حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

تجدد جدل الهشاشة الاجتماعية بعد وفاة متشرد بسلا

مطالب بحماية المتشردين وأطفال الشوارع ودعم حملات «الدفء»

النعمان اليعلاوي

شهد حي تابريكت بسلا، أول أمس الأحد، حالة وفاة مؤلمة لرجل يعيش في وضعية تشرد، بعدما عثر عليه جثة هامدة قرب أحد الأزقة الجانبية، في ظل موجة البرد القارس التي تشهدها المدينة، تزامنا مع التساقطات المطرية الأخيرة.

وأفادت مصادر محلية بأن الهالك، الذي كان معروفا لدى سكان الحي، كان يعيش منذ سنوات في الشارع ويعتمد على مساعدات الجمعيات والمتطوعين وبعض سكان المنطقة، كما كان يعاني من اضطرابات عقلية جعلته في وضعية هشاشة مستمرة، دون توفر أي تدخل مؤسساتي يضمن له الإيواء أو الرعاية الضرورية.

وأكد عدد من السكان أن أصواتهم ظلت ترتفع في مناسبات عدة، مطالبين المصالح الاجتماعية بالمدينة بالتدخل لإيواء الرجل، نظرا إلى ظروفه الصحية والاجتماعية الحرجة، إلا أن شكاياتهم لم تلق أي تجاوب فعلي، رغم أن وضعه كان يزداد سوءا مع كل موجة برد تشهدها المنطقة.

وفور اكتشاف جثة الهالك، حلت عناصر السلطات المحلية والشرطة بعين المكان، حيث جرى نقل جثمانه إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بسلا، في وقت فتحت المصالح الأمنية تحقيقا لتحديد ظروف وملابسات الوفاة، علما أن معطيات سكان الحي تشير إلى أن البرد الشديد قد يكون وراء الحادث المأساوي.

وتعيش سلا خلال الأسابيع الأخيرة على وقع مبادرات جمعوية لمواجهة موجات البرد، أبرزها «حملة دفء»، التي أطلقتها عدد من جمعيات المجتمع المدني، والتي تهدف إلى تقديم أغطية ووجبات دافئة لمتشردين وأطفال شوارع بعدة أحياء بالمدينة. وسبق لهذه الجمعيات أن دقت ناقوس الخطر بخصوص هشاشة وضعية المشردين، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو اضطرابات نفسية، داعية السلطات إلى اتخاذ تدابير وقائية استعجالية.

ويعيد هذا الحادث المأساوي إلى الواجهة النقاش حول المسؤولية المشتركة في حماية الأشخاص بدون مأوى، خصوصا في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها المملكة خلال فصل الشتاء، ومع تزايد الدعوات لإطلاق برامج فعالة تمكن من التكفل بالفئات الهشة، وتوفير مراكز إيواء لائقة ومجهزة.

وفي انتظار نتائج التحقيق، يواصل عدد من الفاعلين الجمعويين التأكيد أن وفاة هذا المتشرد ليست سوى «جرس إنذار»، يستدعي معالجة شاملة لملف التشرد، وتنسيق جهود مختلف المتدخلين لوضع حد لمعاناة العشرات من المواطنين، الذين يواجهون البرد والمطر بلا مأوى ولا رعاية.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى