
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن الطبيب الموقوف أخيرا والمتهم في قضية الإجهاض السري الذي تسبب في وفاة شابة بمدينة العرائش أخيرا، توفي ليلة الجمعة الماضي، بداخل أحد أقسام المستشفى الجامعي بطنجة، بعدما نقل إليه على إثر أزمة صحية مفاجئة، ما أدى إلى وفاته بعد ذلك، نتيجة سكتة قلبية، حيث باءت كل محاولات إنقاذه بالفشل، ليفارق بذلك الحياة، قبل استكمال الأبحاث الأمنية والقضائية في هذا الملف الذي تفجر أخيرا بعاصمة البوغاز.
وكانت عناصر الشرطة القضائية بمدينة طنجة قد تمكنت، الأسبوع الماضي، من إيقاف الطبيب على خلفية وفاة شابة بمدينة العرائش، في ظروف تبين لاحقا أنها مرتبطة بعملية إجهاض سري استُعملت فيها مواد محظورة، أدت إلى مضاعفات خطيرة انتهت بوفاة الضحية.
وحسب المصادر، فقد جاء اعتقال الطبيب في إطار تحقيق مشترك بين المصالح الأمنية بكل من طنجة والعرائش، بعد ورود معطيات دقيقة تفيد بضلوع المشتبه به في تزويد الشابة بحبوب تستعمل عادة في إنهاء الحمل بطريقة غير قانونية. وتم إيقاف المعني بالأمر من داخل عيادته الواقعة بشارع الجيش الملكي بالعرائش، وتم نقله إلى طنجة للتحقيق، تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وكانت هذه القضية، قد تفجرت عقب نقل الشابة في حالة صحية حرجة إلى المستشفى الجهوي بطنجة، حيث فارقت الحياة، بعد فشل التدخلات الطبية في إنقاذها. وكشفت نتائج التحقيقات الأولية أن الوفاة تعود إلى مضاعفات ناتجة عن تناول حبوب الإجهاض دون إشراف طبي قانوني. ووفق المصادر، فإن التحريات الأمنية قادت أيضا إلى إيقاف ممرضة يُشتبه في لعبها دور الوسيط بين الطبيب والضحية، من خلال تسهيل حصول الأخيرة على المواد التي أودت بحياتها، وهو ما أفضى إلى تفتيش دقيق داخل عيادة الطبيب، أسفر عن حجز مستندات ومواد يُشتبه في علاقتها بالممارسة غير القانونية.
للإشارة، فقد تمكنت المصالح الأمنية بمدينة طنجة أخيرا من تفكيك شبكة متورطة في تنظيم عمليات إجهاض سري، تضم بين عناصرها ممرضة تشتغل في أحد المستشفيات العمومية بطنجة، وحراس أمن خاص، ومساعدين لأطباء يعملون داخل مستشفيات عمومية. ووفق المصادر، فإن العملية جاءت بعد تحريات ميدانية دقيقة باشرتها الشرطة القضائية، عقب توصلها بمعلومات تفيد بوجود نشاط سري يهم إجهاض نساء في أوضاع اجتماعية حرجة، مقابل مبالغ مالية، وتم إصدار مذكرة بحث في حق الممرضة، ليتم اعتقالها داخل مطار ابن بطوطة بطنجة. ووفق المصادر، فإن التحقيقات وقتها كشفت أن الشبكة كانت تنشط بشكل منظم، حيث تتكفل الممرضة بالإشراف على الجانب الطبي، وتُسند لحراس الأمن مهمة تسهيل ولوج النساء إلى أماكن العملية دون إثارة الانتباه، فيما يتولى مساعدو الأطباء التنسيق اللوجستي، وتأمين المواد والأدوات الطبية المستعملة.





