النعمان اليعلاوي
لم تمر سوى أسابيع قليلة على انطلاق الموسم الصيفي حتى عادت الفوضى لتخيم من جديد على شاطئ مدينة سلا، الذي يشهد هذه الأيام حالة من التسيب غير المسبوق، رغم المحاولات المتكررة لتنظيمه وجعله فضاءً آمناً وملائماً لاستقبال المصطافين، وتعيش الساكنة المحلية وزوار الشاطئ على وقع انتشار عشوائي لكراسي ومظلات يحتل بها “الحراس العشوائيون” مساحات واسعة من رمال الشاطئ، ويفرضون على المواطنين أداء تسعيرات غير قانونية مقابل الجلوس، دون أي تدخل يُذكر من السلطات المحلية أو الجماعة الحضرية ورغم أن مجلس جماعة سلا سبق أن أعلن عن إجراءات لتنظيم الشاطئ خلال الصيف، فإن الواقع يعكس غياب التتبع والتفعيل، وسط مطالب متزايدة بتدخل والي جهة الرباط سلا القنيطرة لوضع حد لهذا التسيب، وضمان احترام القانون ومصالح المواطنين.
وتزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة وتوافد العائلات، تفاقمت مظاهر الاستغلال غير المشروع، بدءاً من احتلال الملك البحري، مروراً بالتراشق الكلامي مع المصطافين الرافضين للدفع، ووصولاً إلى حالات الابتزاز والتهديد، وهو ما جعل عدداً من المواطنين يصفون الوضع بـ”العودة إلى زمن السيبة”، كما سجل عدد من الفاعلين الجمعويين بسلا غياب التغطية الأمنية الكافية، مما فتح المجال لظواهر السرقة وتعاطي المخدرات ليلاً في محيط الشاطئ، فضلاً عن تراكم الأزبال وغياب المرافق الصحية، ما يسيء إلى صورة المدينة ويقوض الجهود الرسمية في مجال تحسين جودة الاستجمام.
من جانب آخر، فرض عشرات الأشخاص أنفسهم كـ”حراس سيارات” في مداخل ومحيط شاطئ سلا، خاصة في أحياء حي السلام، وشارع الحسن الثاني، وفضاء كورنيش سيدي موسى، حيث يطلبون من السائقين دفع مبالغ تتراوح بين 10 و20 درهمًا مقابل ركن سياراتهم، دون أي وصل رسمي، وأحيانًا تحت التهديد المبطن بـ”الانتقام من السيارة” في حال الرفض، وامتد الوضع إلى تهديدات مبطنة قد تصل إلى خدش أو تخريب السيارة، إذا رفض السائق الدفع. كما أن العديد من هؤلاء “الحراس” لا يحملون أي شارة أو وثيقة تثبت صفتهم، بل إن من بينهم قاصرون ومشبوهون، ما يجعل المواطنين عرضة لمضايقات يومية، خصوصًا العائلات والزوار من خارج المدينة.
