
أوردت مصادر مطلعة أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تلقت، أخيرا، مطالب من طرف فرق برلمانية بالعمل على توفير أدوية خاصة لفئة من الأطفال المصنفين ضمن فرط الحركة، وذلك بعد تسجيل ندرتها بصيدليات ومستشفيات جهة طنجة.
وأكدت المصادر أن تحرك الفرق البرلمانية جاء بعدما توصلت بشكايات من لدن آباء وأمهات الأطفال من مختلف الأعمار الذين يعانون من مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه المعروف بـ(TDAH)، حيث تم تسجيل نقص حاد في الأدوية المعدة لهذا الغرض، من قبيل دواءي concerta وretaline، وهو الأمر الذي جعل وضعية هؤلاء الأطفال تزداد تدهورا، حيث نتج عن ذلك ضعف التحصيل الدراسي وعدم القدرة على الاندماج الاجتماعي وغيرها من المشاكل النفسية والعصبية الخطيرة.
وقالت المصادر إنه، بالنظر لما تقدمه الأدوية في تسهيل الولوج للعلاجات النفسية والجسدية، فقد تم الاستفسار عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارة الوصية قصد توفير الدواءين غير المتوفرين بالصيدليات والمستشفيات بجهة طنجة، والمتعلقين بعلاج المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه (concerta, retaline) وذلك مع العمل على توفيرهما بالصيدليات والمؤسسات والمراكز الصحية، قصد الحد من أعراض هذا المرض وتأثيراته السلبية على المريض من جهة، وأسرته من جهة أخرى.
وتلقي قضية نقص بعض الأدوية بمستشفيات جهة طنجة بظلالها على الوضعية الصحية بالمنطقة، حيث سبق لأطباء أن راسلوا المصالح الوزارية، فضلا عن توقيع تقارير إخلاء للمسؤولية في حال حدوث أي نتائج عكسية على خلفية هذا الأمر، إذ سبق أن تم تسجيل وفيات بسبب غياب بعض الأدوية، حيث غالبا ما تختفي حتى في الصيدليات، ما ينهك أسر المرضى الذين يستنجدون بطلبيات من الخارج، ما يجعل الانتظار لأسابيع سيد الموقف.
وتخيم أزمة نقص الدواء على مستشفى السرطان بطنجة، كذلك، حيث يتفاجأ المرضى، بين الفينة والأخرى، بعدم توفر المستشفى على حصص الأدوية التي تسلم لهم عادة من أجل متابعة العلاج، وهي أدوية تكون أيضا شبه مفقودة في الصيدليات، ناهيك عن أن استعمالها يعد شرطا أساسيا لاستمرار العلاج، علما أن أغلب المرضى يأتون من مناطق بعيدة على صعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة، فيتكبدون معاناة السفر، وكذلك تكلفة التنقل والإقامة في طنجة من أجل زيارة المستشفى في الموعد المحدد.
طنجة: محمد أبطاش





