شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

لعبت لفريقين في موسم واحد واختياري للانضمام إلى منتخب الشبان بدأ من “الطاس”

مانسيناكش سعيد الصديقي (عميد الرجاء الرياضي سابقا)

من هو سعيد الصديقي؟

سعيد الصديقي ابن الطبقة البسيطة جدا، من مواليد حي سيدي عثمان بالدار البيضاء وتحديدا في درب البلدية. تدرجت في مدرسة لكرة القدم بدار الشباب ابن امسيك التي تسمى اليوم دار الشباب الجولان، وكانت عبارة عن براريك قبل إعادة بنائها. في هذا المكان انخرطت، وأنا طفل، في مدرسة لكرة القدم كان يشرف عليها مولاي عبد الله الإدريسي، الذي كان لاعبا لفريق الاتحاد البيضاوي في جيل الستينات وإطارا في وزارة الشباب والرياضة، أي أن مهمته كانت هي التكوين القاعدي حين كانت وزارة الرياضة هي التي تؤطر الفرق.

 

الفضل يرجع لمولاي في بناء شخصيتك الرياضية..

أكيد لأننا كنا، ونحن أطفال، نلعب الكرة في الحي بشكل فطري، وكلما غادرنا المدرسة كنا نتوجه إلى الملعب البلدي المتاخم لدار الشباب، ونشرع في إجراء حصص تدريبية وفق خصوصيات غير مسبوقة. كان مولاي، وهذا هو اسمه المختصر، يلقننا أبجديات كرة القدم التي كانت تعود علينا بالنفع. تصور أن الحصة يمكن أن يشارك فيها ثلاثة لاعبين فقط، أي أنه كان يشتغل في إطار ورشات. كان سابقا لعهده بكثير، يخصص لنا حصصا لتقوية نقط الضعف عند كل لاعب، مثلا إذا كنت تعاني من نقص على مستوى القدم اليسرى، فإنه يجعلك تقضي ثلاثة أشهر وأنت تداعب الكرة بالقدم اليسرى فقط، بعد أن يربط يمناك مع كرسي البدلاء ويفرض عليك لمس الكرة بالقدم التي تعاني ضعفا، ومع مرور الأيام تصبح قادرا على التحكم في الكرة وتجيد اللعب دون مركب نقص لا فرق بين القدمين.

 

كيف جاء انتقالك إلى فريق اتحاد سيدي عثمان؟

التحقت بفئة شبان الاتحاد العثماني الذي كان يعد من أعتد فرق المنطقة بالرغم من ممارسته في بطولة القسم الشرفي، وكان «السي إدريس»، المتيم بالكرة، مدربا للكبار، وهو الذي قاد الفريق إلى مباريات السد في فترة تدريبه للاتحاد. تصور كيف يمكن للاعب في فئة الشبان أن يصبح أساسيا منذ الوهلة الأولى، وينتقل إلى فئة الكبار، بل ويخوض مباريات السد وما أدراك ما مباريات السد ضد فرق أصبحت، مع مرور الوقت، تلعب في قسم الصفوة. إذن الفضل يعود للمدرب إدريس الذي كان ينتمي لسلك الشرطة، وكان يعشق الفريق بشكل غريب ويحرص على متابعة لاعبيه الشباب كي يقحمهم في التشكيلة مع الكبار، كان لاعبو تلك الفترة يكبرونني سنا وجسدا لكنني تمكنت من ضمان رسميتي معهم.

 

كيف انتقلت إلى فريق مهني وأنت على ذمة فريق؟

انتقالي إلى فريق المكتب الوطني للكهرباء، الذي يمارس في بطولة المهنيين، أملته رغبتي في تغيير الوضعية، بعد أن تبين لي أن وجودي في فريق اتحاد سيدي عثمان لن يضمن لي مستقبلي المهني ولن يحقق أحلامي، لكن الفضل وراء ضمي للفريق المهني للكهربائيين يرجع للاعب الرجاوي السابق وأحد نجوم المنتخب المغربي في الستينات والسبعينات محمد عبد العليم، الشهير بلقب «بينيني»، هو ابن الحي وكان يتابعني، لذا اقترح علي وعلى صديقي عبد الكريم رزيق، وهو موهبة في الرياضيات وفي الكرة، الانضمام إلى فريق المكتب الوطني للكهرباء. كان عبد العليم يعرف أننا نشكل ثنائيا على شاكلة فرس وعسيلة. وهناك عامل مهم شجعني على الانضمام إلى الفريق المهني، هو أن طبيعة البطولة المهنية، التي يمارس فيها الفريق الكهربائي، لا تحتاج التوقيع على عقد أو استخلاص ترخيص من الجامعة.

 

كيف استطعت الجمع بين فريقين في موسم واحد، الاتحاد العثماني ونادي المكتب الوطني للكهرباء؟

لا تفوتني الفرصة، هنا، دون الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه «إبراهيم ولد ما»، لاعب المنتخب الوطني في نهاية الخمسينات وبداية الستينات. كان من الأطر التقنية للفريق الكهربائي، وكان يشجعني على ممارسة الكرة ويسدي لي نصائحه ويقدم لي مساعدات مالية بين الفينة والأخرى. كان بمثابة الأب الذي قربنا منه ومن أفراد عائلته الفنية، فقد كان أبناؤه من مؤسسي مجموعة غنائية تعرف بـ«الترازة» الذهبية وكانت زوجته، «أمي جميعة»، توفر لنا التغذية وكأننا أبناؤها. هذا النوع من المؤطرين انقرض، وهذا التعامل كان يسهل على شباب مثلي الاندماج سريعا في الفريق بالرغم من صغر سني.

 

هل كنت تتلقى منحا عن كل مباراة تخوضها؟

رفيق دربي، عبد الكريم رزيق، اختار استكمال دراسته في كلية الطب، وأنا دخلت غمار الكرة مع المهنيين ومع الاتحاد العثماني، فريق حيي. أكملت مساري مع الكرة وأصبحت تشكل مدخولا عبارة عن 500 درهم كل أسبوع من مكتب الكهرباء، حيث أتمرن معه يومي الثلاثاء والخميس وأخصص يومي الأربعاء والجمعة لسيدي عثمان. قبل كل مباراة يشرع جمهور سيدي عثمان في جمع مبالغ مالية لصالحي، ما كان يجعل حصيلة مدخولي في حدود 1500 درهم، علما أنني كنت أتقاضى منحة توقيع في فريق سيدي عثمان.

 

كيف تمت دعوتك لمجاورة منتخب الشبان؟

أنا أول لاعب في المغرب يلتحق بمنتخب الشبان وهو يمارس في القسم الثالث. الحكاية بدأت من ملعب  «الطاس»، خلال مباراة جمعت شبان الاتحاد العثماني بشبان الاتحاد البيضاوي. كان العربي الزاولي ومحمد العماري ولمغاري يتابعون المباراة، التي تألقت فيها بشكل ملفت. أذكر أنني راوغت كل مدافعي «الطاس» وسجلت هدفا رائعا. في نهاية المباراة وجه لي الزاولي دعوة للالتحاق بمعسكر المنتخب في المحمدية وتحديدا بأحد فنادق المدينة. لم أكن أعرف الفندق، لكن والدي سيدلني عليه، ومن هنا بدأت رحلتي مع المنتخب حيث شاركت في إقصائيات كأس العالم 1977، مع لاعبين متميزين أمثال: بومليك، محروس، كسكس، الغويني، معتوق ونجمي..، وأذكر أن أول رحلة مع الفريق الوطني كانت صوب غينيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى