
مصطفى عفيف
كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن المجلس الجماعي لبرشيد يسارع الزمن لإخراج مشروع مركز طمر وتثمين النفايات المنزلية بمواصفات حديثة، وذلك لحل المشاكل البيئية المرتبطة بمطرح النفايات الحالي، الذي لم يعد قادرا على استقبال أطنان النفايات المنزلية الخاصة بالمدينة، بالإضافة إلى بعض النفايات التي يتم رميها من طرف بعض الوحدات الصناعية، وهو إشكال بيئي أصبح يشكل خطرا على ساكنة المنطقة القريبة من المطرح العمومي قرب حي الربيع.
وكشفت المصادر نفسها أن رئيس المجلس الجماعي نجح في إقناع وزارة الداخلية بمنح جماعة برشيد مليارا و600 مليون سنتيم من أجل إحداث مركز لطمر وتثمين النفايات المنزلية بمواصفات حديثة، وهو المشروع الذي يلزم جماعة برشيد بالقيام بالدراسات التقنية اللازمة من أجل إخراجه إلى حيز الوجود في أقرب وقت وتجنيب المدينة المشاكل المرتبطة بالمطرح الحالي، الذي بات قنبلة بيئية موقوتة تستدعي التدخل العاجل لوقف التأثيرات البيئية السلبية الناجمة عن الطريقة التقليدية في استغلاله، من أجل حل مشكل معالجة الأزبال المنزلية بمدينة برشيد، والإسراع في إنجاز الدراسات لمشروع طمر النفايات حتى يكون المطرح مؤهلا لاستقبال شاحنات النفايات المنزلية في انتظار إيجاد حلول ناجعة.
إلى ذلك يعاني سكان مجموعة من الأحياء، وخاصة أحياء المنى والربيع، وأمنية ودرب الجديد، والطاهري وبن الشايب، والصفاء وبورحال، وقاطنو منازل مستشفى الأمراض النفسية وأحياء أخرى بمدينة برشيد، من مشاكل بيئية جراء انتشار الدخان الكثيف المنبعث من المطرح العمومي للنفايات بالقرب من منازلهم، وهي معاناة جعلتهم يوجهون نداءات للجهات المسؤولة من أجل التدخل لوضع حد للأدخنة المنبعثة من المطرح العمومي ورفع الضرر عنهم وعن منازلهم جراء تواجد المطرح العمومي للنفايات في منطقة أصبحت متاخمة لمجموعة من التجمعات السكنية.
وطالب السكان بتدخل السلطات الجهوية والمحلية والإقليمية والمجلس البلدي من أجل إيجاد حلول جذرية لإزالة المطرح العمومي المتواجد قرب التجمعات السكنية، والذي يتسبب في أضرار صحية نتيجة تطاير الدخان الكثيف والروائح الكريهة والانبعاثات الغازية التي تخنق الأنفاس، ما يشكل معاناة كبيرة للأحياء السكنية، خاصة منها تلك التي لا يفصلها عن مطرح النفايات أقل من كيلومتر واحد.
يذكر أن شركة «كازا تكنيك» للنظافة كانت فازت، قبل منتصف شهر غشت من السنة الماضية، بصفقة تدبير قطاع النظافة والنفايات المنزلية بمدينة برشيد، خلفا لشركة «كومباك» التركية، بمبلغ يناهز 26 مليون درهم. وألزم دفتر التحملات الشركة بإدخال أسطول جديد وأحدث آليات ومعدات الجمع والتنظيف، في حين أصبحت الشركة اليوم تواجه إكراهات كبيرة في تخليص المدينة من مشكل النفايات المنزلية المتراكمة بعدد من النقط السوداء، إذ لم تعد حاويات الأزبال الموجودة قادرة على استيعاب ذلك الركام، الشيء الذي أغضب العديد من الفاعلين الجمعويين الذين طالبوا بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الوضعية، خاصة أن بعض الحاويات مكسورة والنفايات تتكدس بشكل كبير والوضع سيزيد تفاقما مع مرور الأيام حيث تصير المدينة عبارة عن مطارح للنفايات المنزلية.





