حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

نحنُ وطهران..

 

 

يونس جنوحي

 

لم يهتم الإيرانيون بابن الإمبراطور، الذي قامت الثورة الإسلامية على أنقاض حُكمه في فبراير سنة 1979، أكثر مما اهتموا به هذا الأسبوع.

رضا بهلوي الثاني، أمير إيران الذي رأى نظام والده الشاه يسقط أمام عينيه، خاطب الإيرانيين هذه الأيام في ظل الأيام العصيبة التي تمر منها البلاد، ودعاهم إلى الانتفاضة الداخلية ضد الثورة الإسلامية.

الزمن دار دورته. قبل 46 سنة، خاطب الخميني الإيرانيين من فرنسا، وبُث التسجيل الصوتي المنسوب له في كل أنحاء إيران، يهاجم فيه الشاه ويتهمه بتبديد أموال الإيرانيين وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع ودعا علنا إلى الانقلاب عليه.

ركب الخميني على متن الخطوط الجوية الفرنسية، ونزل في طهران بعد أن فرّت منها أسرة الشاه، وتحولت معالم الحياة العامة في إيران مئة وثمانين درجة تماما. اتشحت النسوة تماما بالسواد، وأطلق الرجال لحاهم، وطُرد المثقفون من البلاد أو أجبروا على الرحيل، ولم يعد هناك مكان لا للسينما ولا دور العرض ولا حتى للصور الفوتوغرافية.

دخلت إيران مرحلة الحرب ضد جيرانها، وكانت البداية مع العراق. قطعت العلاقات بمعظم الدول الأوروبية، حتى التي سمحت للخميني بدخول إيران. وسرعان ما أصبحت فرنسا، التي سهلت رحلة الخميني إلى بلاده، ملجأ للمعارضين الهاربين منه.

عندما فر الشاه خارج بلاده ومعه الدائرة الضيقة من مستشارين وعكسريين، لم تستطع دول كثيرة استقباله مخافة أن يغضب الخميني ومن معه.

لكن الملك الراحل الحسن الثاني أرسل للشاه مرحبا، واستقبله استقبالا رسميا، وأصبح المغرب ملتقى تجمع فيه شتات أسرة الإمبراطور المخلوع. أثنى عدد من الرؤساء على شجاعة الملك الحسن الثاني في سياق دولي عصيب.. إذ إن الرئيس المصري أنور السادات، الذي كان يهوى توزيع الحوارات الصحافية على كبريات المجلات الأمريكية، لم يعلّق على اضطراره طلب الرحيل من شاه إيران..

مرض الشاه جعله يغادر المغرب في اتجاه الولايات المتحدة، وهناك بدأ مسلسلا طويلا من العلاج، إلى أن توفي. لكن زوجته، فرح ديبا، التي كانت صورها تملأ وكالات الأنباء العالمية وتحتل أغلفة المجلات، بقيت ضيفة على المغرب، حتى أن الملك الراحل الحسن الثاني أهدى العائلة إقامة في مدينة تارودانت، حيث كانت ديبا تلتقي أحيانا مع أسرة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ابن المدينة، وهو يقضي عطلة رأس السنة بين المغاربة..

لم يتردد النظام الحالي في إيران في دعم الانفصال في الصحراء. خبراء دوليون يتهمون إيران علنا بالمشاركة في مخطط تقسيم العراق وإغراقه في حرب طائفية بعد رحيل القوات الأمريكية.

والطائرات المسيرة التي استعملها الجزائريون في التجسس على المنطقة الحدودية، ظهر أنها إيرانية الصنع. لم يُخف نظام الشاه، الذي قاطعه الملك الراحل الحسن الثاني منذ قيامه، تمويله للبوليساريو عبر الجزائر.

عندما نزل الشاه في المغرب قبل 46 عاما، كان الإنهاك باديا على ملامحه، ولم يتفوه بكلمات كثيرة. بل ظل صامتا معظم الوقت. تقول زوجته فرح ديبا، في مذكراتها، إن الشاه في اللحظات الأولى لسقوط نظامه كان حرفيا تحت الصدمة، وتعمقت أزمته النفسية أكثر عندما كان ربان طائرته يخبره أن دولا كثيرة اعتذرت ولم تمنحه إذن الهبوط..

الظاهر الآن أن الزمن دار دورته، وأن عمامة الخميني أصبحت تترنح فوق رؤوس الإيرانيين الذين بدؤوا مع ظهور الأنترنت، يُعلنون أنهم ليسوا جميعا من أتباع الخميني، حتى لو كلفهم رأيهم حكما بالإعدام شنقا في أكبر ساحة وسط العاصمة طهران.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى