حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

هل سكت الشعراء أم أن الأزمنة رديئة؟

ديوان «اعترافات تحت التعذيب»

 

السخرية والمفارقة في الصورة الشعرية

 

حسن بولهويشات:

دشّن بيت الشعر في المغرب، الذي يرأسه الشّاعر مراد القادري، دخوله الثقافي لهذا العام بإصدار مجموعة من الدواوين الشعرية في إطار دعم وزارة الثقافة المغربية للمشاريع الثقافية، لأسماء تنتسب إلى أجيال وحساسيات شعرية مختلفة، وإلى أفق القصيدة المغربية المعاصرة في تنوّعها. وتعتبر إصدارات البيت هذه حدثا شعريّا في حدّ ذاته، بعدما خَفُت التداول الشعري في العقود الأخيرة وصار ممكنا الحديث عن «زمن الرواية» بلغة جابر عصفور.

ومن بين الدواوين التي أصدرها البيت، ديوان «اعترافات تحت التعذيب» للشّاعر رشيد نيني أحد أبرز أصوات جيل التسعينيات في المغرب، الذي ظهرت قصائده في الملاحق الثقافية والمجلات العربية في سنّ مبكّرة، وفي هيئة ناضجة ومكتظة بالروح الساخرة، فيما تميزت جملته الشعرية بالسخاء اللفظي، مستعيرة تقنيات الكتابة السردية. وقد صدر ديوانه الأول «قصائد فاشلة في الحب» (1999) وإن لم يحظ بكرم نقدي على غرار أغلب تجارب الجيل التسعيني في المغرب. فضلا عن «يوميات مهاجر سري» (2000) التي كتبها نيني في إسبانيا وتُرجمت إلى عدّة لغات. غير أنّ نيني سيحظى بكرم القرّاء وإعجابهم حين نجح بأسلوبه وجرأته اللافتة في إيجاد كتابة صحافية جديدة في المغرب. وصار، بفضل عمودٍ يومي ساخر، معروفا لدى المغاربة أكثر من رئيس الحكومة. الملاحظ أن الأقلام الصحافيّة الجيّدة في العالم العربي جاءت من الشّعر وحقول الكتابة الأدبية بأشكالها، وإن كان يصعب على هؤلاء الوفاء للكتابة الإبداعية؛ هناك من يطل ويختفي، وهناك من يستسلم لمهنة المتاعب فتدهسه ماكينة الأيام والزمن إلى الأبد. غير أنّ رشيد نيني حافظ على جذوة الشّعر في مقالاته الصحافية، وظل ينفخ فيها بأنفاسه الصافية.

في «اعترافات تحت التعذيب» يخوض الشاعر تجربة شعرية مغايرة، حيث الديوان عبارة عن قصيدة واحدة بنفسٍ ملحمي متدرج من مقدمة ثمّ وسط وخاتمة، وإن كانت القصيدة قد تمّ توزيعها على شكل مقاطع مرقّمة. كما أن العنوان يضلل القارئ للوهلة الأولى ويُحيل على كرابيج الجلادين وجلسات التعذيب، وعلى ظلام الزنازين المعتمة ومشاهد الرعب العربي، التي تحدّث عنها عبد الرحمن منيف في رواياته المطوّلة، خصوصا إذا عرفنا أن الشاعر سبق أن سُجن لمدة سنة كاملة بسبب مقالاته التي أغضبت جهات عليا. غير أن هذه القراءة الأولية للعنوان سرعان ما تضمحل مع قولة نيرودا التي اختارها الشاعر تصديرا لديوانه: «إن كان لا شيء سينقذنا من الموت، فلينقذنا الحب من الحياة على الأقل». ومع المقطع الأول من الديوان، يظهر أنّ الأمر يتعلق باعترافات من نوع آخر، حيث نقرأ:

«سأقلع عنكِ

كما يقلع مدمن

عن عادة سيئة.

سأتعافى منك

كعاشق يروض ذاكرته

على النسيان

كمريض يتعاطى مضادات حيوية

ضد الحنين.

سآخذ بقية العمر

فترة نقاهة بعيدا عنك

حيث لن تصلني سهامك.

سأوفّر لنفسي المناعة اللازمة

لكيلا يصاب قلبي ثانية

بعدوى وباء الحب الموسمي».

إنّها تيمة الحب، لكن ليس الحب العذري كما في قصائد شعراء العرب القدامى الذين عانوا مرارة الفقد وقسوة العم والقبيلة. ولا ذاك الذي سطع في قصائد الرومانسيين بنبرة التوجّع والحنين مطلع القرن العشرين، بل الحب الذي يعكس تشظي الذات الشاعرة وتوتّرها في عصر العولمة وصراع القيّم، وتبدّل أحوال الناس وطرائق تفكيرهم في ظل سيادة الوعي المديني واهتزاز اليقينيات والعلاقات الإنسانية، بما في ذلك العلاقات العاطفية. إنّه الحب بصيغة الرفض: سأقلع عنكِ/ سأتعافى منكِ/ سآخذ فترة نقاهة بعيدا عنك/ سأوفّر لنفسي المناعةَ اللازمة./

وقبل أن نتقدّم في الديوان/القصيدة، نتوقف عند صورة الشّاعر على الغلاف، حيث يظهر نيني بملامح تعود إلى الفترة التي كان فيها مهاجرا سريّا في إسبانيا، أو بعدها بقليل حين عاد إلى الوطن. ومرجّح جدّا أن الصورة، باعتبارها نصّا موازيا، تتقاطع مع الديوان الذي من المفترض أن يكون قد كُتب في هذه الفترة. باستثناء إذا كانت الصورة هي الأخرى تريد أن تضلل القارئ بتواطؤ من الشّاعر، الذي كثيرا ما تمت دعوته لقراءة الشعر فجلس خلف الميكروفون يقرأ القصة القصيرة. وحوّل غير ما مرّة عموده الصحافي إلى قصيدة نثر صريحة في رهان على ذكاء القارئ.

ومهما يكن من أمرٍ وتاريخ، فقصيدة نيني اختارت صوتها الخاص مبكّرا، ويسهل التعرف عليها وسط عشرات التجارب. وذلك من خلال مجموعة من آليات الكتابة الشعرية، أهمها السخرية التي شغلت حيزا مهما من صفحات ديوانه الجديد، نقرأ:

«لدّي غرفة ضيقة في السطح

وهذا لا يعني أنني أتأمل القمر كل ليلة

فموقفي من القمر

كما تعلمين

سلبي للغاية»

أو حين تلوذ الذات إلى تخوم الاعتزاز الذي لا يخلو من أنانية الشعراء. ويكتب الشاعر كما لو أنه يجلس على أريكة مريحة ويبتسم:

«لطالما حذرتك

وقلت لك إن قلبي غابة موحشة

مليئة بالمصائد المغطاة بالقش

كثيرات قبلك مشين فوقه وسقطن في الفخ.

هل تسمعين هذا الصدى

الذي يشبه الأنين القادم من قلب الغابة؟

إنه صوت سقوطهن المريع

في حفرة الحب العميقة».

الملاحظ أن هذه السخرية تتجاوز كونها ألفاظا متفرقة تتوخّى الاستهزاء وقلب المعنى، بل هي أسلوب يحقق مفارقة تصويرية في النّص الشعري. ويسبر أغوار الذات في مختلف حالاتها مبرزا المتناقضات الموجودة في علاقة هذه الذات بالآخر. غير أنّ هذا لا يعدم وجود بوحٍ صريح بغلالةٍ شفافة من العشق والانتظار، وشيء من الانكسار النفسي، كما هو الأمر في هذا المقطع:

«ليست لي حاسة سادسة

ومع ذلك

لماذا لا يرنّ الهاتف لأجلي الآن

فأجدك في الطرف الآخر من الخط؟

لماذا عندما أركب المصعد

نحو الطابق السادس

لا يتوقف فجأة في الطابق الخامس

لتركبي أنت بالذات؟»

غير أنّ الذات الشاعرة لا تستقر على حالٍ، ولا تطمئن إلى «حبّ موسمي»، إذ يعود الشاعر في جزء وافر من الديوان ليرصد ركام الخسارات وألوان القسوة، ويكتب بلسان المجرّب الذي خبر الحياة، وبما يشبه وصايا في الحب عبر متواليات من الصوّر الشعرية:

«الحب هو الوجع الخادع

في رحم امرأة تتوهم الحمل

عواء ذئب جريح

ضيع قطيعه وراء فريسة أذكى منه.

الحب هو صوت الارتطام المفاجئ

لطائر جريح بزجاج النافذة

القطرة الباردة

التي تتجمع في السقف

مثلما تتجمع الأحقاد

في قلب تسكنه الوحدة».

وقد أضفى تكرار كلمة «الحب» في هذا المقطع، كما في مقاطع كثيرة من الديوان، تأكيدا على دلالة الاستمرار في الزمن، بتظافرٍ مع فعل المضارع بصيغته وسياق توظيفه، الذي مَنحَ النّص دينامية وحياة وتجدّدا في الإيقاع. لنلاحظ كيف حشد الشّاعر أفعال المضارعة بشكلٍ مهولٍ في هذا المقطع، وجعل «القلب» هذا العضو العضلي، يتكلّم ويمشي، بل يركض فيلهث وربما تَعبَ وجلس فوق كرسيٍّ واستراح إلى الأبد:

«سيقولون لك/ يجب أن تستمع إلى حديث القلب / وأن تتبعه إلى حيث يسير /لكن القلب لا يقول شيئا/ ولهذا لا أحد يستمع إليه/ وأيضا لا يمشي في أي اتجاه/ القلب يركض فقط/ لذلك يخفق/ ويلهث طوال الوقت/عندما يتعب/ يتوقف/ يجلس فوق كرسي في الطريق/ويستريح إلى الأبد».

ديوان «اعترافات تحت التعذيب» نموذج قصيدة النثر العربية التي راهنت على المعنى والدلالة بَدَل اللفظ، وعلى الصوت الداخلي وتعدّده بَدَل الإيقاع الخارجي، وعلى اشتباك المخيلة بالفكر، وذلك في تركيبةٍ شعرية أساسها السخرية والمفارقة في الصورة الشعرية. وأيضا نموذج قصيدة جيل التسعينيات في المغرب، الجيل الأكثر حداثة وخصوبة في المشهد الشعري المغربي، والملعون والمظلوم نقديا.

خمسة شعراء: التجارب الوجودية هي منجم الشعر

 

 

أصدر بيت الشعر في المغرب عدة مجموعات شعرية لشعراء مغاربة. طرحنا أربعة أسئلة على بعضهم وأجابوا عنها في الحوارات الآتية. وفيها تبرز وجهات نظرهم في النشر والشعر وما يتعلق بهما. الشعراء هم:

المعتمد الخراز، محمد بشكار، عبد الحق ميفراني، عبد الحق بنرحمون وحفيظة الفارسي. أما الأسئلة التي وجهت إليهم فهي:

1- ما شعور الشاعر وهو يصدر مجموعته الشعرية؟

2- صف لنا الأجواء السائدة في مجموعتك: الموضوعات، الأفكار، اللغة.

3- ما رأيك في الشعر المغربي اليوم؟

4 – هل تؤمن بمقولة أزمة الشعر؟

المعتمد الخراز: المعتصم العلوي شاعر الحماسة المغربية الجديدة

 

1

تعتبر لحظة إصدار مجموعة شعرية بالنسبة للشاعر لحظة فرح وانتشاء وانتصار؛ هو فرح لأن الشاعر يعلن من خلالها للعالم عن ولادة كائن لغوي جمالي استوت صورته، بعد أن وفر له ما يستحقه من حسن، وانتشاء بعد ما بذله من جهد في تشييد عوالمها وتنقيحها وترتيبها، وانتصار على التشتت والضياع الذي قد يطال نصوصه – مرآة ذاته – وهي موزعة هنا وهناك.

ولا شك أن شعور الشاعر وهو يجمع نصوصه في كتاب (مجموعة شعرية أو أعمال شعرية كاملة) هو ذاته ينتاب جامع أشعار غيره، أستحضر هنا عمل علمائنا القدامى وهم يجمعون أشعار من سبقوهم ويصنعون دواوينهم، أو عمل المحدثين وهم يحفرون في الكتب والمخطوطات لإماطة اللثام عن تجارب شعرية علاها الغبار بجمعها وتحقيقها.

 

2

يعتبر الشاعر المعتصم العلوي أحد شعراء «الحماسة الشعرية الجديدة» أو التجربة الشعرية الجديدة في المغرب، الذي أعلن ميلاد صوته الشعري في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال نشر قصائده في الصفحات الثقافية المغربية، وإلقائها في الأمسيات الشعرية، لكن وفاته المبكرة في بداية الأربعينيات من عمره (1961-2003) لم يمهله حتى يعانقها وهي مجموعة بين دفتي كتاب، فظلت موزعة هنا وهناك، إلى أن بادرتُ رفقة الشاعر أسعد البازي بجمعها وترتيبها ونشرها مؤخرا، أما السبب الكامن وراء عملنا هذا فيتمثل أولا في توثيق ذاكرتنا الشعرية، وثانيا لما توفر في قصائد المعتصم من جماليات على المستوى الموضوعي والفني، فقصائده تغرف من محبرة الذات، دون أن تنفصل عن الجماعي، لتعبر عن حالة الرحيل والحزن والفقد، وهو ما يجعل قصائده ذات رؤيا شعرية يتقاطع فيها الألم والأمل. ولم يكن للمعتصم أن يشيد عالمه الشعري لولا توسله بسمات جمالية منحت قصيدته خصوصية، أهمها حيوية الإيقاع الذي يراهن على الأذن والبصر، وإشراقة اللغة التي تتقاطع فيها مستويات لغوية متجانسة، ينهل بعضها من اليومي، ويستثمر بعضها الآخر المجاز والرمز والأسطورة، أما الصورة الشعرية فتتسم بقدرتها على الإدهاش لتوفرها على سمة الغرابة، وهو ما يجعل التأويل المدخل الأساس لتلقي شعر المعتصم العلوي.

 

3

الجغرافية الشعرية المغربية اليوم تشكلها لغات مختلفة، وتلوينات لهجية متنوعة، كتب بعضها بالفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية وغيرها من اللغات، وبعضها الآخر كتب باللهجة الحسانية والأمازيغية والعاميات العربية المحلية، لذلك يصعب القبض على هذه الجغرافية من لدن قلم واحد وفي مساحة حوارية مثل هاته. لكن يمكنني أن أخص الحديث عن الشعر المغربي المكتوب بالعربية، لأقول إنه يتسم اليوم بغناه وتنوعه وحركيته، وقد ساهمت جملة من العوامل في تحقيق هذه الخصوصية الشعرية المغربية، أهمها مساحة الحرية التي بات يعرفها المغرب على مستوى التعبير، الذي وجد صداه على المستوى الشعري، فتعددت مرجعياته بين التراثية والحديثة والحداثية، ثم الحوار الشعري الكوني، الذي فتح الأفق الشعري المغربي على تجارب شعرية أغنت وعي الشعراء ونصوصهم ورؤاهم.

 

4

الحديث عن «أزمة الشعر» هو حديث بصيغة الجمع، لأنها أزمة ذات مستويات مختلفة، منها ما يتعلق بأزمة تداوله وأزمة تلقيه ونقده وتأويله، وأزمة نشره، وأزمة جمعه وتحقيقه، وغير ذلك، لكن يمكنني اعتبار جوهر أزمات الشعر هي أزمة الشعر في ذاته، أي باعتباره جنسا أدبيا، حيث تعتبر الأزمة دليل حيويته وديناميته وعنفوانه، إذ كلما جفت مياه أزمات الشعر إلا وانتهى إلى السكون والقحط والموت (الرمزي). إن الشعر منذ أن كان وهو يتنفس هواء أزماته، به يجدد جسده وروحه ورؤاه، ويمكننا أن نقرأ تاريخ الشعر العربي، حتى يتبدى لنا أنه كلما استكان الشعراء لمفهوم شعري محدد وشِرعة ثابتة، إلا ولجوا عوالم مكرورة وجماليات معادة مستنسخة، بينما يفتح الشعراء المسكونون بروح الأزمة آفاقا شعرية جديدة ومسالك إبداعية مختلفة، نستحضر هنا إشراقات الوعي بأزمة الشعر مع الشعراء المحدثين وشعراء التصوف وشعراء الموشحات والشعراء الرومانسيين وشعراء الحداثة، وغيرهم ممن كتبوا نصوصهم بحبر أزمة الشعر، فجاءت أفقا جديدا ومتجدداً.

 

محمد بشكار: الانفتاح على مجالات لا تكرّرني

 

1

لو كان هذا السُّؤال يخُصُّ ديواني الأول «ملائكة في مصحات الجحيم» الذي صدر عام 1999، أي منذ ثلاث وعشرين سنة، لربما اعْتَرتَني الحماسة في الجواب عن ماهية شعوري وأنا أُصْدِر ديواناً، ولَرُبّما احتاج تدفُّق كلماتي من فرْط دهْشةٍ يسْتثيرُها عملٌ تأتيه لأول مرّة، لِضمادٍ طويل يلْئِم النّزيف، ولكن والأمر يعني صدور ديواني الخامس، أسْتطيع القول إنّي تجاوزتُ هذه اللذة التي تزول وتفتُر بتوالي النَّشْر، وأصبح يعْنيني الشِّعر أكثر، هل خرجتُ من الدائرة.. ربما.. وأقصد دائرة آخر ديوان أصدرته عام 2013 ويحمل عنوان «عبثا كم أريد..» (دار توبقال بالدار البيضاء)، هل وأنا أفتح غلافَيْ ديواني الجديد (2022)، وجدتُ بابا آخر مفتوحا على أفق جمالي مُغاير لا يُكرّرُني، ليس ثمة ما يقتُل الشِّعر سِوى احتفاظه بنفْس الملامح في كلِّ الأعمار، أستطيع التأكيد أنّ الشِّعر أو الشاعر وهو يتقدَّمُ في التَّجْربة، لا ينْتابه إلا شعور واحدٌ حين يَصْدُر ديوان جديد، هو التَّخلُّص من محْنة.. أمّا ما يتبقى لا يعنيه بما أنه أصبح يعني القارئ.

 

2

كان بودِّي أنْ أسمِّي هذا الديوان «كِتاب الأرق»، ولكنِّي وجدتُ هذا العنوان مُسْتَهلَكاً تحملُه كتبٌ غرْبية وعربية، ذلك أنّه ثمرة تجربة مَرَضِيّة عصيبة، ألمْ أقُل إن التقدُّم في الشِّعر مِحنةٌ وليس مِنْحة، وما زلتُ حائراً في العنوان حتى اهتديتُ لِمَا يتناغم مع تيمة «الأرق» وأسميتُه «حُلُمٌ أعلى الوسادة» (منشورات بيت الشعر في المغرب/2022)، ففي عام 2015 انْقَصَم ظهري ولم أعُد أستطيع الوقوف أو المشي، وأفقَدني حريقُ الألم النوم، أصبحتُ أزاول مهنتي من البيت بالبريد الإلكتروني، ولن أُبالغ إذا قلتُ إنَّ تجربة الألم صَقلتْ مع جسدي الكلمة، تماما كما تبْري النار المعادن، لن تُصدِّق، أخي محمود، إذا قلتُ إنّ التجربة الحياتية في فرحها أو ترَحِها تمارس انعكاساتها على النص الشعري، سواء من حيث الشكل أو المضمون، وكما تخلَّص جسمي في محنة المرض من كل الزوائد لأصير جِلدا على عظم، ألْقى الشِّعْر أيضا كل الكلمات التي تُثْقل كاهله بالدَّسَم المُعْجمي أو الصخب الملحمي، أصبحتِ الكتابة الشِّعرية، ولوْ في نص طويل، صِنفاً من القبض على الصورة ولكن بأسلوب الشذرة الحارقة، ولا غرابة حين تضيق بالشاعر السُّبل أن يلتمس العزاء في ما يقُضُّ مضجع الإنسانية، لذلك ستجدني، في هذا الديوان، إمّا عاشقا مُتغزِّلا ينبش عن قلبه المدفون في التفاصيل والذكريات، أو مُواسياً للمأساة !

 

3

أرى أنّه من الخطأ أن ننْساق مُتدفِّقين على ذقوننا مع الأحكام الجاهزة التي تسْتأسِد بالرأي الشعري العام السائد، هل يجوز حقاً أن نقول (الرأي الشعري العام)، نكاد نعْتمد هذه العبارة بعد أنْ أصبح عددُ منْ يكتُب الشِّعر يومياً في فيسبوك يقدر بـ 30 مليون نسمة، أمّا من وجْهة تقوْقُعي محدود الانتشار فأُومِن أنّ الشِّعْر حالةٌ خاصة وليس غفيرا أو جماهيريا، لحْظةٌ جمالية لا تتكرّر والإمعان في تمْطيطها مُجرَّد اجْترارٍ لِما لا يفيد أحدا، أنا لا أسْخر ولكن الأكيد أنّ ثمة الرديء والجيِّد في كل الأشكال الأدبية، في الشِّعر والرواية والقصة والمسرح، ثمة من يكتب كيف ما اتَّفق ويدعُها تَسْرَح.. وثمة من يعتبر الكتابة مسؤولية أدبية غير مأمونة العواقب، تجدُه يُصْدر عوض الديوان عشرة في ظرف أشهر معدودة اللهم لا حسد، ألا يدرك أنّه ليس ثمة أفظع من السُّقوط من عين القارئ، لا أعرف لِمَ يهرب منّي هذا السؤال حين أطارده بالجواب، ربَّما لأنِّي مفعمٌ بالأمل ولا أريد أن أسُد الباب، أو ربما لأني واحدٌ مِن الشِّعر المغربي وأرفض بإصدار أحكام جاهزة أنْ ألغي نفسي !

 

4

الأفضل التحدُّث عن أزمة الشَّاعر عوض أن نُلقي باللائمة على الشِّعر، فالكلمة التي تجْري بأسطرها في الرواية أو أي جنس أدبي آخر، هي نفسُها التي تملأ وبشُحْنة نوعية وقوية فصول الرواية، يجْدُر أن نسأل لِمَ أصبحت دور النشر ترفض طبْع الشِّعر، ولماذا تُغلِّبُ منطق السوق التجاري وتغيِّب المسؤولية الثقافية، أليس المفروض في دور النشر، خصوصاً ذات التاريخ العريق، أنْ تُقدر كل الأجناس الأدبية وتحترم الأسماء، عجبي كيف ترفض دار نشر يدعي صاحبها أنه مثقف طبع ديوان شاعر معروف في العالم، هنا تكمن أزمة الشِّعر أيْ في القرارات النفعية التي تحدُّ من تداولية عمل الشاعر !

 

عبد الحق ميفراني: الشعر المغربي محكوم ببنية التعدد والتنوع

 

1

عندما يصدر لك عنوان شعري جديد لا يعني بالضرورة أن أفترض كتابا جديدا ينضاف إلى بيبلوغرافيا معينة بقدر ما يترجم أسئلة تتبلور ضمن تجربة ومسار طويل تحاول جاهدا أن تبحث عن تلك القصيدة المنفلتة والتي تلامس سؤالا أنطولوجيا يتعلق بالوجود.. وسؤال دوما يشغلني الأثر الذي نرى من خلاله استعاراتنا التي نتركها خلفنا ونرى من خلالها العالم، وثالثا سؤال الكتابة الشعرية نفسها كسؤال معرفي جواني يقودنا إلى مجازات اللانهائي.. ومن ثم تلك الكينونة الهشة اليوم..

 

2

من طبيعة الشعر المغربي أنه ظل رهين سؤال الخصوصية، ويبدو أن سؤال القصيدة المغربية الحديثة يبدو مدخلا فضفاضا للتوصيف. هناك سيرورة تاريخية والتباسات تتعلق بمرجعيات تاريخ الشعر المغربي وطبيعة القضايا التي تتطلب منا المقاربة.. جل الأفكار التي تأملت بنيات هذه الجغرافية الشعرية الأطلسية والمحكومة ببنية التعدد والتنوع الثقافي افترض أنه أعطى إخصابا مضاعفا للنص الشعري  المغربي.. ثمة حراك لافت على مستوى الإصدارات والعناوين والحضور في المشهد الثقافي.. لكن لا زلنا إلى اليوم، ورغم التراكم الذي تحقق، لم نتمثل هذا الأفق الخصب للقصيدة المغربية الحديثة إبداعا ونقدا وترجمة..

 

3

ليست هناك أزمة بالمرة. هناك وضع أشبه بمجازات الزمن، حضور جنس أدبي بشكل لافت على آخر وخفوته من بعد.. لاحظ أننا نعيش زمنا روائيا بامتياز وفي الآن نفسه حضورا لافتا للشعر إبداعا وحضورا في المشهد الثقافي ككل.. السؤال لا يتعلق بأزمة الشعر ولا جنس إبداعي بعينه بل بسؤال هيكلي يتعلق بقضايانا الثقافية والفكرية الكبرى وبحضور السؤال الثقافي ضمن السياسات العمومية وبوضعية القراءة والكتاب والنشر.. سلسلة من قضايا قد تفيد في تمثل واقعنا الثقافي والفني، الذي يشهد طفرة تحولات داخلية لا يتم رصدها بالنقد والتقصي والمقاربة.

عبدالحق بن رحمون: أهدي المجموعة لأمي الراحلة ووالدي الذي اختطفه وباء كورونا

 

1

صدور عمل شعري جديد، من الورق، يبعث الفرح والطمأنينة، وخصوصا إذا كان صادرا من طرف مؤسسة ثقافية عريقة مثل «بيت الشعر بالمغرب».

كما أن صدور عمل شعري، مع انطلاق الموسم الثقافي الجديد، يعتبر مؤشرا على أن القادم أجمل، لأن ذلك بمثابة قطف الثمار في موسمها لزرع طاقة إيجابية في الروح ولمواصلة المشروع الشعري، الذي يحتاج إلى مجهود وتأمل وعزلة وسفر.

 

2

أجدني أصف ديواني الجديد الموسوم بـ«وجهي في النهر يدي في البياض» بعمل شعري بدل تسميته بمجموعة شعرية، لأنني اشتغلت عليه بشكل متكامل في تيمة واحدة وخيط ناظم. كتبته بكل جوارحي وروحي مادام القلم عنوانا للشريان، والأصابع التي تضغط على الكيبورد فتصير الكتابة طاقة روحية محملة بالواقع فتعجنه وتطرزه بصيغة خيال.

وأنا أخفي دموعي في عزلة ما بين النهر وظلال الروح، كتبت عملي الشعري مداهما بعزلة إرادية وبغياب وبفقدان أليمين. ماتت الأم- العتبة – التي كنت أتوسد أفياءها وشجرها وإلهامها، ومات الأب بعدها بسنة متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا، وكان الوالدان كل شيء في حياتي، هما العمودان اللذان كنت أستند عليهما.

ورغبت أن أكتب، وأكتب لأتملى صورهما وروحهما حتى لا تغيب شمسهما عن روحي، وتظل روحهما في شموخ.

لقد علماني الثبات والوسطية والاعتدال، والحب وكل مضامين تفسيرات الجمال، ومعاني الحروف للسمو بها في جلال روحي وصوفي.

فالأوجاع والانكسارات غيرت مجرى حياتي، وغيرت، أيضا، تجربتي الشعرية في معانيها ورؤيتها للأشياء والوجود.

وجدتني، في اشتغالي الذي دام سنتين على عملي الشعري الموسوم بـ «وجهي في النهر يدي في البياض»، أرتقي بالكائن الواقع إلى الممكن الشعري الحالم الأبهى جماليا وإنسانيا.

وأنت تقرأ العمل الشعري ستجد تيمات الإيمان والأمل والأمومة، والأبوة والوفاء والمطلق، بلغة تفتح أفق الشعر على الصفاء والمطلق.

 

3

الشعر المغربي الآن صار يضاهي الشعريات العربية والعالمية، وسؤالك، صديقي الشاعر محمود عبد الغني، الذي اتسم بوصف «الشعر بالمغربي» أعجبني لما فيه من خصوصية شعرية مغربية.

وهذا ما يتميز به عدد من الشعراء من مختلف الأجيال الذين استثمروا فروسية التراث والتاريخ والكينونة المغربية من خلال جذور متوارثة عبر الأجيال، كما يجب أن لا ننسى أن الوجدان المغربي المشترك ارتبط بحضارات عريقة استقرت بحوض البحر الأبيض المتوسط.

أما على مستوى آخر، فالشعر المغربي متعدد الأجنحة والأشرعة، وبطبعات ولغات ولهجات متعددة، من خلال ما ينشر من أعمال شعرية ودراسات نقدية، وتظاهرات ومهرجانات شعرية، وعلى مدار السنة نجد تراكما نوعيا وإصغاء وإنصاتا للذات وللواقع الذي لا يتوقف عن النبض والحفر بالإزميل.

ولكن، هناك من ينظر إلى ما ينتج أو ينشر من شعر، في مختلف تلاوينه وتعابيره، وأشكاله بنظرة فيها طاقة سلبية، أو نظرة ممزوجة بذاتية وعصبية، فلا يرى الكأس إلا فارغة بلا جمال ولا ارتواء، أو تجد من يطالب بمشهد أدبي بالأبيض والأسود، حتى يكون المشهد الشعري كئيبا وبدون شعراء.

 

4

أزمة الشعر متجددة بحسب الظروف والأزمنة، ويبقى باستمرار الترقب لتجاوز الأزمة والخروج من عنق الزجاجة، والبحث عن أشكال جديدة، والأزمة الشعرية متحورة، لا شكل ولا لون لها، ولا يمكن القبض عليها بقفازات من حرير، فهي خشنة وتعرقل مسار الإبداع.

إنها، أيضا، أزمة مرتبطة بكل البلدان والشعوب، وباقتصادها وبمسيري شأنها العام، ولا تتدخل فيها المؤسسات الثقافية الرسمية إلا بشكل ضئيل، وفي مناسبات قليلة للتخفيف من تداعياتها.

حفيظة الفارسي: صرخة أولى تعلن عن وجودنا

 

1

هل يمكننا أن نصف الصرخة الأولى التي تعلن عن وجودنا؟ صرخة مشوبة بدهشة البدايات؟ إنها عملية تشبه الى حد ما لحظة الولادة بأوجاعها ومخاضها وقلقها. ذلك التردد والتخوف من إعلان تمارينك الأولى في الكتابة على الملأ. هل ستكون في مستوى انتظارات القارئ، وما هي درجة تلقي مولودك الأول من طرف الآخر، خاصة وأنت تعي تماما نسبة المقروئية في بلدك والحيز الذي يحتله المقروء الشعري ضمن هذه المساحة الضيقة للقراءة.

تراودك العديد من الأسئلة وقد أصبحت تحت الأضواء الكشافة: هل استعجلتَ النشر؟ هل ستكون كمن يضرب بكفيه في الماء ليصبح حجرا؟

إنك تعي هذه الإكراهات كلها، لكنك مصر على تكرار هذه الطّرْقات ليسمعك الآخرون. شيء ما داخلك يصر على الخروج والتوحد مع الضوء.. إنها لذة الكتاب الأول وربما الاعتراف الأول. لكن هل يحتاج شاعر إلى اعتراف رسمي؟ الشاعر الحقيقي يولد قبل عملية النشر لا بعدها.

وأنت في غمرة أو سكرة هذه اللذة، تسرقك أسئلة وليدة من قبيل: كيف ستنفلت من ورطة المجموعة الأولى؟ ينتابك القلق من التكرار أو من التوقف خاصة إذا لم يحدث التلقي الذي كنت تنتظره. صحيح أن «بيانك الشعري»، في نظرك على الأقل، محكوم منذ البداية بحدوث «انقلاب» أو ثورة ناعمة في ما سيأتي من كتاباتك المقبلة، لذا عليك، منذ صدور هذا البيان، أن تحسن الخطو فوق حبال الشعر حتى لا تسقط في التجربة الثانية، وقد تحتاج إلى التأني والانفتاح على ضفاف وتجارب شعرية عديدة لتكون أنضج من ذي قبل.

 

2

ديواني الأول «خوذة بنصف رأس» الصادر عن بيت الشعر في المغرب الشهر الماضي، يأتي بعد مساهمات عدة في كتب جماعية «عبد الرحمان اليوسفي تنطفئ الأيقونات لكنها لا تموت» و«المتشظي» شهادات عن الشاعر الراحل عبد الحميد بنداوود، «الطفل الذي كنته».

لكن تجربة الديوان الأول، الآن، تسكنني بقلقها وبهواجسها. ولأنني ككل الشعراء، أراهن على الخسارات وأظل مشدودة إلى الأسئلة أكثر من بحثي عن أجوبة لا تمنحها القصيدة، لم أدرج فيه بعض القصائد القديمة التي لمستُ فيها ارتهانا للإيديولوجي الذي يسقط عنها شرطها الجمالي. لهذا فكل مواضيع القصائد المضمنة بالديوان، أصر فيها على المشي بين فخاخ الحياة السائلة بتعبير «زيغمونت باومان»، دون أن أقع في شركها: الحب السائل، الثقافة السائلة، الخوف السائل. إنها رحلة جوانية يتجاور فيها المقدس بالمدنس، الحب بالخوف، الفرح بالقلق. أسئلة وجودية تطرحها الذات في علاقتها بالآخر، بالأشياء، بالهوية والانتماء، بحثا عن يقين يظل الشاعر حاملا ألواح تيهه طيلة حياته في انتظاره. الديوان محصلة قراءات مثقلة برمزية الفلسفي والديني والإنساني وتجارب الشخصي التي نُثرت كشظايا ذات تقاوم الانهيار، شعريا، في اشتباكها اليومي مع معطيات الواقع.

كل هذه التشظيات والاقتراحات الجمالية صغتها من خلال لغة بسيطة لكنها بعيدة عن الإنشاء الرخو، ومن خلال صور شعرية تتجاور فيها الموسيقى مع الرسم والمشهد عبر الاستعارات والمجاز، أحاول، من خلالها، البحث عن حياة موازية.. حياة ثانية في مقابل الحياة التي لم أعشها، أو لم نعشها.

 

3

لقد أسهمت التجربة الشعرية المغربية منذ بداياتها في بناء الشعرية العربية المشتركة، وفي مساءلة المشترك الإنساني، ولا أدل على ذلك من الترجمات العديدة وبكل اللغات للعديد من الدواوين الشعرية المغربية. وربما الشعراء الجدد أو الحساسيات الشعرية الجديدة التقطت هذه الإشارات، وفهمت أن الكتابة الشعرية يجب أن تتأسس من هذا المنطلق، أي ذلك الصوت الإنساني المشترك المتصادي، الذي ننصت إليه وينصت إلينا، بغض النظر عن مسألة الخصوصية والإيغال في الذات وتباريحها.

أظن أن الأصوات الشعرية المغربية، اليوم، استطاعت أن تخلق وعيها الشعري وأن تمتلك رؤية مرجعية تتقاطع مع الكوني والعالمي، وتترجم تمثلات القصيدة المغربية اليوم حول العالم وقضاياه.

 

4

علينا أن نميز في هذا الباب بين أزمة الشعر كأفق واختيار جمالي، وبين أزمة نشر الشعر. وأنا متفقة تماما في ما يخص الشق الثاني المتعلق بالنشر، فأغلب دور النشر تتلكأ بل وترفض نشر الأعمال الشعرية، خاصة للشعراء الشباب وغير «المكرسين». أما الحديث عن أزمة الشعر كاختيار كتابي وجمالي، فأظن أنها مرتبطة، في جزء منها، بالشاعر الذي انكفأ على أسئلة الجواني والخبيء من عتماته، ما قد يشوش على عملية التلقي ويجعل أمر فتح مغاليق دلالتها عسيرا على القارئ العادي. قراء الشعر أيضا قليلون ومساحات تلقيه أصبحت تتضاءل يوما بعد يوم رغم كل المقاومات.

إن الأزمة، في نظري وبشكل عام، هي جزء جوهري من عملية الخلق الشعري. إنها ذلك المرهم الذي يمنع تسلل التجاعيد إلى وجه الحياة وجسد القصيدة. فالتكرار والتشابه واستنساخ التجارب الشعرية، لا يمكنه أن يقتل الشعر. قد تكون هناك فترات استراحة، لكن الشعر باق وقادر على بعث عنقائه من أراض أخرى.

الشعر حالة وليس وجودا لغويا فقط، لأنه موجود في ثنايا الأشياء وفي روح العالم، قد يجد له امتدادات أخرى في فنون أخرى، كالسينما والمسرح والفن التشكيلي، وهذه هي الحياة الأخرى للشعر أو الإقامات المتعددة للشعر حين يغادر فضاءه التقليدي: الورق فيزهر في حدائق أخرى كانت في البداية أرضه الأولى، فكيف نتحدث عن أزمة إذن؟

حوار مع رئيس بيت الشعر مراد القادري

 

التزام بيت الشعر بوتيرة متقدمة في النشر والترجمة مسألة جوهرية

 

حاوره: محمود عبد الغني

– مرحبا بك في الملحق الثقافي. نريد منك إعطاءنا بعض الأخبار الجديدة عن بيت الشعر في المغرب.

– أوّلا وجَبَت الإشارة إلى أنّ الموسم الثقافي الجديد، بالنسبة لنا في بيت الشعر، يبدأ على نبْض وإيقاع عُهدة جديدة، وذلك بعد أن انعقد، في صيف هذه السنة، المؤتمر العام تحت شعار «الارتقاء بصورة الشاعر المغربي»، حيث قام بتقييم أداء وعمل المؤسسة، ورسم ملامح الفترة القادمة 2022/2026، التي نتطلّع إلى أن تكون في مستوى انتظارات المغرب الثقافي والشعري.

ومع بداية الدخول الثقافي الجديد، كنا أول مؤسسة ثقافية تُعلن عن جديدها، وذلك بالكشْف عن منشوراتها التي تصدُر ضمن برنامج الدّعم الذي ترعاه وزارة الثقافة، والذي تغيّب لسنتين مُتتاليتين بسبب تداعيات جائحة كورونا، وعندما انطلق من جديد، واستبشرنا خيرا بذلك، تأخّر الإعلان عن نتائجه التي كنا نتطلع إلى أن تظهر قبل المعرض الدولي للكتاب والنشر (الرباط/ يونيو 2022 ) حتى يتاحَ لنا عرضُها وجعلُها مناسبةً لتدارك الفراغ الذي رانَ على الحياة الثقافية وتضرّر منه الحقل الثقافي عامّة، وخاصّة قطاع النشر، مِما خلّف حُزنا لدى عدد كبير من الكتاب المغاربة الذين سبق لهم أن أوْدعُوا منشوراتِهم لدى بعض مؤسسات النشر، ومن بينها بيت الشعر في المغرب، الذي توصل بأزيد من 55 مشروعا للنشر، توزعت ما بين الديوان الشعري، والنقد والترجمة.

من جهة أخرى، وارتباطا بمجال النشر، وقّع بيت الشعر في المغرب اتفاقية شراكة وتعاون مع دار النهضة العربية ببيروت، من أجل وضع مجلة «البيت» وعدد من منشوراته ضمن منصات البيع الإلكتروني. وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل صوتَ المغرب الثقافي والشعري يصلُ إلى جغرافيات يتعذّر الوصول إليها بسبب مُعضلات التوزيع الداخلي والخارجي.

أما على مستوى التنشيط الثقافي والشعري، الذي يُعتبر أحد الأدوار الموكولة إلينا، فإن بيت الشعر في المغرب أعلن، خلال الفترة الأخيرة، عن تنظيم ثلاث أمسيات شعرية، خاصة بكل من الشعراء عبد الحميد جماهري، صلاح الوديع وعائشة بلعربي، وهي الأمسيات التي تندرج ضمن ملتقيات الرباط للصورة.

 

– حظي بيت الشعر بدعم وزارة الثقافة من أجل طبع الكتب والقيام بالأنشطة. وصدرت فعلاً مجموعة من العناوين الجديدة، بين تأليف وترجمة. ما معايير اختيار المجموعات الشعرية والموافقة على طبعها؟

– فعلا، وكما سبق لي أن أشرت إلى ذلك في جوابي عن سؤالكم الأول، فقد أنهَينا في بيت الشعر الاستعدادات لإطلاق حفل تقديم المنشورات الجديدة والتي حظي فيها الشعر بحصة الأسد، ولا غرابة في ذلك، فنحن مؤسسة من أولويات عملها النهوض بالشعر المغربي وإتاحة المجال للشعراء المغاربة لإصدار دواوينهم، خاصة بعد أن صار غالبية الناشرين في المغرب يرفضُون طبع الديوان الشعري بسبب هوسٍ تجاري صرف، لا يرى في نشر الشعر أي فائدة، وهو الأمر المؤسف حقا، والذي يعكسُ تخلّفا لا يمكن لنا إلا أنْ نتصدّى له ونُواجهه بمواصلة نشر الشعر وتعميم حضوره في المجتمع والحياة تعزيزا للحقّ في الحلم والخيال. ويمكن لي أن أقول لك إنه، ضمن المنشورات الجديدة، توجد باقة من 16 عنوانا شعريا جديدا، ويتعلق الأمر بـ:

– ديوان «حين فرّ يوم الاثنين»، للشاعر أحمد بلبداوي؛

– ديوان «يغنون وهم يفكون القمر من شباك الصيد»، للشاعر محمد الصابر؛

– ديوان  «ظلال ضاحكة في شارع سوريالي»، للشاعر عبد السلام المساوي؛

– ديوان «اعترافات تحت التعذيب»، للشاعر رشيد نيني؛

– ديوان «حلم أعلى الوسادة» للشاعر محمد بشكار؛

– ديوان «يوم ميلادك، نوّر اللوز»، للشاعرة دليلة فخري؛

– ديوان «عتبة تشايكوفسكي»، للشاعرة أمل الأخضر؛

– ديوان «أنفاس الكينونة»، للشاعر عبد الحق ميفراني؛

– ديوان «أتقَرى أشهى ما في السراب»، للشاعر رشيد منسوم؛

– ديوان «وجهي في النهر… ويدي في البياض»، للشاعر عبد الحق بنرحمون؛

– ديوان «كل ما تراه ليس لأحد»، للشاعر محمد أنور محمد؛

– ديوان «أمسية قرب النهر»، للشاعر ابراهيم الكراوي؛

وضمن سلسلة الديوان الأول:

– ديوان «خوذة ٌ بنصف رأس»، للشاعرة حفيظة الفارسي؛

– ديوان «لا تقصص رؤياك على إخوتك»، للشاعر مبارك السريفي؛

وفي تحيّة خاصة، يَصدرُ ضمن المنشورات  نفسها:

– ديوان «مدارج الدائرة»، للشاعر الراحل حكيم عنكر؛

– ديوان «الأبيل»، للشاعر الراحل المعتصم العلوي؛

وحتى أعود للإجابة عن سؤالكم، فإنّ ثلثي هذه اللائحة، أي 11 من 16 ليسوا أعضاء في بيت الشعر، وهو ما يكشف أنّ المعيار الوحيد لاختيار الشعراء هو القيمة الشعرية، ويكشف، كذلك، أنّ بيت الشعر في المغرب مفتوح أمام جميع من يقدّرون القول الشعري، ويُضيفون إليه من جُهدهم وخيالهم ودمِهم ما يمنحُ للقصيدة المغربية استدامتها وتجدّدها، ويعطيها القدرة على التطور لغة وبناءً ورؤية.

 

– ما الخطوات التالية بعد طبع الكتب، هل ستوزعونها على نطاق واسع؟

– هذه نقطة جد مهمّة، ولنا أنْ نعترف، في بيت الشعر في المغرب، بأنها تشكّل خللا في تدبيرنا الثقافي، ذلك أنّ مجلة «البيت» وكذا المنشورات التي تصدُر عنه، تجدُ صعوبة في التوزيع الشامل الذي يغطي تراب المملكة، بل والحضور خارج الوطن.

على أن المسؤولية في ذلك لا تقعُ فقط على رأس بيت الشعر وإدارته وحدهما، بل تتخطاهما إلى أطراف أخرى، كشركات التوزيع، التي ترفض أن تتسلم الإصدارات إلا بضمان شيك مالي يسلّم لها، ووزارة الثقافة التي يتعين عليها أن تضع استراتيجية واضحة لتوزيع الكتاب المغربي عبر خلق نقط للقراءة، وتشجيع المستثمرين على ضرورة إحداث شركات في هذا المجال لفك الاحتكار الذي تمارسه الشركات الموجودة حاليا في السوق.

كما يمكنُ استدراجُ أطرافٍ أخرى لدعم توزيع الكتاب المغربي، كوزارة التربية الوطنية، التي تتوفر على شبكة واسعة من المؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية، التي يمكنها استيعاب الكِتاب المغربي واستضافته في كلّ حجرة دراسية.

في انتظار ذلك، ما علينا، في بيت الشعر في المغرب، إلا أن نستهديَ بالتّوجيهات والتوصيات التي وضعها بين يدينا المؤتمر الأخير لبيت الشعر والتي دعا فيها إلى اقتراح صيغ جديدة وحديثة تتيح لكافة المنشورات أن تصل إلى مختلف جهات المملكة، كالمشاركة في كافة المعارض الجهوية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة، وتنظيم قوافل لعرض المنشورات، خاصة في المناطق التي تعرف ضعفا في الحضور الثقافي، والمساهمة في تطعيم بعض المكتبات القروية، والخيريات والسجون وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والثقافية والتربوية، وكذا التعاون مع الجمعيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني في هذا الشأن.

 

– نلاحظ في منشوراتكم مجموعة من الترجمات الشعرية.

– حظيت الترجمة، دوما، بمكانة معتبرة ضمن برامج بيت الشعر في المغرب. وبخصوص منشورات هذه السنة، سنجد أن البيت قدّم كتابا هامّا للصديق الباحث بنعيسى بوحمالة «أرثر رامبو.. مقاربات، شهادات، إضاءات»، وكتابا آخر للشاعر الإسباني جوردي دوثي، من ترجمة سمير مودي، تحت عنوان «لم نكن هناك». كما أصدر كتاب «قصائد متفائلة في زمن الجنون»، وهو عبارة عن مختارات شعرية للشاعر الأمريكي تشارلز سيميك الفائز بجائزة الأركانة العالمية للشعر، من ترجمة وتقديم تحسين الخطيب، فيما قام سعيد حمود بترجمة ديوان للشاعرة وداد بنموسى. وتعكس هذه العناية التي تحظى بها الترجمة أهمية استضافة الآخر في جغرافيتنا الشعرية والثقافية وكذا الرغبة في تمكين شعرنا المغربي من السفر والعبور نحو لغات عالمية، وهو ما يُحقّق أحدَ الأدوار الهامة للشعر الذي يُعتبر خيْر جسرٍ يصل بين القلوب البشرية والحضارات الإنسانية.

هل سكت الشعراء أم أن الأزمنة رديئة؟

         

محمود عبد الغني:

لم نعد نسمع أو نقرأ كثيراً عن الشعر. لا النقاد تابعوا شغفهم به، ولا دور النشر حافظت على حماستها لنشره، ولا مؤسسات الأدب وجمعيات الثقافة تابعت دفاعها عنه. لماذا يا تُرى؟ هل سكت الشعراء أم أن الأزمنة رديئة؟ لكن حين نرى بيت الشعر في المغرب يصدر عناوين كثيرة تفوق العشرين، بين شعر، وترجمات للشعر العالمي، ونقود إجرائية وتنظيرية، نقول إن الشعراء لم يسكتوا ولكن الأزمنة رديئة.

أحمد بلبداوي: الحرف الغاضب

ازدهر هذا الحرف المغربي مع الشاعر والباحث الأستاذ أحمد بلبداوي منذ نهاية السبعينيات، مع مجموعاته الشعرية: «حدثنا مسلوخ الفقروردي» و«هبوب الشمعدان».. ومنذ أيام الملاحق الثقافية الأسبوعية للجرائد المغربية. وها الرسم الحسن والحرف النوستالجي يعودان هذه المرّة في مجموعة بلبداوي الشعرية الجديدة «حين في يوم الاثنين» (67 صفحة). عاد وقد تخفّف من الشعرية والبلاغة ليستعمل (أو يجرّب» قوة النثر/ السرد/ الحكاية. عادت التعبيرات المألوفة (المسكوكة):

«عُذرٌ وذرائع أسوأ من زلّة نَكْثِ الميثاق» (ص. 35).

أو

«يصل الدّلوُ إلى الماء ولا تبتلُّ أحابيل السرد. (ص.3)

كما توجد قصيدة بعنوان «قارئ زعم أن في الحكاية مسكوتا عنه» (ص. 33).

الشاعر واعٍ بأنه يقدّم حكايات وأمثولات، من الخيال، من الحاضر، من التاريخ (طروادة، الإسكندر، أرسطو طاليس). وهذه الحكايات ينتظرها قارئ مؤوّل، شكّاك ومرتاب ولا يصدّق نوايا الشاعر. فالويل لهذا المتأول، يتوعده الصوت داخل القصيدة.

تتحول الأسماء وتمسخ (امرؤ القيس يصاب بالمسخ الساخر: امرؤ الغيط). «اللسان ليس فيه عظم»:

«يا سادة

سلفاً ألتمس العذر إذا كان لساني أقرع لا يملك ناصيةً للعضّ. فما ليس به عظم لا تَثْريب عليه.» (ص.38).

على القارئ أن يتخذ الحذر وهو يقرأ المجموعة، فأشعارها، صورها، جملها، ملفوظاتها كثيراً ما تلتوي قليلاً ما تستوي.

عبد السلام الموساوي.. السوريالي

«ظلال ضاحكة في شارع سوريالي» هو عنوان المجموعة الشعرية التي خرجت إلى الوجود منذ أسبوع ضمن منشورات البيت. ورغم المفهوم الخطير على غلاف المجموعة، إلا أن المجموعة تميل نحو غنائية واضحة، تبدأ مع القصيدة الأولى «أدريانا..». وما أن ننتقل إلى القصائد التي تليها نجد الغنائية وقد تفرّعت وتعمّقت بمعجم غنائي يعود إلى قصائد سابقة كتبها الموساوي على طول مسيرته. بل ويتعمق المعجم التقليدي، هنا نقف عند عدة مفردات قديمة لم تعد تستعمل مثل «أنخل» في:

أرتبك فوق مائدة الزّهر

وأنخَل الأوراق..

فـ «نخَل الشيء»: غربله وصفّاه واختار لبابه.. وحين تستعمل الكلمة في سياق آخر تعني الفحص والتدقيق.

عبد السلام الموساوي شاعر أثبت نفسه في الإطار الشعري المغربي من خلال عراقة لغته وغنائية قصائده. وعلى قُراء هذه المجموعة الشفّافة أن يزودوا ذاكرتهم بمعجم مزدوج: حديث وقديم.

هذا إضافة إلى وجود بلاغة كلية تصوغ مجمل قصائد المجموعة. بلغة تتأرجح بين وضوح الصورة وانغلاقها. وقد تظافر هذا النمط من البلاغة في: خاصر الريح.. وطر في العاصفة، يقودني العطر إليك (وهي قصيدة من ثمانية مقاطع محكومة البناء واللغة)، كأن يداً أمسكت بخطوهم (من أجمل قصائد المجموعة)، ليوم ما.. وللحقيقة (القصيدة الحزينة) …

يخلق المساوي أسلوب الوصف في هذه المجموعة. يصف المشاهد والناس والمواقف والمشاعر. وهذا الوصف يجعل من القصائد نصوصا مرئية؛ مشاهد تُرى، مواقف تُشاهد.

محمد بشكار: دَعْ كلّ شيء

في مجموعة محمد بشكار «حلم على الوسادة» الذات مجرد عين تنظر. غير أنها تتجاوز حدودها وتراقب ما لا يُراقب: الطبيعة، الموجودات. لا تراقب فقط بل تريد أن تغيّر، وتتمنّى أن يحدث ما لم يحدث. الشاعر لا شيء سوى مخرب للقوانين. يريد أن يجري كل شيء حسب قانونه الخاص، قانون حواسه، ولغته وأخيلته:

«سوف أحرق

كل الروايات، كل

الملاحم كل الدواوين

علّي أعيش

الحياة كما هي ليست

في أعين الآخرين…(من قصيدة  «لا أطلب غفران الرسائل»، ص. 24).

إن التفكير في الأدب يهيمن على أخيلة الشعراء وعلى وجودهم. فهم يتصورون مدينتهم الفاضلة خالية من الأدب، ليس عملا بما حكم به أفلاطون، بل لأن الأدب لم يفعل شيئاً لما يجري في الحياة، لا يغير، فقط يهوّس. لا يمكن للشاعر أن يكتب دون أن تراوده فكرة الذات. فالذات لا تصبح حقيقة إلا من خلال الحرية.

 

إبراهيم الكراوي: أمسية واحدة تكفي

أصدر إبراهيم الكراوي مجموعة «أمسية قرب البئر» عن دار الشعر ليعود بالشعر إلى البرية، إلى الذات التي لا تفارق القصائد:

«ولدتُ

ويقط مطرٌ من شرفات الغيم

وتكّل العالم في بضع ثوان،

وبدأ يتفرّغ فيلال الحرب.» (قصيدة «أطفال مبلّلون بغيوم زرقاء»، ص.6).

إنها صور بلاغية مفارقة، منزاحة بقوة، عنيفة وغريبة، لا تكتبها إلا ذاتٌ شاعرة قارئة ومغايرة. فلا تكون القصيدة إلا ترجمة لأصوات كثيرة، للغات كثيرة. الشاعر يضع ذاته في المركز وقصيدته في مركز ذاتيته. المركز داخل المركز. حينها تبدأ حركية القصيدة، وتوتر مناخها. إبراهيم الكراوي شاعر موهوب.

Aff.Assilah ville des arts _Edition d’autone 2022

الإعلان عن برنامج موسم أصيلة الثقافي الدولي

 

بمشاركة حوالي 400 باحث ومفكر وشاعر وإعلامي

الأخبار
تنظم مؤسسة منتدى أصيلة، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، الدورة الثانية من موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين، وذلك من الأحد 16 أكتوبر الجاري إلى السبت 5 نونبر المقبل.

وكانت الدورة الأولى الصيفية نظمت ما بين 30 يونيو و24 يوليوز 2022، وخصصت للفنون التشكيلية.

ويتم تنظيم الموسم بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة أصيلة.

ويستضيف الموسم هذا العام فعاليات ثقافية وفنية من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتستضيف الدورة الثانية للموسم، كذلك، سبع ندوات، وذلك في إطار الدورة 36 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة.

وتعقد الندوة الافتتاحية بعنوان «الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في إفريقيا»، وذلك ما بين 16 و18 أكتوبر.

أما الندوة الثانية فتنظم، بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع «الأمن الغذائي في إفريقيا في حقبة الحرب بأوكرانيا»، وذلك يوم الأربعاء 19 أكتوبر. وتقوم بتسيير الندوة نسمة الجرندي، الخبيرة في التنمية المستدامة .

وتبحث الندوة الثالثة موضوع «الخليج العربي بين الشرق والغرب.. المسألة الشرقية الجديدة»، وذلك ما بين 21 و23 أكتوبر. ويكون المتحدث الرئيسي فيها هو الدكتور جمال سند السويدي، المستشار في ديوان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ونائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
وتتناول الندوة الرابعة موضوع «تأثير الطاقة على التوازنات السياسية والاقتصادية الدولية»، وذلك يومي الثلاثاء 25 والأربعاء 26 أكتوبر.

أما الندوة الخامسة، فتكون تكريمية في إطار فضاء «خيمة الإبداع»، ويجري خلالها تكريم عالم الفلسفة المغربي الدكتور عبد السلام بنعبد العالي، وذلك يوم الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول. ويتولى تنسيق الندوة الكاتب والإعلامي المغربي عبد الإله التهاني.

وتنظم، خلال هذه الدورة، احتفالية تسليم جائزة «تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي»، وذلك يوم السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول.

أما الندوة السادسة فتنظم في إطار برنامج اللقاء الشعري الثالث حول موضوع «الشعر العربي وشعريات عالم الجنوب.. إفريقيا وأمريكا اللاتينية»، وذلك يومي الأحد 30 والاثنين 31 أكتوبر. ويقوم بتنسيق الندوة الناقد المغربي الدكتور شرف الدين ماجدولين .

ويسدل الستار على اللقاء الشعري الثالث باحتفالية تسليم جائزة «بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب» .

أما الندوة الأخيرة في برنامج موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث والأربعين فستكون بعنوان «أي نظام عالمي بعد حرب أوكرانيا؟».

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى