النعمان اليعلاوي
تحوّل فضاء عشوائي واسع يوجد في قلب حي الفروكي بمنطقة تابريكت بمدينة سلا إلى مطرح مفتوح للنفايات الصلبة والمنزلية، ما أثار استياءً واسعاً في صفوف الساكنة التي تعيش يومياً على وقع مخاطر بيئية وصحية متزايدة، في ظل ما تعتبره غياباً لتدخل فعّال ومستدام من الجهات المعنية.
وحسب معطيات استقتها الجريدة من السكان، فإن هذا الفضاء، الذي يقع بالقرب من مسجد محمد السادس وبمحاذاة تجمعات سكنية ذات كثافة مرتفعة، أصبح نقطة سوداء لتجميع الأزبال بمختلف أنواعها، بعدما تحوّل إلى مقصد عشوائي لرمي النفايات، دون أي مراقبة أو تدخل منتظم من مصالح النظافة، ما فاقم من حدة الوضع البيئي بالمنطقة.
ويؤكد متضررون أن تراكم النفايات ساهم في انتشار الروائح الكريهة، وتكاثر الحشرات والجرذان، فضلاً عن توافد الكلاب الضالة، وهو ما يشكل خطراً مباشراً على صحة الساكنة، خاصة الأطفال وكبار السن، كما يشوّه المشهد الحضري لحي يعاني، بحسب تعبيرهم، من التهميش وغياب العدالة في توزيع خدمات القرب.
وفي هذا السياق، عبّرت ساكنة حي الفروكي عن استغرابها من استمرار هذا الوضع، رغم توجيه نداءات متكررة إلى جماعة سلا ومصلحة النظافة، من أجل إدراج الفضاء ضمن برنامج تدخل منتظم يشمل التنظيف، التمشيط وإزالة البؤر السوداء، على غرار ما يتم القيام به في أحياء أخرى مجاورة.
وطالب السكان شركة التدبير المفوض المكلفة بالنظافة بتكثيف تدخلاتها الميدانية، وعدم الاكتفاء بحملات ظرفية لا تعالج أصل المشكل، مؤكدين أن غياب حلول جذرية يفتح المجال أمام تفاقم الوضع ويحوّل الفضاء إلى مصدر دائم للتلوث والأمراض.
ودعت فعاليات محلية وجمعوية إلى ضرورة إعادة تأهيل هذا الفضاء، سواء عبر تسييجه أو تحويله إلى فضاء أخضر أو مرفق اجتماعي، بما يحدّ من الاستعمال العشوائي له ويساهم في تحسين جودة العيش داخل الحي، معتبرة أن الحفاظ على البيئة الحضرية مسؤولية مشتركة تتطلب تفاعلاً جدياً من السلطات المحلية والمصالح المختصة.
وتُظهر صور ملتقطة بعين المكان حجم التدهور البيئي الذي يعرفه هذا الفضاء، في انتظار تحرك عاجل يعيد الاعتبار للحي وساكنته، ويضع حداً لمعاناة يومية باتت تؤرق السكان وتطرح أكثر من علامة استفهام حول تدبير قطاع النظافة بسلا.
