عن تعيين الخبير والمحلل السياسي المغربي رضوان القادري عضوا دائما لأكبر مؤسسة اجتماعية وإنسانية في بلجيكا، والتي لها امتداد دولي وعالمي.

وضمن رضوان القادري، الخبير في الدبلوماسية الأوروبية، ورئيس جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، الكائن مقرها بكل من بروكسيل والرباط، العضوية الدائمة بعد جمع عام استثنائي أقيم بالقصر الملكي في العاصمة البلجيكية ليصبح أول كفاءة مغربية تضمن العضوية في هذه المؤسسة وتتقلد المهام الإنسانية الموكولة لها.

لم يكن التعيين فوقيا، بل كان ديمقراطيا بناء على ترشح وتقديم برنامج، لذا ستتمكن الكفاءة المغربية الشابة من إقناع غالبية أعضاء مؤسسة الملك بودوان، وتم التصويت عليه بالإجماع ليكون عضوا دائما وسفير المؤسسة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مع تكليفه بالمهاجرين الأجانب المقيمين في بلجيكا. وجاء الاختيار بالاقتراع المباشر بعد عرض مفصل حول المشروع، بعد تقديم العشرات من الترشيحات، ليتم التصويت بالأغلبية على رضوان القادري، أو بالأحرى على مشروعه.

تمكن رضوان من إقناع أعضاء المؤسسة الملكية، والأعضاء المشاركين في الجمع العام الاستثنائي، من خلال تقديمه عرضا يبرز دور المؤسسة الملكية بودوان، والأدوار الاجتماعية والإنسانية المطروحة عليها مستقبلا، في ظل تداعيات جائحة كورونا.

ترأس رضوان القادري جمعية الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، والتي تضم أكثر من ثلاثة عشر ألف منخرط من الكفاءات العالية من المغاربة عبر العالم، علما أن رضوان تقلد عدة مناصب سياسية مهمة في الحكومات البلجيكية، خلال العشر السنوات الماضية وهو مشهود له دوليا بخبراته العالية في المجال السياسي والدبلوماسي، كما سبق توشيحه بميداليات الاستحقاق من طرف العاهل البلجيكي الملك ألبير، ليكون أول مغربي ضمن العضوية في مؤسسة الملك بودوان، وهو تشريف وتكليف له بالمهام المستقبلية في الدفاع عن قضايا المرتبطة بالهجرة في دولة بلجيكا، والترافع عن مستقبل شمال إفريقيا والشرق الاوسط في عدة مجالات، خاصة المجالات الاجتماعية.

ومن أبرز مبادراته إقناع أغلبية اعضاء المؤسسة بفتح مكتب جهوي في مدينة الداخلة، لمباشرة مهامها الدبلوماسية الموازية. وقد أشرف القادري شخصيا على هذا المشروع “قصد الدفاع عن مصالح المملكة المغربية وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية، فضلا عن جلب رؤوس أموال اجنبية إلى مدينة الداخلية وتعزيزها باستثمارات وأوراش تنموية بالأقاليم الجنوبية للمملكة”، تقول أدبيات المؤسسة.

وتجدر الإشارة الى أن مؤسسة الملك بودوان تتوفر على مكاتب جهوية في عدد من الدول الإفريقية، ومنها جمهورية الكونغو الديموقراطية وزامبيا ورواندا وبروندي ثم كينيا..

ولد الصباغ.. المسؤول عن تدبير منصات التواصل الاجتماعي لماكرون

هو شاب فرنسي من أصول مغربية، عرف بنبوغه في عالم الأنترنيت منذ صغره، فأصبح مسؤولا حكوميا عن الجانب الرقمي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال ترشحه للرئاسيات الفرنسية 2017، وعينه بعد فوزه في منصب كاتب الدولة المكلف بالرقمنة في حكومة إدوارد فيليب.

اكتشف الفرنسيون، خلال الحملة الانتخابية الفرنسية، وجها جديدا في فريق إيمانويل ماكرون، وهو الشاب منير محجوبي، الذي أطلق عليه معارضو الرئيس الفرنسي لقب “مزين ماكرون”.

ولد منير محجوبي، وهذا هو اسمه الحقيقي، في فاتح مارس 1984 بباريس، من عائلة متواضعة هاجرت من المغرب إلى فرنسا في سبعينيات القرن الماضي. وكان والده يعمل في طلاء البيوت، أما والدته فكانت عاملة منزلية، لهذا حمل لقب “ولد الصباغ”.

ظل منير يتردد على المغرب رفقة أسرته، وحين أصبح فتى يافعا انشغل بالمجال الرقمي الذي كان يستهويه، حيث التحق بشركة “كلوب أنترنيت” التي كانت من أولى شركات تزويد خدمة الأنترنيت في فرنسا.

بعد حصوله على شهادة الباكلوريا، التحق الشاب منير بجامعة السوربون لدراسة الحقوق، ليلتحق بعدها بكلية العلوم السياسية، حيث حصل على شهادة الماجستير في المالية، وكذلك بالجامعة البريطانية كامبريدج، حيث استكمل دروس العلوم السياسية.

سيتوجه محجوبي إلى الولايات المتحدة باحثا زائرا لمدة عام واحد في مجال العلوم السياسية والاتصال بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، فقد عرف في وسطه الأسري بولعه بعالم الطبخ أيضا، وهو الحاصل على شهادة تأهيل في الطبخ.

انخرط في مجال إنشاء المقاولات الصغرى، حيث شارك في بعث عدد من هذه المؤسسات كشركة “فاير سانس” وموقع تجاري على الأنترنيت لبيع الملصقات، وشركة “المكتب الباريسي”، وهي شركة تساعد المجموعات الصناعية على الابتكار الرقمي.

على المستوى السياسي، انضم منير محجوبي إلى اليسار، حيث التحق بالحزب الاشتراكي الفرنسي منذ سنوات شبابه الأولى. وفي 2006، شارك في الحملة الرقمية للمرشحة الاشتراكية سيغولين رويال، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، رفقة ابنها توماس هولاند، كما ساند المرشح فرانسوا هولاند ليشارك في حملته رقميا. وفي 2016، عينه هولاند رئيسا للمجلس الوطني للرقمنة، وهو هيكل استشاري يعنى بالتأطير الرقمي، لكنه سيستقيل من هذا المنصب في يناير 2017 ليلتحق بحركة إيمانويل ماكرون السياسية الناشئة حينها “إلى الأمام”.

ولثقته الكبيرة في هذا الشاب المغربي، سيفوض ماكرون تدبير حساب الرئيس على “تويتر” لمنير، وكذلك الموقع الرسمي على الأنترنيت. وبعد فوز ماكرون، ظهر اسم منير محجوبي في لائحة الحركة الجديدة “الجمهورية إلى الأمام”، التي رشحته لخوض الانتخابات التشريعية.

تنتظر منير تحديات كبرى على رأس منصبه الجديد على رأس القطاع الرقمي في فرنسا، ومن بينها تطوير هذا القطاع ومرافقة التحول الرقمي للشركات المتوسطة والصغرى الفرنسية وكذلك ترقيم خدمات الدولة.

السلاوي.. خبير في دائرة مستشاري ترامب مستقيل في فترة بايدن

في منتصف ماي 2020، أعلن البيت الأبيض عن تعيين منصف السلاوي على رأس مبادرة الرئاسة الأمريكية لأجل تطوير لقاح ناجع ضد فيروس كورونا المستجد. وقال السلاوي، في مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه “لشرف عظيم أن أحظى بفرصة خدمة الولايات المتحدة والعالم في إطار هذا المسعى الكبير”.

أثار قرار تعيين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمغربي منصف السلاوي، الخبير في الصناعات الدوائية والرئيس السابق لقسم اللقاحات في شركة جلاكسو سميث كلاين، مستشارا رئيسيا لفريق قيادة جهود تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الجنرال الأمريكي جوستاف بيرنا، جدلا كبيرا، إذ استقبل المغاربة الخبر بسرور منقطع النظير، ولكن الحدث أضحى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انقسم المدونون والمغردون إلى فئة تفتخر بمغربية العالم منصف السلاوي، وآخرون اعتبروه أجنبيا تلقى دراسته في الديار البلجيكية، وبعدها أمريكا، البلد الذي استفاد من خبراته في الظرفية الراهنة.

وذهب البعض إلى إلقاء اللوم على المسؤولين المغاربة الذين يفرطون في الكفاءات العالية، ولم يحركوا ساكنا لإيقاف هجرة الأدمغة، التي لطالما نبه الكثيرون لخطورتها. وأضاف أن الأهداف التي جرى تحديدها لهذه المبادرة تتميز بـ”المصداقية”، حتى وإن كانت تطرح عدة تحديات.

بعد أقل من سنة، سيقدم رئيس فريق البيت الأبيض لتطوير اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، العالم المغربي منصف السلاوي، استقالته من منصبه بضغط من الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي خلف ترامب.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن السلاوي سيبقى في منصبه لنحو 30 يوما خلال الفترة الانتقالية، وسيتم تقليص دوره بشكل كبير بعد أداء بايدن اليمين الدستورية وتنصيبه رئيسا في 20 يناير. وكان العالم المغربي قد قال في وقت سابق إنه يعتزم التنحي بعد وصول لقاحين وعلاجين إلى الأسواق.

ولد السلاوي بالمغرب سنة 1959 في أكادير، ودرس فيها إلى غاية الحصول على البكالوريا، ثم هاجر إلى فرنسا في مرحلة أولى وانتقل إلى بلجيكا وتوج مساره الأكاديمي بالحصول على شهادة الدكتوراه في علم المناعة من جامعة ليبر دو بروكسيل في بلجيكا، ودكتوراه في كلية الطب بجامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة تافتس، وحين انتقل إلى الولايات المتحدة، وأصبح أستاذا في جامعة هارفارد، ويعد الدكتور منصف السلاوي أحد أهم الكفاءات المغربية في الصناعة الدوائية عالميا وهو حاصل على دكتوراه في علم الأحياء الجزئي والمناعة. وعلى مدى 15 عاما، ساهم في جهود طبية مرموقة وشارك في تطوير أغلب لقاحات ضد اضطرابات صحية كثيرة.

بنبركة: والدي كان مستشارا للرئيس الجزائري أحمد بنبلة

اعترف البشير، نجل المهدي بنبركة، أكبر معارضي نظام الملك الراحل الحسن الثاني، والذي تم اختطافه واغتياله سنة 1965، في أكثر من خروج إعلامي، باشتغال والده خلال فترة هروبه إلى الجزائر في القصر الرئاسي إلى جانب أحمد بن بلة.

“لقد كانت للمهدي علاقات متميزة جدا ببعض رؤساء الدول، أذكر منهم جمال عبد الناصر وفيديل كاسترو وأحمد بنبلة، هذا الأخير كان يعتبر المهدي رفيقا له وكان يعتمده مستشارا له وكان يسميه سفيره الشخصي. ونفس الشيء بالنسبة إلى جمال عبد الناصر الذي كان المهدي يجالسه كلما حل بمصر من أجل استشارته في عدد من الأمور. ففي سنة 1963، عندما كانت هناك حملة اعتقالات في المغرب، كان المهدي صلة وصل بين جمال عبد الناصر وحزب البعث السوري”.

بعد استقلال الجزائر، تلوث المناخ السياسي بين البلدين، ولجأ العديد من المعارضين المغاربة إلى الجارة الشرقية، التي تحولت إلى ملاذ لفئة من اليساريين الذين دخلوا في صراع مع القصر مباشرة بعد تولي الحسن الثاني الملك إثر وفاة والده محمد الخامس. خصوصاً أن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية قاطع الاستفتاء على أول دستور عرفه المغرب بعد الاستقلال عام 1962، مما خلف توترا في الأجواء أثر تأثيرا ملحوظا في محور العلاقة الخاصة التي كانت تجمع بين الحسن الثاني وأستاذه في الرياضيات المهدي بن بركة.

تقرب بن بركة من الرئيس الجزائري أحمد بنبلة، وساهم في استقطاب كثير من معارضي النظام المغربي نحو الجزائر، التي لم تتردد في مدهم بالسلاح والعتاد لشن هجمات على النظام كان آخرها هجمات على منطقة “مولاي بوعزة”، قرب خنيفرة عام 1973، والتي تورط فيها منتسبون إلى الاتحاد أدينوا وحكم عليهم بالإعدام ونفذ في بعضهم، وصدر عفو عن آخرين.

لكن نقطة التباعد الرئيسية تكمن في الموقف الذي التزمه بن بركة حيال “حرب الرمال”، التي اندلعت بين المغرب والجزائر في أكتوبر 1963، خاصة وجوده في كوبا قبيل الحرب، علما أن كاسترو دعم الجزائر لوجستيكيا في هذه الحرب.

المنجرة.. مستشار في الديوان الملكي وفي ديوان إمبراطور اليابان

كانت علاقة المهدي المنجرة بالسلطة متوترة، ليس لأن الرجل من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وعضوا نشيطا في حزب الاستقلال ومن بعده الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يعلن القطيعة مع السياسة، بل لكنه كان يصر على رفض المناصب الحكومية.

بصعوبة، نجحت زوجته أمينة لمريني في مسعى إقناعه بقبول منصب ببعثة المغرب في الأمم المتحدة كمستشار، وفي عام 1962 تم تعيينه مديرا لديوان المدير العام لليونيسكو روني ماهو.

وفي عام 1970، عاد إلى لندن، وعمل أستاذا محاضرا وباحثا في الدراسات الدولية في كلية الاقتصاد بجامعة لندن. كما تولى منصب المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو لعامين متتاليين 1975-1976، وكان أول مستشارٍ للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة.

استقال المهدي المنجرة بعد ذلك من العمل في المنظمات الدولية، وذلك لتعارض نهجها السياسي مع أفكاره. فقد وجد أنها تعمل على خدمة مصالح الدول الكبرى فقط. تعرض لكثيرٍ من المضايقات والتشديد في بلده المغرب، ومنع من تقديم محاضراته في جامعة فاس، مما دفعه إلى الهجرة إلى اليابان والعمل فيها. هناك سيحصل على جائزة الإمبراطور الياباني عن بحثه حول أهمية النموذج الياباني بالنسبة للعالم الثالث، وجائزة الحياة الاقتصادية في العام 1981، والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للمعمار عام 1984.

دعاه القصر الياباني للانضمام لفريق مستشاري الإمبراطور هيرو هيتو فقبل على مضض، لكنه ارتبط بعلاقة خاصة مع الجامعات اليابانية، حيث كان محاضرا مترددا على المراكز الجامعية اليابانية.

لم يكن المهدي المنجرة يخفي إعجابه الكبير باليابان لكونها دولة ديمقراطية ليبرالية رأسمالية متقدمة، لكنها في الوقت نفسه محافظة على خصوصياتها الثقافية ومقومات حضارتها العريقة.

ولد قابلية.. طنجاوي مستشار بومدين في الإدارة الترابية

ظل دحو يحمل لقب “خبير الإدارة الترابية” وظل مقربا من أكثر من رئيس جزائري، خاصة مع هواري بومدين، الذي عينه مستشارا في شؤون الجماعات المحلية وكلفه بوضع خريطة التوزيع الترابي للجماعات لأول مرة.

دحو ولد قابلية الذي ولد يوم رابع ماي من سنة 1933 في مدينة طنجة، حين كانت تحت الوصاية الدولية، تقول عنه بعض الروايات التاريخية إن والدته كانت “قابلة” لذا استلهم اللقب الذي تحول إلى اسم عائلي.

كانت أسرته مناضلة على مستوى المنطقة الشرقية، مما دفعه إلى الانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، بعد أن حصل على شهادة الباكلوريا سنة 1955 لينتقل إلى فرنسا حيث أكمل تعليمه الجامعي بجامعة تولوز في شعبة الحقوق.

عرف مشوار الرجل ارتباطا وثيقا بالقيادة الترابية إذ عين واليا في عهد الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم الجزائر في كثير من الولايات أبرزها مستغانم وتلمسان وتيارت وسكيكدة ووهران قبل أن يتقلد منصب والي العاصمة الجزائرية سنة 1971 ثم يدخل الحياة النيابية كبرلماني ثم وزيرا للداخلية مكلفا بالجماعات المحلية.

حين زار ابن طنجة المغرب لحضور أشغال اجتماع وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي بالرباط، حاصره الصحافيون بالسؤال التقليدي: متى ستفتح الحدود البرية بين المغرب والجزائر؟ وقال: “هذه القضية ستجد حلها في وقت ليس ببعيد نأمل أن يوجد المناخ الملائم” وهو الموقف الذي تبناه امحمد العنصر آنذاك ليتبين أن تصريحات أبريل مجرد أكاذيب.

العبدلاوي.. مغربية في رئاسة المجلس الأعلى للمسلمين بديوان ميركل

تعد مليكة العبدلاوي واحدة من النساء المغربيات المميزات في ألمانيا اللواتي حققن نجاحات في مجالات مختلفة، إذ جمعت بين دراسة علم النفس والاهتمام بالشأن الديني. تمكنت من الوصول إلى رئاسة المجلس الأعلى للمسلمين، أولا في فرعه بولاية راينلاند بفالتس، لتشكل الاستثناء، بفضل نشاطها ودفاعها عن حقوق المسلمين في بيئة مختلفة، سعيا لتحقيق التكامل والتعايش، قبل أن تأخذ بعدا وطنيا وتدخل قصر بيليفو الرئاسي بالعاصمة برلين، لتقدم خبرتها إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وفي حوار لها مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أشارت مليكة المنحدرة من مدينة الناظور، إلى أنها “حققت جزءا من حلمها بالانخراط في ثقافة الحوار بين الأديان والبحث عن قيم إنسانية مشتركة، عبر نسج علاقات تحترم الاختلاف وتعتبره قيمة مضافة”.

فقد حلت بألمانيا رفقة أسرتها الريفية وعمرها لا يتجاوز سن 12 سنة، التحقت بالمدرسة حيث بدأ مسلسل مساءلتها حول الإسلام سواء من قبل المدرسين أو التلاميذ زملاءها في الصف وهي طفلة.

دخلت مليكة الجامعة، بقسم شعبة علم النفس التي تعد ضمن أصعب الشعب في ألمانيا، بفضل تفوقها وحصولها على مؤهلات علمية جيدة، فلاحقتها الأسئلة عن الاسلام خاصة في مادة التاريخ، إذ شكلت أسبابا لمواصلتها البحث، فكان أساتذتها يستعينون بمعلوماتها.

راكمت رصيدا معرفيا عن الإسلام، حولها من مسلمة تقتصر على القيام بواجباتها الدينية، إلى مشاركة نشيطة في رصد واقع المسلمين وثقافتهم وحضارتهم وإبراز قيمهم، فوسعت من دائرة مشاركاتها وتسجيل حضورها في لقاءات سواء في الجامعة أو بجمعيات بالكنائس والمساجد وجمعيات المجتمع المدني

ومن خلال ممارستها للعلاج النفسي وخبرتها في الشأن الديني، أصدرت مليكة العبدلاوي رفقة زوجها ابراهيم روشوف، الذي يعمل في نفس التخصص، كتابين.

خديجة رئيسة البرلمان الهولندي.. نبض الشعب الذي ينصت له الملك

انطلقت خديجة عريب من تلال الشاوية وتحديدا دائرة الغنيميين التابعة ترابيا لقبيلة أولاد سعيد بإقليم سطات، لتتربع على كرسي الأراضي المنخفضة وتصبح رئيسة للبرلمان الهولندي.

ولدت خديجة في 10 أكتوبر 1960 بمنطقة الهدامي غير بعيد عن “ثلاثاء الغنيميين”، التي تبعد عن الدار البيضاء بحوالي 50 كيلومترا، لكنها عاشت ما يشبه التفكك العائلي المبكر بعد أن صودرت أراضي والدها واضطر إلى الهجرة نحو هولندا تاركا زوجته وابنته الوحيدة خديجة في أحضانها، ومن أمستردام شرع في إرسال حوالة مالية شهرية ورسائل تتضمن وعدا بتحقيق التجمع العائلي في هولندا بعد أن ضاقت بهم أرض الشاوية.

في سنة 1975 امتطت خديجة الطائرة صوب أمستردام، وحين وطأت قدماها أرض المدينة شعرت بالاختناق، وقررت أن تبقي حقيبتها جاهزة للعودة، شعرت وأن البطاقات البريدية التي كانت تتوصل بها من والدها مجرد خدعة، وأن مدن هولندا ليست تلك التي تحملها الصور والبطاقات البريدية، بل إن اللغة كانت عائقا أمام الاندماج السريع في محيط الغربة، لكن إصرارها مكنها من الالتحاق بإحدى الثانويات التي مكنتها من تعلم اللغة أولا واللحاق بالركب التعليمي الجامعي حيث اختارت علم الاجتماع وأصبحت أخصائية في مجال الرعاية الاجتماعية، لاسيما مع المهاجرين، كما عملت مساعدة في معهد للدراسات الاجتماعية والاقتصادية في جامعة ايراسموس في روتردام ونائبة لرئيس ومستشار سياسي بارز في الرعاية الاجتماعية والصحية في أمستردام، قبل أن تصبح برلمانية عن حزب العمل الهولندي منذ 2007، وتؤسس اتحاد النساء المغربيات في هولندا، ليقودها طموحها السياسي لرئاسة مجلس النواب الهولندي.

تعرفت خديجة على المغربي نور الدين دحان حين كانت تشغل مهمة مساعدة المهاجرين المغاربة الباحثين عن وظيفة أو مأوى، ولأنه طبيب مختص في طب الأطفال، فقد ساعدها في علاج عدد من أبناء المهاجرين المغاربة.

رفع الزوجان شعار “التعايش بين الثقافات أساس الاندماج الاجتماعي”، وحين أصبحت خديجة نائبة برلمانية ساعدها زوجها على إعداد تشريعات ساهمت في تحسين أوضاع المهاجرات، بما في ذلك الحد من الوفيات عند الوضع. وعملت لمكافحة العنصرية والتمييز والتصدي للعنف الأسري.

وعلى الرغم من تعدد مهامها السياسية والمهنية والجمعوية، إلا أن خديجة تخصص لبيتها حيزا من مساحة وقتها، وفي هذا الصدد قالت عريب لصحيفة النهار اللبنانية، إن الكسكس هو الوجبة القادرة على لم شمل أفراد الأسرة.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى