اقتصادالرئيسية

وزارة الصيد تطلق مشاورات من الشمال للإعداد لنسخة «أليوتيس 2»

طنجة: محمد أبطاش

أطلقت وزارة الفلاحة والصيد البحري، أخيرا، من طنجة، مشاورات لإعداد تصور ثان حول نسخة «أليوتيس 2»، بعد أن قام أطر من الوزارة بزيارة لغرفة الصيد بالمدينة، وأعقبتها زيارات أخرى لعدد من الغرف وطنيا، حيث عقدت لقاءات شاملة مع مهنيين من مختلف المشارب قصد وضع تصوراتهم للنسخة الثانية من هذا المخطط.
وحسب بعض المعطيات المتوفرة، فإن عددا من مهنيي قطاع الصيد بالشمال عبروا عن اقتناعهم بتحقيق نجاحات ملحوظة في ما يتعلق بتحسين وتطوير أداء الأساطيل العاملة، لكنهم عبروا، في الوقت ذاته، عن الرغبة في استدراك الأخطاء المرتكبة والعمل على تصحيحها من خلال البرنامج القادم لـ«لأليوتيس 2».
وطرح المهنيون، بالنسبة لجميع قطاعات الصيد، مشاكل يعتبرون أن العمل على حلها يعتبر أولوية الأولويات، لا سيما بالنسبة لمنطقة الشمال، التي أكدوا أنها تمتاز بخصوصية مجالية لا نظير لها في باقي مناطق المغرب البحرية، سواء في الوسط أو في الجنوب، وسواء تعلق الأمر بطبيعة الموارد وطرق استغلالها، أو تعلق بالثقافة البحرية السائدة في المنطقة بشكل عام.
وأعاد المهنيون، في اللقاء التشاوري الذي عقد بحضور ممثلين عن مكتب متخصص في الدراسات، التأكيد على أهمية مراعاة الخصوصيات الجهوية بالنسبة لمنطقة شمال المغرب، سواء في عقلنة تدبير المصايد أو تحيين وتغيير آليات الصيد، أو بمسألة «تداخل الاختصاصات» بين مختلف وحدات وأصناف الصيد، وهو ما عبروا عنه بضرورة القطع مع قاعدة «الجميع يصطاد الجميع» لكونها لا تخدم مصلحة القطاع وتنظيم استغلال موارده بشكل مستدام ومتوازن.
ونبـــه المشــاركون في اللقاء المذكور، أمام مدير الصيد، إلى ضرورة مراعاة الجانب البيئي والالتزام بحماية البيئة البحرية من تلويث النفايات السائلة، وتنقية البحر من مواد بلاستيكية صارت تلقى فيه بشكل متزايد، إضافة لمحاربة الصيد الجائر غير الخاضع لأية رقابة، ولاسيما الصيد بالغطس الذي يستهدف نوعية أسماك صارت في طور الانقراض. ودعا المهنيون، في سياق التعامل مع الموارد البشرية، إلى ضرورة تحسين ظروف اشتغال البحارة وتوفير اليد العاملة المؤهلة، خصوصا أمام عدم كفاية البحارة المؤهلين في مجال الصيد وتوجه أعدادهم نحو التضاؤل يوما بعد آخر.
ومن ضمن مرتكزات المقترحات التي جرى وضعها أمام لجنة وزارية، أنه ينبغي التطرق إلى العنصر البشري الذي يتمثل في البحارة والمهنيين، حيث لم يتم التطرق لهذا الجانب في «اليوتيس 1»، وإعادة هيكلة معاهد ومراكز التكوين البحري كمحور أساسي في الاستراتيجية المقبلة لكي تلعب دورها في نجاح «أليوتيس» في نسخته الثانية، وبدون تكوين متخصص وفعال لن يكون هناك لا استدامة ولا فهم للقوانين ولا محافظة على البيئة البحرية، ثم التكوين والبنيات التحتية، وإعادة هيكلة مجموعة من موانئ الصيد بالمملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى