
محمد اليوبي
زعمت مجموعة «هاكرز» جزائرية أنها تمكنت من اختراق قاعدة بيانات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح الخرائطي، وتسريب معطيات خاصة ووثائق ملكية عقارات تخص عددا من المسؤولين وأبناءهم.
وبدأت المجموعة، التي تحمل اسم «جابروت» وهو نفس اسم المجموعة التي اخترقت قاعدة بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، في نشر مجموعة من الوثائق عبارة عن عقود بيع ووثائق ملكية عقارات، عبر تطبيق “تلغرام”، كما شرعت صفحات ومواقع إلكترونية جزائرية في نشر هذه الوثائق.
وأكد مصدر مطلع من المحافظة العقارية ل”الأخبار” أنه بعد التحري الدقيق تأكدت سلامة النظام المعلوماتي الخاص بالمحافظة العقارية، وأضاف المصدر أن الوثائق التي تسربت كانت من طرف النظام المعلوماتي لمكاتب العديد من الموثقين، وأن المحافظة العقارية تؤكد من جديد سلامة معطيات زبنائها ومرتفقيها.
ونفت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية أن تكون قاعدة البيانات، التي تحتوي على ملايين الوثائق، تعرضت للاختراق، دون أن تستبعد اختراق المنصة الخاصة بالموثقين التي وضعتها الوكالة رهن إشارتهم، من أجل الإيداع الإلكتروني للوثائق الخاصة بتحفيظ العقارات. وكشفت مصادر من الوكالة أن الهجوم السيبراني استهدف مكاتب بعض الموثقين المعروفين فقط، ما مكن «الهاكرز» من قرصنة بيانات ووثائق تخص هؤلاء الموثقين فقط.
لكن المجموعة التي شنت الهجوم السيبراني تقول إنها استهدفت قاعدة بيانات حساسة، وتمكنت من استخراج أكثر من 4 تيرابايت من البيانات. وحسب المخترقين فقد شملت عملية القرصنة ثلاثة ملفات، الأول يحتوي على نسخ لأكثر من 10 آلاف وثيقة تخص شهادات الملكية بصيغة PDF، وتحتوي قاعدة البيانات الكاملة على أكثر من 10 ملايين وثيقة، ويحتوي الملف الثاني على نسخ من 20 ألف وثيقة متنوعة، تتعلق بعقود بيع وشراء، ونسخ من بطاقات التعريف الوطنية، وجوازات سفر ووثائق بنكية، بينما تضم قاعدة البيانات أكثر من 4 ملايين وثيقة، وأكثر من 4 تيرابايت من البيانات، أما الملف الثالث فيحتوي على وثائق تخص بعض كبار المسؤولين وشخصيات عمومية.
وكانت وزارة العدل راسلت الموثقين في مختلف أنحاء المملكة، مطالبةً إياهم بضبط وتأمين حساباتهم الإلكترونية الشخصية والمهنية، واتخاذ الاحتياطات الضرورية لتفادي أي اختراقات محتملة يمكن أن تُمس بمصداقية المعاملات العقارية. وجاءت هذه المراسلة بعد رصد هجمات سيبرانية مشبوهة تستهدف حسابات الموثقين بغرض الولوج غير المشروع إلى المنصة الرقمية للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، حيث قررت هذه الأخيرة إغلاق منصتها كإجراء احترازي للحفاظ على سلامة المعاملات العقارية وسرية معطيات المواطنين.
وفي السياق ذاته، أعلنت الهيئة الوطنية للموثقين بالمغرب عن اتخاذ إجراءات عملية لتعزيز الأمن السيبراني لمكاتب الموثقين التابعين لها، بما يشمل تحديث أنظمة الحماية الرقمية، وتوفير تكوينات تقنية عاجلة حول أساليب التصدي للهجمات الإلكترونية والتعامل مع المنصات العقارية المؤمنة.
وكانت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية قررت، في السابق، إغلاق منصتها الإلكترونية بشكل مؤقت، في وجه جميع المهنيين والمرتفقين، واعتماد نظام الإيداع الورقي والأداء بالشبابيك وفق الطريقة التقليدية، وذلك في أعقاب هجوم سيبراني واسع استهدف عدداً من المواقع الإلكترونية لمؤسسات إدارية حساسة بالمغرب.





