
النعمان اليعلاوي
عرف محيط مقر البرلمان بالرباط، مساء أول أمس السبت، استنفاراً أمنياً واسعاً بعدما حاول عدد من الشباب والنشطاء السياسيين والحقوقيين تنظيم وقفة احتجاجية استجابة لدعوات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإصلاحات اجتماعية تمس بالأساس قطاعي الصحة والتعليم، ومحاربة الفساد.
فمنذ الساعات الأولى للمساء، انتشرت قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها في محيط البرلمان والشوارع المجاورة، وأقامت حواجز حالت دون اقتراب أي مجموعة من الساحة المقابلة للمؤسسة التشريعية، وبمجرد أن حاول عشرات الشبان التجمع ورفع شعارات، تدخلت العناصر الأمنية بسرعة لتفريقهم ومنع أي شكل من أشكال الاحتجاج.
الوقفة التي دعت إليها تنسيقيات شبابية وحقوقية وسياسية عبر منصات التواصل الاجتماعي، كان من المقرر تنظيمها يومي 27 و28 شتنبر، في سياق موجة متصاعدة من الدعوات للاحتجاج ضد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. المنظمون كانوا يطمحون من خلالها إلى التعبير عن رفضهم لتدهور الخدمات العمومية، خصوصاً في قطاعي التعليم والصحة، فضلاً عن المطالبة بمحاربة الفساد وضمان العدالة الاجتماعية.
وأوضحت مجموعة ناشطة تُطلق على نفسها «GENZ212» عبر منصاتها الرقمية أن الوقفات كانت تهدف إلى المطالبة بإصلاحات عميقة في مجالات التعليم والصحة، وتوسيع فرص التشغيل، إضافة إلى محاربة الفساد. وقد برز هذا الحراك أو احتجاجات «جيل«Z في الأساس عبر الفضاء الرقمي، خاصة من خلال قنوات Discord وصفحات التواصل الاجتماعي، حيث جرى إنشاء فضاءات نقاش جهوية لبحث قضايا الشباب. وتجاوز عدد المتابعين لهذه المبادرة ثمانية آلاف شخص خلال أيام قليلة، رغم غياب هيكل تنظيمي تقليدي، حيث تعكس هذه الظاهرة بحث الشباب عن قنوات بديلة للتعبير بعيداً عن الأحزاب والنقابات، في ظل شعور متزايد بانسداد الأفق السياسي والاجتماعي.





