حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

قصة فوز فيكتور ببطولة أمريكا لكرة اليد وأحد أعضاء فريقه كان موظفا في شركته للألعاب – 5

فيكتور المالح..من أزقة «موكادور» إلى ناطحات السحاب بنيويورك(2014-1918)

عندما تعين على فيكتور المالح أن يتقدم في دراسته نحو المرحلة الإعدادية، كان عليه أن يحسم في بعض الاختيارات الضرورية التي صنعت مستقبله الذي عرفه الأمريكيون جميعا في ما بعدُ. المثير أنه درس مع شخصيات صنعت مجد الرياضة والفن في الولايات المتحدة الأمريكية، ولأن ذاكرة فيكتور المالح كانت قوية جدا، فقد تذكّر أغلبهم رغم أن عقودا طويلة مرت على تلك المرحلة. ومنهم من بقيت أواصر التواصل معهم مفتوحة إلى أن أصبحوا جيرانا في أرقى الأحياء في الولايات المتحدة بل والعالم. نتحدث هنا عن عالم «البيفرلي هيلز» حيث استقر عدد كبير من أصدقاء فيكتور المالح الذين بنوا مجدهم في السينما العالمية، وكان فيكتور المالح قد عقد معهم صفقات مهمة في عالم العقار وُصفت وقتها بـ«الخيالية».
لكن قبل كل هذا، كيف انتقل فيكتور المالح إلى المرحلة الإعدادية؟

«صويري» في قطار نيويورك
نواصل مع فيكتور المالح استحضاره للذكريات خلال النصف الأخير من ثلاثينيات القرن الماضي. يقول، والكلام هناك نترجمه من الإنجليزية مسجلا بصوت فيكتور المالح لصالح منصة – قصص النيويوركيين القُدامى-: «.. وفجأة تذكرت جو مانزو. لقد ذهبت معه إلى المرحلة الإعدادية.
أظن أنني كنت أستقل القطار إلى «نيو أوترشت» لأنها كانت تبعد عنا بأكثر من 20 بلوك. وهي مسافة بعيدة جدا مشيا على الأقدام. كان هناك ربما محطة وقوف وحيدة للقطار من «بوروغ بارك» إلى «نيو أوترشت». خط النهاية الغربي كان، ولا يزال، مرتفعا في اتجاه «كوني آيسلاند». لقد كنت أقطع هذه الرحلة ما بين سنوات 1933 و1936.
بدأت ألعب كرة اليد في «نيو أوترشت» وانضممت إلى الفريق. حسب ما أذكر، لم يكن لدينا فريق قوي. أحسن فريق كانوا هم فريق ثانوية «لينكولن». كان لديهم لاعب اسمه «مورتي ألكسندر»، وهو الذي أصبح بطلا على الصعيد الوطني هو وأخوه عندما كان بسن السادسة عشر.
لاحقا، لعبنا معا، وفزنا بالبطولة الأمريكية الكبرى سنة 1951. كان يعمل لدي وقتها في مجال تجارة الألعاب».

كرة اليد أم البيانو؟
الجواب هو التجارة والأعمال. فقد لمع فيكتور المالح في أشياء كثيرة، لكن أزيز أوراق الدولار انتشله من «فرح» النجاح في البيانو وأيضا في مجال كرة اليد التي احترفها ووصل فيها إلى البطولة الكبرى على الصعيد الوطني، حيث استطاع فريقه في الخمسينيات إحراز اللقب والتفوق على أزيد من 100 فريق يمثلون أفضل الولايات الأمريكية. ولكي يفوز فريق على مستوى الولاية كان يتوجب أن تتوفر فيه مؤهلات لا تختلف في شيء عن مؤهلات المنتخبات الكبرى، لأن الأمر يتعلق بتصفيات طويلة ومنافسات شرسة وصل صيتها إلى العالم خلال ذلك الوقت.
والمثير أن رفيقه في الفريق الذي أحرز البطولة الأمريكية، كان في نفس الوقت موظفا لديه في شركته الخاصة بصناعة ألعاب الأطفال، وهو المشروع الذي بدأه فيكتور المالح عندما كان لا يزال في بداياته الأولى في عالم الأعمال.
يواصل فيكتور المالح مستعيدا ذكريات شبابه قبل المرحلة الجامعية: «كنت أيضا أدرس البيانو في ذلك الوقت. بدأت ألعب البيانو عندما كنت في سن الثامنة أو التاسعة. قبل مرحلة الثانوي. كان لدينا بيانو في المنزل. كنت دائما أحب الموسيقى، وكانت خالتي تلعب البيانو قليلا، وكان ممكنا الحصول على دروس في البيانو. كانت لدي معلمة بيانو اسمها الآنسة شابيرو. كنا نؤدي لها دولارين في الأسبوع وكانت تأتي إلى المنزل لكي تقدم لي الدروس. أول قطعة لعبتها كان عنوانها «المرثية» لـ«ماسينيت»، ثم تعلمت بعدها «فور إيليز» لبتهوفن.
كان أدائي مُريعا لكني كنت أحفظ جيدا النوتات. والنتيجة كانت أنني لم أنجح أبدا في قراءتها جيدا. لكنني أحببت فعلا الموسيقى ولم أكن مُجبرا على تعلمها. كنت أواظب على سماع الموسيقى في الراديو طيلة الوقت. كانت الحصة تبدأ مع التاسعة إلى العاشرة، وكنت أسمع الراديو طوال اليوم خلال العطل. بعد فترة، كنت قد استمعت إلى كل مكتبة الموسيقى التي تتوفر عليها الإذاعة، وكنت أتعرف على أغلب تلك الأغاني. كانت لدي ذاكرة قوية في الموسيقى.
تخرجت من ثانوية «نيو أوتريشت» في سنة 1936، وأذكر أن ذلك كان خلال دورة الشتاء. وقتها كنا قد تحولنا من الشارع رقم 62. سكنّا هناك لحوالي ست سنوات وبعدها انتقلنا إلى منزل في الشارع الـ69، ما بين الجادتين 16 و17.
كنا نقطن في الطابق الثاني، وكان المنزل من النوع المخصص لعائلتين. لدي ذكرى واحدة مع هذا المنزل، وهي دراجة هوائية كنت أحبها كثيرة، قُدمت لي كهدية. كانت من نوع «رول فاست». لم يكن بإمكاني الصعود بها مع سلم المنزل، وبالتالي كان يتعين عليّ تركها في الدهليز. ذات يوم، قرع أحدهم جرس المنزل وانصرف بسرعة آخذا معه دراجتي، ولم أرها نهائيا بعد ذلك. كان يوما مأساويا بالنسبة لي. كنت مُدمرا، كنت أبحث عنها في الشارع جريا جيئة وذهابا. لكن لم يحالفني الحظ لإيجادها.
بين الأب والجد
طريقة فيكتور المالح في استحضار ذكريات طفولته وما قبل المرحلة الجامعية، تبقى فريدة للغاية، وغنية بالتفاصيل التي تجمع بين المتعة وذكريات مرحلة الثلاثينيات، وبين البساطة التي جعلت طفولته لا تختلف في شيء عن طفولة بقية الأمريكيين الذين شكلوا جيل المهاجرين إلى أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى. في الوقت الذي كان يلهث بين الأزقة بحثا عن دراجته الهوائية الضائعة، لم يكن في الحقيقة طفلا متخلى عنه لجديه. بل كان والده يأتي مرة في السنة (خلال فترة إنهاء فيكتور مرحلة الدراسة الإعدادية أصبح والده يأتي إلى أمريكا بانتظام كل سنة) لكي يبقى على اتصال بولده، وأيضا لرؤية أين وصل العالم الجديد في أمريكا، حيث الكل يجري خلف الدولار. وربما كان هذا هو العامل الذي جعل فيكتور المالح يدخل عالم الأعمال والمشاريع، ولو بشكل بسيط في البداية، قبل حتى أن يُنهي دراسته العليا.
للإشارة فإن والد فيكتور المالح كان اسمه «رافاييل المالح». يواصل فيكتور إذن مستعيدا ذكريات سنة 1936:
«كنت وقتها لا أزال أعيش مع جدي وجدتي. كان والديّ في المغرب.
والدي اعتاد أن يأتي إلى أمريكا في رحلة سنوية. لكني لم أر والدتي لثلاث سنوات». يقصد فيكتور المالح هنا أن والدته منذ اليوم الذي تركته فيه في أمريكا باختيار منه سنة 1925، فإنه لم يستطع رؤيتها مرة أخرى إلا في سنة 1928 أو 1929 حسب ما يتذكره. يقول: «يجب أن أصف المنزل الذي انتقلنا إليه. كان جدي جوزيف ليفي، وهو رِبّي ومتدين جدا، يهيمن عليه.
لم يكن يقود طائفة ما، وإنما كان يكتب خطابات للتلمود، وكان الجميع يحترمونه ويعتبرونه رجلا حكيما. فهمت في ما بعدُ أن ما كان يكتبه كان سريا. سوف أقوم بترجمته لاحقا لكي أستطيع معرفة أي نوع من الرجال كان».
سوف نتدرج مع فيكتور المالح الذي بدأ قبل نهاية الثلاثينيات في استكشاف والده، الذي نقل إليه «جينات» البحث عن طرق الربح والانشغال بالتجارة. أما بخصوص جده الذي كان يُنظّر للطائفة اليهودية ويكتب توصيات سرية ليهود نيويورك، فإن فيكتور المالح كان قد صرح في هذا الحوار بأنه سوف يترجم تلك الكتابات من العِبرية لكي يفهم أفكار جده. لكن فيكتور مات سنة 2014 دون أن نسمع أي شيء عن الموضوع.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى