حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

كواليس أول لقاء لبايدن وبوتين

سهيلة التاور
عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة في مدينة جنيف السويسرية، في محاولة لتخفيف الخلافات بين البلدين بشأن الأسلحة النووية والأمن السيبراني، في ظروف تمر فيها علاقات البلدين بأسوأ مراحلها. وسيطر على الحوار عدد من الخطوط الحمراء من جانب كلا البلدين لكنه خلا من أي مشاعر عدائية وأثبت رغبة الزعيمين في التفاهم المتبادل.

تمر العلاقات بين واشنطن وموسكو من توترات استمرت لسنوات، سيما بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 من أوكرانيا وتدخلت في سوريا عام 2015 فضلا عن اتهامات الولايات المتحدة، التي نفتها موسكو، بالتدخل في انتخابات 2016 التي أتت بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وزاد الوضع سوءا في مارس الماضي عندما قال بايدن إنه يعتقد أن بوتين «قاتل»، مما دفع روسيا إلى استدعاء السفير أنتونوف من واشنطن للتشاور، واستدعت الولايات المتحدة سفيرها في أبريل.

على الرغم من كل ذلك، استطاع الرئيسان، يوم الأربعاء الماضي، بعد إجراء أول قمة بينهما في جنيف السويسرية، التوصل إلى حل بشأن تخفيف حدة المواجهة الدبلوماسية بما يتيح عودة السفير الأمريكي إلى موسكو جون سوليفان، والسفير الروسي إلى واشنطن أناتولي أنتونوف، وإعادة النظر بقرار البلدين إغلاق عدد من التمثيليات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة جراء تدهور العلاقات السياسية بينهما.

في مواجهة التسلح
اتفق الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، في أول قمة بينهما، والتي استمرت ما يقرب من أربع ساعات على جولتين، على استئناف محادثات الحد من التسلح. كما اتفقا على العمل معا من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

ويعدّ نزع السلاح النووي، والعمل على خفض ترسانتهما النووية من القضايا التي يتطرق إليها الرئيسان في مؤتمراتهما الصحفية وفي بياناتهما الرسمية. وتدرك واشنطن وموسكو أنه دون الاستمرار في التفاوض للتوصل إلى اتفاق بشأن خفض ترسانتيهما، فإن الضغوط على دول مثل إيران وكوريا الشمالية سوف تخفق.

وقال الزعيمان إن روسيا والولايات المتحدة تتشاطران المسؤولية عن الاستقرار النووي وستجريان محادثات بشأن التغييرات المحتملة لمعاهدة ستارت الجديدة للحد من التسلح التي جرى تمديدها في الآونة الأخيرة.

الهجمات الإلكترونية
ردا على اتهامات واشنطن لموسكو بالوقوف وراء هجمات إلكترونية طالت في الفترة الماضية العديد من المؤسسات الأمريكية، قال الرئيس الروسي إن بلاده تتعرض لهجمات سيبرانية ومحاولات قرصنة عديدة، مشيرا، في مؤتمر صحفي عقب لقائه بنظيره الأمريكي جو بايدن، إلى أن مصدر معظم الهجمات السيبرانية هو الولايات المتحدة، منتقدا عدم تعاون واشنطن في هذا الشأن.

وصرح الرئيس الروسي بأنه اتفق مع بايدن على بدء محادثات بشأن الأمن السيبراني والاستقرار الاستراتيجي.

وذكر الرئيس الأمريكي، في مؤتمره الصحفي الذي تلا مؤتمر نظيره الروسي، أن الحديث عن الأمن السيبراني استغرق وقتا طويلا من لقائه مع بوتين، مضيفا أنه أوضح للأخير بأن أمريكا تمتلك قدرات سيبرانية كبيرة، وأنها سترد في حال تعرضها لهجوم، معربا عن ثقته بأن نظيره الروسي لا يريد حربا باردة جديدة.

قضية المعارض الروسي
في أشد تصريحاته، قال بايدن إن العواقب «ستكون وخيمة على روسيا» إذا توفي المعارض المسجون أليكسي نافالني. وتابع بايدن أن الأفعال التي أقدم عليها الرئيس الروسي «تضعف» وضع بلاده على الساحة العالمية .وأضاف، في مؤتمر صحفي: «كيف سيكون الحال إذا انخرطنا في الأنشطة التي قام بها؟»، ومضى يقول «هذا يضعف وضع بلد يحاول باستماتة ضمان الاحتفاظ بوضعه كقوة عالمية كبرى».

ومن جانبه، قال بوتين إن نافالني تجاهل القانون وكان يعلم ماذا سيحدث إذا عاد إلى روسيا من ألمانيا، حيث تلقى العلاج من محاولة داخل روسيا لقتله بالسم.

كما اتهم كييف بخرق شروط اتفاق وقف إطلاق النار مع المتمردين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.وأضاف أن واشنطن وموسكو ستبدآن مشاورات بشأن أمن الإنترنت وقال إن معظم الهجمات الإلكترونية على روسيا جاءت من الولايات المتحدة.

وقال بايدن إنه أثار قضايا حقوق الإنسان وكذلك مصير المواطنين الأمريكيين المسجونين في روسيا. وقال بوتين إنه يعتقد أن بالإمكان التوصل لبعض التسويات لكن لم يبد أي مؤشرات على إبرام صفقات لتبادل السجناء.

الملفات السرية على الطاولة
تعتبر التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية، واستمرار الهجمات السيبرانية على مؤسسات ومصالح أمريكية، والخلافات المستمرة على سجل بوتين المتعلق بقضايا حقوق الإنسان، فضلا عن ما تعدّه موسكو تدخلا أمريكيا سافرا في شؤونها الداخلية على خلفية موقفها من اعتقال المعارض أليكسي نافالني، والقبض على معارضين آخرين، إضافة إلى اختفاء ووفاة بعضهم في ظروف غامضة، ملفات شائكة بأهداف متناقضة ولن تخرج تفاصيلها إلى العلن.

ويملك كلا الطرفين أوراقا وأدوات ضغط متنوعة لا يتم التطرق إليها مباشرة علنا، ولدى روسيا كثير من الأوراق في قضايا مهمة لواشنطن بخاصة تجاه ما يتعلق بمستقبل الصراع في أفغانستان، ومستقبل سوريا، فضلا عن علاقاتها العسكرية والاقتصادية التي تجمعها بإيران.

وتملك واشنطن من جانبها سلاح العقوبات المالية الاقتصادية التي ترهق الاقتصاد الروسي الضعيف، ومنذ وصول بايدن إلى الحكم، فرضت واشنطن عقوبات على عدد من المسؤولين الروس منهم 7 من المسؤولين الأمنيين رفيعي المستوى بتهمة محاولة تسميم المعارض الناشط أليكسي نافالني وسجنه.

ومن جانبه، يرى الكرملين أن الولايات المتحدة تعمل على إملاء رغباتها على روسيا في ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، وطبيعة العلاقات التي تجمع موسكو بالعواصم الأوروبية.

كذلك تستغل موسكو توتر العلاقات الأمريكية الصينية لمصلحتها، وقد أشار بيان مشترك صيني روسي صدر في مارس الماضي إلى ضرورة أن «تفكر في الضرر الذي ألحقته بالسلام والتنمية العالميين في السنوات الأخيرة، وأن توقف (البلطجة) الأحادية الجانب، وأن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأن تتوقف عن تكوين دوائر صغيرة سعيا إلى مواجهة الكتلة».

تصريحات بايدن
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مؤتمر صحفي عقب قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جينيف: «لدينا مسؤولية مشتركة مع الرئيس بوتين لإدارة علاقات جيدة بين الطرفين»، مؤكدا أن اللقاء مع بوتين كان «إيجابيا».وأضاف بايدن: «قلت لبوتين إن أجندتي ليست ضد روسيا وإنما لمصلحة الشعب الأمريكي، وأوضحت له أننا سنواصل طرح المواضيع الأساسية المتعلقة بحقوق الإنسان».

وتابع: «أثرت خلال اللقاء مع بوتين ملف المواطنين الأمريكيين في سجون روسيا، وقلت لبوتين إننا لن نقبل أي انتهاك لسيادة الولايات المتحدة الأمريكية».وأكد بايدن أنه اتفق مع بوتين على التعاون لمصلحة الشعبين الروسي والأمريكي، وإطلاق حوار استراتيجي لتحقيق الاستقرار في العالم.وواصل: «قضينا وقتا طويلا خلال اللقاء مع بوتين في الحديث عن الأمن السيبراني».

ومن جانب آخر، قال مسؤول أمريكي إن مبادرة الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا ستتضمن إجراءات عملية إضافية للحد من التسلح.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن واشنطن لم تتلق التزاما من الرئيس الروسي بشأن استمرار أو توسيع عمليات مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود إلى سوريا.

تصريحات بوتين
قال فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي، بعد أول قمة له مع الرئيس بايدن، إن «سفيري الولايات المتحدة وروسيا سيعودان إلى مناصبهما الدبلوماسية وسيتسلمان مهامهما»، مضيفًا أن موعد حدوث ذلك هو أمر «تقني بحت».إن هناك بارقة أمل لبناء الثقة المتبادلة، والاتفاق على حل كافة القضايا العالقة مع الولايات المتحدة.

وعن أجواء القمة، قال بوتين: «لا أعتقد أنه كان هناك أي نوع من العداء. على العكس من ذلك، من الواضح أن اجتماعنا كان اجتماعًا أساسيًا. العديد من مواقفنا المشتركة متباينة، لكن مع ذلك، أعتقد أن كلا الجانبين أظهر التصميم على محاولة فهم بعضنا البعض ومحاولة تقارب مواقفنا، وأعتقد أن ذلك كان بناءً للغاية».

وحول قضية القرصنة الإلكترونية التي تعد من أبرز القضايا المثيرة للخلافات بين البلدين، قال إن الولايات المتحدة وروسيا ستبدآن مشاورات بشأن الأمن السيبراني، مضيفًا: «يتعين على كلا الجانبين تحمل التزامات معينة».

وصرح الرئيس الروسي بأن نظيره الأمريكي لم يوجه له دعوة لزيارة البيت الأبيض وأنه لم يوجه أيضا دعوة لزيارة الكرملين، وقال إن «الظروف يجب أن تكون مناسبة لعقد مثل هذا الاجتماع».

وبدوره، أعلن الكرملين أن لقاء الرئيسين بوتين وبايدن جرى حسب توقعات موسكو، مؤكدا أنه لم يتم تحديد من سيقود الوفد الروسي خلال عملية المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الاستقرار الاستراتيجي.وأضاف الكرملين، في بيان، أنه «لا توجد حتى الآن دوافع لاستبعاد الولايات المتحدة من قائمة الدول غير الصديقة».

هدية من بايدن لبوتين
أعلن البيت الأبيض إهداء الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، تمثالا بلوريا لحيوان البيسون الأمريكي، وهو من الثدييات الوطنية الشهيرة، وزوجا من النظارات الشمسية المخصصة للطيارين.

وقال البيت الأبيض في بيانه: «أهدى الرئيس بايدن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمثالًا كريستاليًا لبيسون أمريكي من تصميم ستوبين جلاس من نيويورك، وهو تفسير فخم لواحدة من أكثر الثدييات فخامة في بلادنا وممثلًا للقوة والوحدة والمرونة».

وأضاف البيان: «تم تقديم التمثال على قاعدة من خشب الكرز، ويرمز إلى أول رئيس للولايات المتحدة، جورج واشنطن، مع لوحة منقوشة مخصصة تخلد ذكرى الاجتماع بين الرئيس بايدن والرئيس بوتين».

وتابع البيان: «كما أهدى الرئيس بايدن للرئيس بوتين زوجا من النظارات المخصصة للطيارين من صنع راندولف الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1978، انضم راندولف إلى الجيش الأمريكي لإنتاج HGU-4 / P Aviator المصمم للطيارين المقاتلين».

يرى الكرملين أن الولايات المتحدة تعمل على إملاء رغباتها على روسيا في ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، وطبيعة العلاقات التي تجمع موسكو بالعواصم الأوروبية

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى