حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

عبدة “الترند”

 

حسن البصري

 

ابتلي المشهد الرياضي بكائنات تجيد “فن الكلاش”، بعدما آمنت بأن فئة واسعة من الجمهور توالي من يملك القدرة على الرشق بالكلمات، وتعادي من ينهل خطابه مما تبقى من قاموس القيم الفضلى للرياضة.

في مباراة “الكلاسيكو” التي جمعت الرجاء الرياضي والجيش الملكي، اقتحم “المؤثر” إلياس المالكي الملعب وتوجه لتحية جمهور الجيش الملكي، ما أثار غضب جمهور الرجاء الذي أمطره بوابل من القنينات.

تدخل رجال الأمن ونزعوا فتيل الغضب الساطع، من عجين المباراة، وأخرجوا إلياس من الملعب، حتى لا تندلع أعمال شغب ويتسبب “المؤثر” في فاجعة.

حتى وهو يغادر الملعب، شوهد كثير من المصورين وحراس الأمن الخاص وفئة واسعة من المشجعين وهم يلتقطون صورا مع الفتى الذي منح الجمهور فاصلا صاخبا ثم انسحب.

أمام هذا المشهد، أصبح اختراق إلياس لخط التماس، عند الكثيرين، أهم من ضربة جزاء مصادرة من طاقم التحكيم.

في افتتاح مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، زحف “المؤثرون” على المكان وحولوا كل بؤره إلى محتويات قابلة للتلفيف الإلكتروني.

في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، غاب الصحافيون النظاميون، وحضرت في المدرجات كائنات إعلامية جديدة، من “بنت دونور” إلى “عيار في لفيستيار” وغيرهما من التافهين الذين يملكون القدرة على صنع المحتويات بدون الحاجة إلى مادة إخبارية.

في مدرجات الرباط والدار البيضاء وفي مدن أخرى، يتناسل حملة الهواتف واللاهثون وراء الإثارة، في زمن تصاغرت فيه القامات واشرأبت أعناق التفاهات.

لم تسلم الجموع العامة للأندية المغربية من تسلل التفاهة وحضور رواد “لكلاش” الرياضي، ما جعل محطات النقد الذاتي والمحاسبة والتخطيط، فرصة لإرسال “كلاشات” لمن يهمهم الأمر، “إياك أعني واسمعي يا جارة”.

في الجمع العام الأخير للوداد، كشف الرئيس أيت منا عن مواهبه في القصف المبطن، وكلما شعر بأن الملل يتربص بالقاعة كان يبادر لإطلاق “كلاش” ليس عصي على فهم المنخرطين وجيرانهم.

ظل رئيس الوداد يرسل قذائفه صوب جيرانه وبعض المعارضين، مانحا للراكضين خلف “الترند” فرصة الترويج على نطاق واسع، فالنجاح اليوم يقاس بعدد المتابعين لا بعمق الفكرة وجديتها.

ليس رئيس الوداد هو الوحيد من بين المسيرين، الذي يجيدون التصويب نحو مرمى خصومهم، فقد سبقه إلى “لكلاش” مسيرون منهم من يقبع خلف قضبان عكاشة ومنهم من ينتظر.

كان بودريقة مهووسا بالإثارة، يجد متعة وهو يضرب خصومه من تحت الحزام، قال الرجاويون يا ليثه يعود يوما ليرد على من يتمتعون بالسراح المؤقت.

في عكاشة يضرب البدراوي، رئيس الرجاء السابق، كفا بكف وهو يتأمل فنجانه المقلوب، كان من صناع الفرجة وظلت عباراته أشبه بذخيرة في معارك وسائط التواصل الاجتماعي بين الرجاويين والوداديين.

هناك جيل جديد من المسيرين يؤمن بأن تصدر المشهد الإعلامي وبلوغ الشهرة يحتاج لخطة جديدة، تبدأ بهدم الذوق العام وتدمير ما تبقى من قيم نبيلة.

سيأتي يوم يجلس فيه المؤثرون على كراسي المسؤولية في فرقنا، في حملاتهم الانتخابية سيقدمون وعدا باعتلاء عرش “الترند”، وتحصيل أرباح خرافية من “الكلاشات النقية”، واللجوء إلى “البلوك” لكل من تطاول على النادي ورئيسه.

ستتحول التقارير الأدبية إلى موضة قديمة، وسيصبح النقاش الهادئ جريمة في حق “الترند”، لكن ما نخشاه هو أن يتحول برلمان الفرق إلى مصنع محتويات بدل أن يكون مصنع مقترحات.

حين خصصت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جائزة الحكامة للمسير النزيه، تبين أنها بصدد البحث عما تبقى من نزهاء في مشهدنا الرياضي.

ما نخشاه أن يعلن مسؤول يعيش حالة سراح مؤقت، ترشحه للجائزة، ونكتشف أنه مجرد بحث عن “ترند”.

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى