الأخبار
علمت «الأخبار»، من مصادرها المطلعة، أن عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بعمالة تمارة، وكذا المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي بالصخيرات أحالت، الثلاثاء الماضي وصباح أول أمس الأربعاء، شخصين من مواليد سنتي 1994 و1974 على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية تورطهما في ارتكاب جريمتي قتل استهدفتا طفلا في التاسعة من عمره بالصخيرات، وسيدة في الخمسينات من عمرها في تمارة.
وبعد استنطاق المتهمين تمهيديا من طرف قاضي النيابة العامة، تمت إحالتهما على قاضي التحقيق من أجل إخضاعهما للتحقيقات التفصيلية اللازمة من أجل الإحاطة بكل الملابسات المرتبطة بهاتين الجريمتين اللتين هزتا حي المسيرة بتمارة، ومدينة الصخيرات، وقرر قاضي التحقيق إيداعهما المركب السجني بتامسنا ضواحي الرباط، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، في انتظار الشروع في استنطاقهما تفصيليا وعرضهما على قضاة الحكم من أجل محاكمتها.
وضمن تفاصيل الفاجعة، التي هزت الرأي العام المحلي بالصخيرات، زوال الاثنين الماضي، أقدم شخص ينحدر من منطقة الهراويين بالدار البيضاء على خنق ابن أخته وهو طفل صغير من مواليد 2016، وطعنه بشكل متكرر بسكين، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه غير مبال بصرخات الطفل الضحية.
وكشفت التحريات الأولية أن المتهم وهو من مواليد 1974 انتقل، مساء الأحد الماضي، من منطقة الهراويين بالدار البيضاء، حيث يقطن، في اتجاه منزل شقيقته وسط مدينة الصخيرات، حيث طالب هذه الأخيرة بتسليمه مبلغا ماليا قدره بحوالي 8 ملايين سنتيم، مدين به لزوجها الذي يقضي عقوبة سجنية طويلة، بعد تورطه في عمليات نصب.
المتهم، حسب المعلومات المتداولة، أصر على تسلم أمواله كاملة، وهي عبارة عن تعويض تسلمه من إحدى شركات التأمين، بعد تعرضه لحادثة سير، قبل ثلاث سنوات، مدعيا في الآن نفسه أنه أودع المبلغ كاملا لدى زوج شقيقته القابع بسجن العرجات.
المتهم دخل في نزاع مع شقيقته من أجل تسليمه المبلغ، ظنا منه أنها على علم بتفاصيل الملف ومصير أمواله المودعة لدى زوجها، قبل اعتقاله.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن المتهم فقد توازنه، وقرر الانتقام من أخته وزوجها وذلك باستهداف ابنهما، حيث استغل وجوده وحيدا بالمنزل مع الطفل، زوال الاثنين الماضي، ليقوم بتصفيته بطريقة بشعة عبر خنقه وطعنه بشكل متكرر حتى الموت.
وأكدت مصادر الجريدة أن الواقعة استنفرت كل الأجهزة الأمنية والترابية بمنطقة الصخيرات، حيث حل كبار مسؤولي الدرك الملكي والمصالح الترابية، معززين بفريق علمي، من أجل معاينة الواقعة، فيما انصرفت فرقة أمنية تابعة للمركز القضائي بسرية الصخيرات للبحث عن المتهم ومحاصرته بمنطقة الصخيرات، وعدم مغادرته صوب مدينة الدار البيضاء الكبرى، وتمكنت عناصر الدرك من اعتقاله على مستوى الطريق السيار بالصخيرات، حيث كان يستعد للهروب إلى العاصمة الاقتصادية عبر حافلة لنقل المسافرين، حيث جرى اقتياده إلى مقر الدرك الملكي بالصخيرات من أجل البحث، قبل إحالته، أول أمس، على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط وإيداعه السجن.
أما الواقعة الثانية، التي انتهت بإيداع شاب ثلاثيني السجن، فتتعلق بجريمة قتل ارتكبها المعني في حق والدته في الثامن من أبريل الماضي، وخضع المتهم لعلاج مركز بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بسلا لمدة خمسة أشهر تقريبا، بسبب الاضطراب العقلي الحاد الذي كان يعاني منه، قبل إحالته، صباح الثلاثاء الماضي، على الوكيل العام للملك والقاضي المكلف بالتحقيق، الذي قرر إيداعه السجن ومتابعته هو الآخر بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
