شوف تشوف

اقتصادالرئيسيةتقاريرمدن

مهنيو الصيد يطالبون براحة بيولوجية استثنائية لأسماك السردين

طالب مجموعة من مهنيي البحر وشركات تعليب السمك ودقيق وزيت السمك بميناء طانطان، بضرورة اعتماد فترة راحة بيولوجية استثنائية وعاجلة هذه السنة لأسماك السردين، وذلك من أجل حماية هذه الثروة السمكية من الاستنزاف.

واستنادا إلى المعطيات، فقد تبين لعدد من مهنيي البحر من أرباب مراكب صيد السردين، ومجهزين ومسؤولي المعامل، وجود كميات كبيرة من البيض في أحشاء أسماك السردين، ما يعني أنها قد دخلت مرحلة الإباضة والتوالد مبكرا هذه السنة، الأمر الذي يستوجب اعتماد فترة راحة بيولوجية ضرورية تتوقف فيها جميع أنشطة صيد هذه الأسماك، انطلاقا من منتصف شهر دجنبر الجاري إلى منتصف شهر مارس المقبل، وذلك من أجل تمكين هذه الأسماك من الإباضة والتوالد في ظروف مساعدة.

وتهدف هذه المبادرة التي وافق عليها مجموعة من مهنيي البحر بميناء طانطان إلى حماية الثروة السمكية من الاستنزاف، والحفاظ عليها بشكل مستدام للأجيال المقبلة، بعيدا عن كل ما من شأنه أن يقضي على هذه الأسماك، خصوصا وأن موانئ كثيرة بالمملكة استنزفت أسماك السردين التي كانت بها، وذلك بسبب الضغط الكبير على مصايدها. واستنادا إلى المعطيات، فقد عرف ميناء طانطان هذه السنة استمرار العمل بشكل غير متقطع بمصيدة السردين، ذلك أن مهنيي البحر اشتغلوا بشكل متواصل منذ بداية السنة، بل إن ميناءي طانطان وسيدي إفني كانا هما اللذان يوفران أسماك السردين إلى معامل ومصانع مجموعة من المناطق الأخرى بجنوب المملكة، أو بوسطها، إلا أن الاستمرار في عملية الصيد خلال الأسابيع المقبلة، من شأنه أن يقضي على هذه الثروة التي دخلت مرحلة التوالد بهذه المصيدة.

إلى ذلك، وقع مجموعة من أرباب مراكب صيد السردين، وأرباب معامل تعليب السمك، وصناعة دقيق وزيت السمك، بالإضافة إلى جمعيات أخرى تعنى بالبحارة على عريضة (تتوفر «الأخبار» على نسخة منها)، يوافقون فيها على استعدادهم للتوقف عن العمل وعن صيد أسماك السردين بجنوب وشمال ميناء طانطان، خلال فترة الراحة البيولوجية. كما تم رفع هذه العريضة إلى الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري. وحسب مصادر مطلعة، فإن القطاع الوزاري تفاعل إيجابيا مع هذا المطلب، حيث سيتم قريبا إصدار قرار بمنع استمرار صيد السردين بشمال وجنوب ميناء طانطان، كما سيتم في وقت لاحق تكليف المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالقيام بأبحاث لمعرفة حالة المخزون السمكي بهذه المنطقة.

وفي هذا الصدد، كشف المحجوب هندا، رئيس الكونفدرالية المغربية لحقوق البحار بجهة كلميم واد نون، أنه في «إطار حماية الثروة السمكية بجهة كلميم واد نون، وبعد تجربة اختيارية قام بها السنة الماضية أرباب المراكب ومسؤولو المعامل، حيث أوقفوا أنشطة صيد السردين لمدة ثلاثة أشهر بميناءي طانطان وسيدي إفني، ارتأينا أيضا إعادة التجربة هذه السنة، وذلك لحماية هذه الثروة من الاستنزاف، سيما وأن المهنيين اشتغلوا بشكل جيد هذه السنة دون انقطاع، بل إن ميناء طانطان لأول مرة بدأ في تصدير السردين إلى معامل الداخلة والعيون، ونحن نخاف أن يتكرر سيناريو سنة 2014، حيث عرفت سواحل طانطان استنزافا كبيرا لأسماك السردين، حتى إن المراكب لم تكن تشتغل سوى شهرين في السنة بشكل متقطع». وأضاف المتحدث: «البحر هو الداعم الأول لأبناء المنطقة، وبالتالي فأي خلل في منتوجاته سيؤثر على المنطقة، لذلك مبادرتنا هذه تروم الصيد بعقلانية لحماية الثروة السمكية، وذلك كي لا نقع في ما وقع بموانئ مدن أخرى، لم تعد اليوم تتوفر على السردين».

طانطان: محمد سليماني

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى