تارودانت: محمد سليماني
قرر مجلس جهة سوس ماسة عقد دورة استثنائية، أمس الاثنين بمدينة تارودانت، وذلك لدراسة والمصادقة على سبل تنزيل الإجراءات المتعلقة بمواجهة تداعيات الزلزال بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم.
واستنادا إلى المعطيات، فقد حدد مكتب مجلس الجهة جدول أعمال الدورة الاستثنائية المقرر عقدها بالمركب الديني والثقافي والإداري للأوقاف بتارودانت، في نقطتين فقط تتعلقان بالزلزال وتداعياته على إقليم تارودانت، حيث تهم الأولى دراسة الإجراءات المستعجلة لتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته الجهة، أما النقطة الثانية فتتعلق بالدراسة والتصويت على التحويلات المالية وإعادة البرمجة برسم السنة المالية 2023.
وبخصوص التحويلات المالية من فصل إلى فصل ومن باب إلى باب في ميزانية مجلس الجهة، وإعادة برمجة هذه الميزانيات المحولة، ستكون كلها موجهة إلى المتضررين من الزلزال، وذلك عبر تنزيل الإجراءات الملكية بخصوص مواجهة آثار الزلزال.
وفي هذا السياق فقد تم إحصاء تضرر 35 جماعة من الزلزال المدمر، وتضرر 522 دوارا بهذه الجماعات الترابية بإقليم تارودانت المترامي، كما تضررت كذلك من الزلزال حوالي 5497 أسرة، ما بين أسر تهدمت منازلها بالكامل، وأخرى تهدمت أجزاء منها فقط، وهناك منازل أسر ظهرت فيها شقوق فقط، وهذا الأمر كله يستوجب تدخلات عاجلة من أجل إيواء السكان المتضررين.
وكان مجلس جهة سوس ماسة قد خصص بشكل استعجالي منذ اليوم الأول بعد الزلزال غلافا ماليا يصل إلى مليارين ونصف المليار سنتيم لمساعدة منكوبي الزلزال بتارودانت، حيث تم اقتناء ما يزيد على 30 ألف وجبة غذائية سريعة للمتضررين، ونحو 20 ألف حصة من المواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى اقتناء الدفعة الأولى من 1500 خيمة لإيواء المتضررين من الفاجعة.
وبخصوص الدورة الاستثنائية، فإن التحويلات المالية التي ستتم برمجتها ستوفر ميزانية قد تصل إلى مليارات من السنتيمات، وذلك لمواكبة المتضررين، ومواجهة الآثار المترتبة، حيث كشف رئيس مجلس جهة سوس ماسة قبل أيام، أنه سيتم إحداث قرى نموذجية في المناطق المتضررة من الزلزال بجهة سوس ماسة، خاصة على مستوى إقليم تارودانت، مع تخصيص أجزاء كبيرة من ميزانية الجهة لمواكبة جهود تجاوز تداعيات الزلزال.
واستنادا إلى المعطيات، فإن تداعيات الزلزال على تارودانت كانت وخيمة جدا، ذلك أن هذا الإقليم مترامي الأطراف المكون من 89 جماعة ترابية، أضحت ما يزيد على ثلث جماعاته متضررة، كما أن الوصول إلى بعض الدواوير بهذه الجماعات الـ35 المتضررة صعب للغاية، حيث إن بعضها لا تتوفر على مسالك، وبعضها الآخر لا يمكن الوصول إليها، إلا باستعمال الدواب فقط، الأمر الذي سيجعل التدخلات لإعادة إسكان القاطنين بهذه الدواوير تعرف صعوبات كثيرة، وستحتاج إلى اعتمادات مالية ضخمة، ووقت أطول كذلك.
