شوف تشوف

الرأيالرئيسية

لا مكان بيننا لسيارات ذاتية القيادة

يونس جنوحي

 

هناك نقاش حاد يجري هذه الأيام في الكواليس بشأن جدوى السيارات الكهربائية، إذ فتحَ تسجيل قصير لتجربة تفعيل القيادة الذاتية لسيارة كهربائية تتجول في المغرب، باب النقاش على مصراعيه بشأن مدى قانونية السماح للسيارات ذاتية القيادة بالتجول في المغرب.

تكنولوجيا القيادة الذاتية ممنوعة في أغلب دول العالم، ويكفي الرجوع إلى المنصات الدولية المتخصصة في هذا الباب، والتي تعمل بعضها بشراكات مع حماية المستهلك، للتأكد من الموضوع. إذ لا تزال شركة «تيسلا» الأمريكية، الرائدة في هذا الباب، تعرف مشاكل كثيرة، من بينها خطر احتراق البطاريات وخطر توقف نظام القيادة الذاتية بشكل مفاجئ، وهو ما قد يعرض مستعملي الطريق لمخاطر لا حصر لها.

أحد المتخصصين المغاربة الأوائل الذين أثاروا النقاش، واسمه «الروگي» ولديه عشرات آلاف المتابعين لما ينشره من محتوى يتعلق بميكانيك السيارات والمحركات بمختلف أنواعها، أفاد بأن مسألة «الملاءمة» لا تزال مشكلة حقيقية في المغرب بالنسبة للذين يفكرون في اقتناء السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، خصوصا وأن الجيل الجديد من تكنولوجيا القيادة الذاتية التي تُثبت في هذه السيارات، والذي يُرمز له بـW4 و W5لا يزال ممنوعا، ولا يُسمح بتجربته على الطرقات، وهو ما يعني أن الذين يفكرون في اقتناء هذا النوع من السيارات سيجدون أنفسهم يوميا في مشاكل مع نقط المراقبة الأمنية في الطرقات.

المقطع الذي أظهر سيارة كهربائية ذاتية القيادة تتجول في الشارع المغربي، يُظهر أن تكنولوجيا القيادة الذاتية تصمد على الأقل أمام الحفر و«الضوضانات» التي تعج بها الشوارع، بما فيها الشوارع الرئيسية في العاصمة «يا حسرة». لكن رغم هذا كله، فإن عدم ترخيص السلطات المعنية، في وزارة التجهيز، لهذه السيارات، التي تحمل تكنولوجيا القيادة الذاتية، بالتجوال في المغرب، يستحق التنويه فعلا، خصوصا وأن دولا أوروبية، من أكبر داعمي استعمال السيارات الكهربائية، سحبت رخص توفير القيادة الذاتية لبعض النسخ عندما ظهر أن نظامها قد يتعطل إذا تعرض لتشويش على الطريق. فضلا عن أن بعض التقنيات لا تزال قاصرة عن تمييز العراقيل على الطريق، وتسببت في حوادث سير مميتة. القيادة الذاتية ستطرح مشكلا حقيقيا بالنسبة للذين يرغبون في اقتناء سيارات ذكية وإدخالها إلى المغرب، وهي منذ الآن تخلق مشكلا كبيرا وجدلا بشأن فعاليتها وجدواها، خصوصا وأن دولا كثيرة حول العالم حظرت استعمال القيادة الذاتية.

العالم يتجه نحو تكريس الطاقة النظيفة وتشجيع السيارات الكهربائية، وهو أمر جيد فعلا، لكن الإضافات التكنولوجية، مثل القيادة الذاتية، لا تزال موضوعا يحتاج إلى مزيد من التطوير، سيما وأنه لا زال يتم تسجيل حوادث مميتة تعترف بها الشركات المصنعة ولا تدعي أن نظامها آمن كليا.

لكم أن تتصوروا كيف يمكن لحواسيب هذه السيارات ذاتية القيادة أن تتعامل مع الطرقات الملتوية، خصوصا عند غروب الشمس في الطرق الوطنية، حيث تقطع الكلاب من كل اتجاه، ويسير البشر بالدراجات النارية والهوائية وحتى بأحذية العجلات، وبالكاد تظهر علامات التشوير وعلامات الطريق الخاصة بممرات الراجلين.

سلوك المغاربة في القيادة، مثله مثل سلوك ملايين المواطنين حول العالم، لا يمكن أن تنافسه الحواسيب الأمريكية ولا الصينية. فالأنظمة الذكية لا يمكنها أبدا أن تُساير مزاجية البشر، سيما وأن أغلبنا لا زال يسير على اليمين حتى لو أراد الانعطاف يسارا، ونقطع المدار من الوسط حتى لو أردنا الانعطاف يمينا، ولا يمكن لحاسوب في العالم أن يفهم كل هذه السلوكات، حتى لو رخصوا لنا يوما بقيادة سيارات ذاتية القيادة وعليها ملصق يقول: «هذا من فضل ربي».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى