
الأخبار
بعد إدانتهما بالسجن لمدة 22 سنة، في أبريل الماضي، على خلفية تورطهما في جريمة قتل شاب حرقا داخل سيارته، مثل جانح عشريني من ذوي السوابق رفقة والدته، مساء الأربعاء الماضي، أمام الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك من أجل مناقشة الملف مجددا من طرف الهيئة المذكورة.
وحضر المتهمان إلى قصر العدالة بحي الرياض بالرباط، حيث شرعت الهيئة في مناقشة الملف، حيث ذكرهما رئيس الهيئة بالتهمة الموجهة إليهما، قبل أن يقرر إرجاء المناقشة والدفوعات إلى جلسة قادمة، حدد لها موعدا في الأسبوع الثاني من شهر شتنبر المقبل.
وكانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط قد أصدرت، في 19 أبريل الماضي، أحكامها الابتدائية في حق المتهمين، وهما جانح عشريني ووالدته، من ذوي السوابق القضائية، متابعان في حالة اعتقال بتهمة القتل العمد والتحريض، وهي القضية التي هزت الرأي العام المحلي بتمارة، أواخر شهر شتنبر من السنة الماضية، بعد أن تعمد الجاني إضرام النار في سيارة بتحريض من والدته، نتج عنه مقتل شاب حرقا بداخلها.
وأدانت الهيئة القضائية المذكورة الابن بـ15 سنة سجنا، فيما أدانت والدته الخمسينية، وهي من ذوي السوابق القضائية أيضا، بسبع سنوات سجنا نافذا.
وتعود أطوار هذه الجريمة البشعة إلى شهر شتنبر من سنة 2024، حيث كانت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بعمالة الصخيرات تمارة قد أحالت أما خمسينية وابنها العشريني على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، على خلفية تورطهما في مقتل شاب بطريقة بشعة، بعد إضرام النار في السيارة التي كان يوجد بداخلها، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة حرقا.
واستنطق الوكيل العام للملك المتهم ووالدته، وهما من ذوي السوابق القضائية، قبل أن يحيلهما على القاضي المكلف بالتحقيق بغرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها، ملتمسا منه متابعتهما في حالة اعتقال، وقرر الأخير إيداعهما سجن تامسنا بتهمة ثقيلة، تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإضرام النار والمشاركة والتحريض.
وكان حي مسرور وسط مدينة تمارة قد شهد تفاصيل هذه الجريمة البشعة وغير المسبوقة، التي استنفرت كل الأجهزة الترابية والأمنية، حيث أنهى شاب يإيعاز من والدته نزاعا عاديا بينه وبين شاب آخر ينحدر من الحي نفسه، بارتكاب جريمة قتل هزت سكان العمالة.
وأكدت مصادر مقربة أن الأم لم تستسغ التطاول على ابنها بالسب والشتم من طرف الضحية، ما دفعها إلى تحريض ابنها على مواجهته بعنف، حيث مكنته من قنينة تحتوي على كمية من البنزين، وقام ابنها، حسب التهم الأولية الموجهة إليه، بصب كمية البنزين على سيارة الضحية، مضرما النار فيها ومعلنا عن وفاة الشاب حرقا بداخلها على الفور.
ومكن تدخل دورية أمنية كانت بالقرب من عين المكان من اعتقال المتهم مباشرة بعد اقترافه الجريمة، فيما تم إيقاف والدته التي حاولت الفرار بعد ساعات من وقوع الحادث المأساوي.
وحسب شهود عيان تابعوا تفاصيل مداهمة الضحية داخل سيارته من طرف المعتدي وصب البنزين عليه، فإن هذا الأخير استهدف الضحية بشكل مباشر، بينما كان يجلس بسيارته، قبل أن يجد نفسه في مواجهة نيران قوية، لم يقو المواطنون على إخمادها، قبل أن تحضر مصالح الوقاية المدنية والأمن التي تكلفت بالمهمة، وأوقفت المتهم على الفور بالقرب من مكان ارتكاب الجريمة، حيث وضع رهن تدابير الحراسة النظرية من أجل البحث التمهيدي تحت إشراف النيابة العامة، قبل عرضه على الوكيل العام للملك بالرباط رفقة والدته التي جرى اعتقالها، بعد ساعات قليلة، وقد قرر قاضي التحقيق إيداعها السجن بتهمة التحريض والمشاركة في جريمة القتل، فيما توبع ابنها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وإضرام النار.
وكشفت التحريات الأولية أن الأم وابنها من سكان الحي الصفيحي «جامايكا»، الذي تم هدمه بالكامل وإلحاق سكانه بالصخيرات، في إطار برنامج إعادة الإسكان، وهي خمسينية سبق لها أن قضت عقوبات حبسية بتهمة الدعارة والاتجار في المخدرات، كما أن ابنها الذي نفذ الجريمة بتحريض منها صاحب سوابق قضائية، حيث تفاعل مع نداء والدته، وتوجه رأسا للضحية بحي مسرور، قبل أن يضرم النار في سيارته بشكل بشع، دون مراعاة لتوسلاته وصيحات النساء التي تعالت بالحي، وفق مقطع فيديو تم ترويجه على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.





