الرئيسيةن- النسوة

هكذا يصبح الخجل بين الزوجين مشكلة يجب علاجها

إعداد : إكرام أوشن
لا شك في أن أجمل ما يمكن للمرأة أن تتحلى به هو الخجل والحياء، فإذا هُمس لها بكلمة حب، احمر وجهها، وإذا قدمت لها هدية أطرقت خجلا.. فهذا دليل على التربية الحسنة في المجتمع عموما، لكن الخجل، على الجانب الآخر، وفي الدراسات الفلسفية، يعتبر مرضا يجب علاجه.
ليس صحيحا أن مقابل الخجل هو الوقاحة.. فهذا تعبير شعبي في أوساطنا العربية، إنما الصحيح هو أن عكس الخجل الشجاعة والثقة بالنفس، وهذا ما يجب أن نعلمه لأطفالنا في البيت والمدرسة، لما يعكسه حتما على حياتهم في المستقبل.
الحياة الزوجية تحتاج للكثير من التغييرات وتعتمد على العديد من القواعد، لذا فمن أهم الاشياء التي يجب على الزوجين أن يلتفتا إليها قبل أن توقعهما في فخ الفشل، هو ذاك الخجل الذي يعايشهما في حياتهما اليومية. ما الأسباب التي تجعل الزوجين يخجلان من بعضهما؟ كيف يؤثر ذلك على متعة الاستمتاع بحياتهما؟ وماذا عن الخجل في علاقتهما الحميمية؟

مقالات ذات صلة

كيف يحول الخجل دون التواصل الجيد بين الزوجين؟
التواصل بين الزوجين عملية يتبادل خلالها الشريكان مشاعرهما وأفكارهما وتطلعاتهما، بهدف التوصل إلى تسويات ناجحة تساهم في تلبية حاجات كل منهما، وتؤدي إلى نجاح زواجهما واستقراره. لكن الخجل يحول حتما دون ذلك، فالزواج مؤسسة، وكل مؤسّسة بحاجة إلى التواصل بين أفرادها لكي تنجح وتستمر. فالقرارات التي تحدد مسيرة الزواج والخيارات العائلية يجب أن تتخذ عن طريق النقاش وتبادل الرأي الصريح، ومن هنا أهمية التواصل البنّاء الذي يقوم على الأسس الآتية:
✹ الإصغاء للآخر بشكل كلّي للتمكّن من فهم وجهة نظره وآرائه. فالحوار يفقد جدواه عندما يتلهّى أحد الطرفين في محاولة إيجاد ردّ على الشريك بدلًا من التركيز على الفكرة التي يحاول إيصالها، والتي قد تحمل في طيّاتها حلًا للمشكلة المطروحة. ومن الضروري أن يقتنع كل من الشريكين بأنه ليس دائمًا على حق، وأن شريكه قد يأتي بحلول أو أفكار أفضل من أفكاره، لذلك يجب احترام رأيه ومحاولة النظر إلى الأمور من منظاره لفهمه بشكل أوضح.
✹ استيعاب مخاوف الشريك وعدم الاستخفاف بها، لأن ذلك يؤدي إلى غضبه ويخلق بالتالي أزمة بين الطرفين.
✹ فهم كل طرف احتياجات الآخر والسعي إلى تلبيتها، فهدف التواصل هو تلبية احتياجات الطرفين، لأن العلاقة التي تبنى على إرضاء طرف واحد مصيرها الفشل، والشريك الذي يقدّم كل شيء من دون أن يحصل على مقابل، سوف يثور في مرحلة ما وستكون العواقب وخيمة.
✹ على الشريكين التعبير بوضوح عن مشاعرهما في مختلف الظروف، وعدم كبتها لأي سبب كان، حتى ولو كان القصد مراعاة شعور الآخر. فالمشاعر المكبوتة لا تلغى بمرور الزمن، وإنما تتحوّل إلى غضب عارم قد ينفجر بمجرد وقوع خطأ بسيط، وقد يعبّر عنه بطريقة عنيفة أو مهينة أحيانًا. ويؤدي تراكم المشاعر المكبوتة كذلك إلى نتائج سلبية خطيرة مثل الكره أو اللامبالاة، وقد يقود إلى مشاكل صحيّة من قبيل القرحة وارتفاع ضغط الدم وآلام الرأس المزمنة وغيرها من الأمراض.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى غياب التواصل بين الزوجين، العوامل النفسية والاجتماعية التي تحول دون قدرة الفرد على التواصل، وأبرزها التماهي مع الأهل، حيث إن الفرد الذي ينشأ في منزل يغيب فيه التواصل، سيفتقر في مرحلة النضوج إلى هذه المهارة التي ينبغي أن يتمرّن على اكتسابها. كذلك فإن غياب النضج الفكري والعاطفي لدى المرء يحرمه من القدرة على الحوار بموضوعيّة، ما يؤثّر سلبًا على عملية التواصل.
إلى ذلك، تؤدّي البيئة الاجتماعية، بما فيها من عادات وتقاليد، دورًا هامًا في تحديد مفهوم التواصل لدى الفرد. فالرجل الذي ينشأ مثلًا على مفاهيم خاطئة تحرم المرأة حقّها في إبداء الرأي أو المشاركة في القرار، لن يتمكن من تحقيق تواصل فعّال مع زوجته.
لا خيار للزوجين سوى التواصل والتفاهم للحفاظ على علاقة مستقرّة. فالزواج الناجح يقوم على التسويات الناجحة والتي تقر بمبدأ الربح المشترك. بمعنى أن يحاول كل طرف تقديم التنازلات للآخر للتوصل إلى تسوية ترضي كلا منهما، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال التواصل البنّاء. وينصح الأزواج بإعطاء أكثر من فرصة للحوار والتواصل وإبعاد الخجل في الحديث عما يلوج في خواطرهم، وعدم الهروب من الحوار الموجع، لأن عدم التواصل سيؤدي إلى وجع أفظع.

كيف تنقذ العلاقة الزوجية من براثن الخجل الجنسي؟

✹ من الأفضل أن تتم توعية الفتاة قبل الزواج توعية جنسية صحيحة وحقيقية لتحصل على المعلومة الصحيحة من خلال مصدر موثوق وجدير بالثقة مثل والدتها أو طبيبها، وذلك لتكون على دراية بواقع الحياة الحميمية ومشاكلها وحلولها.
✹ من الضروري أن يتأكد الرجل أولاً مما إذا كانت الزوجة على استعداد للقيام بهذه العلاقة، وذلك من خلال طرح الأسئلة عليها للتأكد من أنها مرتاحة أم أن هناك ما يقلقها ويزعجها وذلك قبل العلاقة الحميمية.
✹ على الرجل أيضاً أن يشجع زوجته على البوح بما تشعر به، ويوضح لها أنه يريدها أن تشعر بالراحة والاسترخاء، وأن سعادته تكمن في سعادتها. ولذلك فهو يفضل أن تقوم بمناقشته بصراحة تامة حيث سيسمعها بكل صدر رحب دون تذمر ودون أن يشعر بالانزعاج.
✹ على المرأة أيضاً أن تحرص على مصارحة زوجها ومناقشته بشجاعة بكل ما يختلجها من مشاعر وأحاسيس وبكل ما يريحها أو يزعجها دون خجل أو استحياء. ولكن بأسلوب لطيف ومدروس وغير جارح.. للوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة مع زوجها والتمتع بعلاقة زوجية ملؤها السعادة والمحبة والتفاهم، وخالية من المنغصات.

غرفة النوم ليست مكانا لخجلك..

تتم تنشئة الفتاة منذ مرحلة الطفولة على فكرة أنها «مجرد جسد ولا رأي لها»، وعلى تلبية حاجات الأب والأخ في المنزل، والطهي والتنظيف، وأن تكون «زوجة صالحة ومطيعة» لزوجها في المستقبل. كما يتم تربيتها على أن تكون خاضعة لرغبات زوجها الجنسية، وأنّه لا يجوز أن تعبرّ عن احتياجاتها الخاصّة. وبالطبع، وفي المقابل، تتمّ تنشئة الرجل على أنّه أعلى شأنًا من المرأة. ونتيجة لهذه العقلية المهيمنة والسلبية يظهر الخجل عند المرأة في علاقتها الحميمية مع زوجها.
غير أن هذا العرف الثقافي تراجع مع الأجيال الجديدة ولكنه لا يزال موجودًا بكثرة. إذ تدخل المرأة العلاقة الزوجية بشكل مطيع وخاضع، اعتقادا منها أنّها يجب إطاعة زوجها وأنّ حقوقها هي أقّل منه. ما يجب أن تفهمه النساء هو أنّهنّ لسن أقل شأنًا من الرجال بل إنّ ذلك مجرد أوهام زرعها أجدادنا في أذهاننا ممّا جعلنا نشعر هكذا. فالزواج هو علاقة مساواة في المنزل وكلّ شريك لديه واجبات يجب أن يتمّمها تجاه منزله وتجاه الآخر. وإذا دخلت المرأة الحياة الزوجية بخضوع فسيعاملها زوجها بالطريقة نفسها، لأنّ الآخرين يعاملونك كما تعاملين نفسك. إضافة الى ذلك، فإن أكثر مكان تشعر به المرأة بالخجل هو غرفة النوم، فتأخذ معظم النساء فكرة عن أنّ الجماع هو لإرضاء رغبة الرجل بينما لا يحق لهن الاستمتاع أو حتّى طلب المتعة. فالفراش هو حقّك الشرعي مع زوجك وهو وسيلة صحية لكي تتغلبي بها على خجلك خلال ممارسة الجماع. تحدّثي عن مشاعرك ورغباتك مع زوجك، فهذا من شأنه أن يعزز العلاقة بينكما وسيصبح الفعل الجنسي أكثر متعة. لا أحد يعرف جسدك أكثر منك، لذا حاولي الاستمتاع بالفعل الجنسي، ومن المفيد جدًا أن تصارحي زوجك بما يشعرك باللذة وبالعكس. كوني إيجابية وتذكري أن زوجك سيعاملك كما تعاملين نفسك.

لماذا تعاني النساء ضعف الثقافة الجنسية؟

العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة علاقة خاصة جداً وتتأثر بالعديد من العوامل النفسية والعضوية والاجتماعية. ولأهمية هذه العلاقة في العلاقات الأسرية وما قد ينجم عنها من خلل ومن مشاكل اجتماعية وأخلاقية، كان اهتمام الدين الإسلامي والعلم بها أكيدا، وفي السنوات الأخيرة، وبعد ظهور العديد من الأبحاث عن الضعف الجنسي للرجال، تشكلت منذ أكثر من عام أول جمعية عالمية عن الصحة الجنسية للمرأة ومناقشة مثل هذه المواضيع، بالرغم من خصوصيتها، ليس الهدف منه التشويق الإعلامي أو إثارة الغرائز، وإنما الحرص على إيصال ثقافة جنسية حقيقية لتكون ذريعة لإقامة علاقات زوجية سليمة تصمد أمام الثقافات الغربية، والتي من شأنها إثارة الغرائز والحث على الرذيلة، وخاصة منها تلك التي تصل إلى شبابنا وفتياتنا عن طريق شبكة الإنترنت أو القنوات الفضائية الإباحية.
هذه العلاقة، ولخصوصيتها عند المرأة، يجب ان يبدأ بها الرجل ولا تعد المرأة إن لم تبدأ بها أو تظهر رغبتها فيها، أنها تعاني من أي اضطرابات جنسية، فجعل التقديم والبدء مهمة الرجل مبرره المحافظة على حياء المرأة. ويمكن أن يحدث الاضطراب الجنسي في بعض أو كل مراحل الاتصال الجنسي، وهي:
✹ الرغبة.
✹ الإثارة.
✹ بلوغ الذروة.
✹ العودة.
هذا بالإضافة إلى أن المرأة قد تشعر بآلام أثناء العملية الجنسية، وعكس ما يتبادر إلى ذهن الرجل من أهمية الجانب العضوي في العلاقة، فإن الجانب النفسي أهم لدى المرأة، حيث لدى المرأة يغلب الجانب العاطفي على الجانب العضوي في هذه العلاقة.
ولتجاوز المشاكل العاطفية من خوف الفتيات من الجماع في أول فترة من الزواج ومن الوصول إلى الذروة أو من الخجل الذي قد يفسد هذه العلاقة، يجب على المرأة تفهم هذه العلاقة على أسس دينية وعاطفية سليمة، وعليها أيضا تفهم متطلبات الرجل في هذه العلاقة واستيعاب أن هذا التصرف قد يفهم من قبل الزوج بالرفض لشخصه، ما قد يؤثر سلباً على العلاقة الزوجية كلها.
أما عن الأسباب العضوية، فإن من أهمها الاتزان الهرموني لدى المرأة. فهرمون «الأستراديول» الشهير بـ»هرمون الأنوثة»، مسؤول عن صحة الجهاز التناسلي لدى المرأة وإفرازاته، ونقص هذا الهرمون قد يسبب جفافاً وألماً في الجماع. كما أن نقص هرمون «التستستيرون» ومشتقاته، والمعروف بـ«هرمون الذكورة» والموجود بنسبة قليلة لدى النساء، وله دور هام لبلوغ المرأة الذروة، فإن نقص هذا الهرمون قد يسبب عدم وصول المرأة للذروة وما يترتب على ذلك من عدم الشعور بالرضا من العلاقة في بعض الأحيان. وكذلك هرمون الحليب وهرمونات الغدة الدرقية لها دور في الصحة الجنسية لدى المرأة. وأيضاً الألم المصاحب للعلاقة الجنسية والذي قد ينتج عن التهابات مهبلية أو اضطرابات هرمونية إن لم يعالج وأهمل، فيمكنه أن يؤدي إلى إثارات عصبية تزيد من الألم مع مرور الوقت، لذا يجب الاهتمام بعلاج المسبب للألم وعدم اعتباره أمراً مسلماً به يصاحب العلاقة الجنسية. هذا فضلا عن مرض السكري الذي من شأنه أن يؤثر على الصحة الجنسية من جوانب هرمونية وعصبية، وكذلك الحال في بعض الأمراض العصبية. ناهيك عن العديد من العقاقير التي قد تؤدي إلى الضعف الجنسي وبالأخص العقاقير النفسية مثل مضادات الاكتئاب. دون نسيان أن العمليات الجراحية في الحوض، من قبيل استئصال الرحم لها أيضاً أثر سلبي على الحالة الجنسية للمرأة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى