الرأيالرئيسيةرياضة

موندياليتو الشان والمرشان

بحثت في الصحافة الجزائرية عن أخبار كأس العالم للأندية الذي تستعد بلادنا لاحتضانه، فلم أعثر بعد طول عناء إلا على خبرين في حالة شرود سأتقاسمهما معكم من باب السخرية.

في موقع «شباك» يمكن أن تكتشف سر غياب ممثل الجزائر عن كأس العالم للأندية. الغياب حسب الموقع، سامح الله كاتبه وغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنب، هو رفض بطل الكرة في الجزائر المشاركة في المونديال المنظم ببلادنا «تكريسا لمبدأ المعاملة بالمثل». نفهم من هذا أن غياب المنتخب المغربي عن دورة «الشان» بالجزائر تولد عنه موقف مماثل لفريق من البلد الجار عن تظاهرة عالمية ترعاها «الفيفا»، والحال أن الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية هي الحائزة على لقب بطولة القارة التي تنتمي إليها.

وفي موقع «المنشار» الجزائري نقرأ مقالا عن «قلق مصري بسبب الموندياليتو»، تحدث فيه الكاتب عن «غضب الخطيب بسبب بعد المسافة بين تطوان، مقر تداريب بعثة الأهلي، وطنجة حيث الملعب»، لكن يبدو أن الغضب الساطع اجتاح كاتب المقال الذي لا علم له باستقرار وفد الأهلي في تطوان.

غابت تونس ومصر عن «شان» الجزائر دون أن يهتم الإعلام الجزائري بغيابهما بالرغم من كونهما قوتين كرويتين فاعلتين في القارة. لا أحد اتهمهما بـ«محاولة زعزعة استقرار البطولة الإفريقية ونظام الجزائر»، وحين غاب المغرب اشتكاه جيراننا للكاف والفيفا ومنظمة العفو الدولية وكل الهيئات العالمية.

ما يجهله بعض زملائنا في الجزائر هو أن المغرب أنقذ الفيفا من ورطة حقيقية، حين خاض التحدي الكبير وهو تنظيم «الموندياليتو» في شهر، بعد أن اعتذرت اليابان والإمارات العربية المتحدة وجنوب إفريقيا.

كيف تنظم كأس العالم للأندية في شهر وبدون دعم الرعاة الكبار للبطولات العالمية؟

كيف ستنظم محفلا عالميا وأنت تعرف أن جارك يتصيد هفواتك وأن صحافته في حالة استنفار قصوى لتحويل هفوة إلى كارثة؟

في مونديال الأندية الذي ستحتضنه الرباط وطنجة، وستعيش نبضه كل المدن المغربية، سنقدم للمتربصين درسا في قدراتنا التنظيمية، سنكشف لهم حقيقة «الشان والمرشان» وسينعم المشاركون بسخاء الفيفا وبالديباج والحلي والحلل.

من مزايا مونديال الأندية أنه، لأول مرة في تاريخ كرة القدم، يمكن للمتفرج أن يتابع، وهو جالس في مدرجات الملعب أو في بيته أمام التلفاز، الحوار الدائر بين غرفة «الفار» والحكم بكل شفافية، أي أن المغرب سيدخل التاريخ بعد أن طبقت على أرضه تقنية «الفار المسموع»، في انتظار يوم يشارك المتفرج فيه في صياغة القرار.

بمنتهى الشفافية سنعيش تجربة جديدة قد تغير مجرى التحكيم العالمي، وسنتابع ما يدور من نقاش بين الغرفة وحكم الساحة، لذا علينا أن نسارع لاقتناء كتاب «كيف تتعلم اللغة الإنجليزية في خمسة أيام بدون معلم؟»، أو توفر اللجنة المنظمة تقنيات الترجمة الفورية في الملعب في سابقة من نوعها في تاريخ الكرة.

للمرة الثالثة تحتضن بلادنا حدثا كرويا عالميا، فقد عشنا نبضه مع الرجاء والمغرب التطواني وسنعيشه مع الوداد، علما أن المغرب نظم أول «موندياليتو» للصغار في التسعينات ببادرة فردية من الراحل عبد الرزاق مكوار.. سجل يا تاريخ أننا شعب سباق للمبادرات.

أكبر دليل على أهمية «شان الجزائر» هو قرار لاعب المنتخب الجزائري أحمد القندوسي مغادرة معسكر الجزائر وركوب الطائرة صوب المغرب، لمشاركة فريقه الجديد الأهلي المصري بطولة «الشان والمرشان».

سكت الإعلام الجزائري عن النازلة، وبحث عن مخدر موضعي يؤجل الألم ولا يلغيه، لأنه في نهاية المطاف يصنع مواطنا برتبة حاقد مستغلا «الشان» لتحويل مشجع أعزل إلى  جاكي «شان».

حسن البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى