حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

فوتشي.. بطل أمريكي بنظارات طبية!

 فدوى مساط

الدكتور فوتشي.. أين هو الدكتور فوتشي؟ لماذا لم يحضر معك الدكتور فوتشي اليوم؟ هل هناك خلافات بينك وبين الدكتور فوتشي؟ لماذا لا تتبع نصائح الدكتور فوتشي؟
هذه بعض الأسئلة التي يضطر أن يجيب عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمره الصحفي اليومي عن فيروس كورونا في البيت الأبيض. الدكتور فوتشي هو بطل أمريكي دون عضلات بارزة ودون قدرات خارقة على الطيران، كل ما يمتلكه هذا البطل الأمريكي الجديد هو خبرته الطويلة في مكافحة الأوبئة وطريقته البسيطة في التواصل مع الشعب الأمريكي، وطبعا جرأته في تصحيح كلام ترامب خلال الندوات الصحفية اليومية.
الدكتور فوتشي ابن مهاجرين إيطاليين، يبلغ من العمر 79 سنة، قصير القامة، نحيف الجسد، يتحدث بلكنة سكان نيويورك المميزة، يلمس نظارته الطبية مرارا وهو يتحدث للصحفيين، تحول إلى بطل قومي في الولايات المتحدة منذ انطلقت أزمة فيروس كورونا.
هذا الدكتور المتحمس يطل على الأمريكيين مع دونالد ترامب كل مساء تقريبا، ويضطر ترامب إلى التراجع للخلف كي يفسح له المجال للرد على أسئلة الصحفيين. ترامب الذي لا يحب أن يقف خلف أحد، ولا يحب أن تسلط أضواء الكاميرات على أحد غيره، يضطر يوميا تقريبا للتراجع إلى الوراء كي يسمح للدكتور فوتشي بالتقدم نحو الميكروفات المنصوبة في البيت الأبيض لمخاطبة الشعب الأمريكي.
الدكتور فوتشي يظهر على شبكة سي إن إن لأكثر من ساعة، كما يحاور مذيعي فوكس نيوز، يرد على مقابلات مجلة تايم ويتفاعل مع المنابر المحافظة التي لا تخفي تأففها منه، ورغبتها في التخلص من تدخلاته لتصحيح معلومات ترد في حديث الرئيس دونالد ترامب.
عندما يغيب الدكتور فوتشي، تتحول الندوة اليومية لترامب إلى «تبرير» غياب الخبير الذي قضى نصف عمره في المختبرات يدرس الفيروسات ويصارعها وينتصر عليها، إلى أن جاء فيروس كورونا فأعياه وسرق النوم من عينيه وعيون آلاف العلماء الذين يرفضون مغادرة مختبراتهم حتى يتمكنوا من تطوير لقاح ضد هذا الفيروس الذي قتل نحو عشرة آلاف أمريكي حتى الآن وأصاب أكثر من 300 ألف.
الدكتور أنتوني فوتشي خبير الأوبئة الذي يشغل منصب مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية منذ 1985، يركض يوميا أكثر من 12 كيلومترا، يبتسم بود في وجه الصحفيين ولا يتأفف من أسئلتهم المتكررة وحتى «الغبية». قدم خدماته للبيت الأبيض منذ عهد الرئيس رونالد ريغان، وتحول إلى «ثروة قومية» لأنه رفض العمل في القطاع الخاص لحساب لوبيات شركات الأدوية، وفضل خدمة الصالح العام والبقاء مع الفيروسات في مختبره لدراستها والمساعدة على مكافحتها.
ربما لهذا يصاب المشاهدون بالذعر عندما يغيب عن الندوة الصحفية اليومية في البيت الأبيض، وربما أيضا لهذا السبب بدأ الدكتور فوتشي يتعرض للمضايقات على شبكة الإنترنت تطورت مؤخرا للتهديد بقتله مما دفع وزارة العدل لتعزيز إجراءات حمايته وأسرته.
الدكتور فوتشي أصبح أكثر شهرة من كيم كاردشيان ومؤخرتها الضخمة، أكثر شهرة من لاعبي البيزبول ورواتبهم الخيالية، أكثر شهرة من مقدمي برامج الترفيه ونجوم هوليود الذين ركبوا طائراتهم الخاصة وهربوا إلى جزر مشمسة بعيدة عن نيويورك وكاليفورنيا وميشيغن، حيث يفتك فيروس كورونا بسكان هذه الولايات بطريقة مؤلمة.
الدكتور فوتشي يعلم تماما أنه يمشي وسط حقل من الألغام يوميا بسبب قربه الشديد من دونالد ترامب، لكنه برهن حتى الآن على ذكاء شديد في التعامل مع هذا الرئيس المحب للشهرة، إذ قال الدكتور فوتشي ردا على سؤال لمجلة فوغ عن عدم خوفه من تصحيح المعلومات التي يدلي بها الرئيس الأمريكي: «أنا عالم ولست بسياسي، أرفض الدخول في تشعبات السياسة وأود البقاء في العالم الذي أحبه وأتقن الحديث عنه، عالم المختبرات والحقائق العلمية، وطالما هذا عملي فإنني لن أخاف من قول الحقيقة للرئيس وللشعب الأمريكي مهما كلفني ذلك»!

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى