
اضطرار المرضى للتنقل لمدن أخرى يفاقم وضعيتهم
كلميم: محمد سليماني
يعيش مرضى السرطان الذين يتابعون العلاج ضد هذا المرض الخبيث، وضعية مزرية أثقلت كاهلهم وزادت من معاناتهم، وذلك بسبب اضطرارهم للتنقل الدائم والمستمر نحو مدن أخرى بحثا عن بصيص أمل في العلاج.
واستنادا إلى مصادر رسمية، فإن جهة كلميم واد نون بها أزيد من 500 مريض بالسرطان، من بينهم 340 من النساء، و47 طفلا، يضطرون إلى التنقل نحو أكادير ومراكش ومدن أخرى من أجل تلقي العلاج بمراكز الأنكولوجيا، الأمر الذي يسبب لهذه الحالات معاناة كبيرة بسبب تحمل أعباء مالية إضافية منها مصاريف التنقل ومصاريف الإيواء وغيرها ليس في استطاعة الكثيرين منهم تدبرها. وبحسب المعطيات، فإن حوالي 60 في المئة من هذه الحالات المرضية المسجلة تتابع علاجها بمركز الأنكولوجيا بأكادير، بينما يتابع الأطفال علاجهم بمركز الأنكولوجيا بمراكش، رغم بعد المسافة ما بين هذه الأخيرة ومدن جهة كلميم واد نون.
ورغم تزايد أعداد مرضى السرطان بالجهة، إلا أنه لم يتم بعد بناء مركز للأنكولوجيا بهذه الجهة المترامية الأطراف، والتي تضم أربعة أقاليم، ما يحتم على المصابين الانتقال نحو أماكن أخرى بحثا عن العلاج، مع ما يشكله ذلك من أعباء ومعاناة إضافية.
وكانت اللجنة الجهوية لعرض العلاجات صادقت على المخطط الجهوي لعرض العلاجات (2019-2023) يوم 18 يوليوز 2019، والذي يتضمن بناء مركز جهوي للأنكولوجيا بكلميم من أجل تعزيز خدمات صحية قريبة وذات جودة لسكان جهة كلميم واد نون والجهات القريبة منها، لكن، إلى حدود الساعة، لم يتم بعد الشروع في بناء هذا المركز، ولا توجد أي تباشير في الأفق عن قرب الشروع في بنائه، أو حتى توفير الاعتمادات المالية له رغم أن المخطط الجهوي لعرض العلاجات لم يتبق من عمره سوى سنة واحدة.
من جهة أخرى، فإن المركز الجهوي للأنكولوجيا بأكادير، المحدث سنة 2007، والذي يستقبل بدوره مرضى السرطان المنحدرين من جهة كلميم واد نون، يظل عاجزا هو الآخر عن تلبية جميع طلبات الاستشارات الطبية والاستشفاء والعلاج، بفعل الضغط الكبير والمتزايد على خدماته، ما يدفع بعض المرضى المنحدرين من جهة كلميم وباقي الجهات الجنوبية الأخرى إلى التنقل نحو مدن أخرى بحثا عن العلاج بسبب طول مدة الانتظار للاستشارات والاستشفاء، والتي قد تفاقم وضعية المرضى الصحية. كما أن هذا المركز يعاني من خصاص كبير على مستوى الموارد البشرية، ويعاني أيضا من مشكل عدم وجود مخاطب واحد، خصوصا في ما يتعلق بتدبير بعض الصعوبات التي تعترض سير هذا المرفق، ذلك أنه أحيانا يكون المخاطب المديرية الجهوية للصحة، وأحيانا يكون المخاطب المركز الاستشفائي الجامعي، الأمر الذي يزيد من تداخل الاختصاصات وصعوبة تقديم الخدمات الطبية بسلاسة.





