
طانطان: محمد سليماني
مثل، يوم الخميس الماضي، رئيس جماعة ترابية بضواحي إقليم طانطان في أول جلسة لمحاكمته أمام الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بطانطان، وذلك على خلفية متابعته بتهم تتعلق بـ«التزوير واستعماله».
واستنادا إلى المعطيات، فإن رئيس الجماعة المتهم مثل في حالة سراح أمام المحكمة، وذلك بعدما سبق أن تم تقديمه أمام النيابة العامة لدى المحكمة ذاتها، والتي قررت متابعته في حالة سراح، بعد أداء ضمانة مالية قدرها 7 آلاف درهم. وتم تأجيل جلسة محاكمته إلى الشهر المقبل، لإعداد الدفاع، بعدما تخلف عن الحضور رفقة المتهمين الآخرين، باعتبارهم شهودا وردت أسماؤهم في الوثيقة المطعون فيها بـ«الزور».
ويتابع رئيس الجماعة بتهم «التزوير واستعماله»، ذلك أنه قام بصنع وثيقة لحيازة أرض مساحتها 20 هكتارا تعود ملكيتها في الأصل إلى القبيلة التي ينتمي إليها المتهم، وقد تم صنع وثيقة الحيازة والاستغلال من قبل عدول بمدينة أكادير سنة 2017، وذلك بعيدا عن طانطان، خوفا من اكتشاف الأمر وافتضاحه.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الوثيقة العدلية المشبوهة المطعون فيها بالزور، استندت في إثبات حيازة المتهم لهذا العقار واستغلاله له، فقط على شهادة 12 شاهدا، موقعين في اللفيف العدلي، وكلهم شهود ليسوا من القبيلة التي تمتلك تلك الأرض، بل هم شهود من قبائل أخرى، أدلوا بتلك الشهادة لأسباب غامضة.
ومما زاد الطين بلة، أن الملاك الحقيقيين للأرض التي يوجد ضمنها العقار اكتشفوا أن المتهم قام بتوقيع عقد كراء لجزء منه لفائدة إحدى الشركات المكلفة ببناء مقطع من الطريق السريع تيزنيت- الداخلة، وذلك لاستغلاله ووضع آلياتها به، وذلك بمبلغ يصل إلى 14 مليون سنتيم، حسب ما ورد في بيان منسوب لفعاليات من القبيلة المعنية. وهو ما أظهر للملاك الأصليين لهذه الأرض، أن المتهم عازم على حيازة العقار الكبير، واستغلاله لنفسه.
وبعد انتظار طويل ومساع عديدة لدى المتهم، من أجل تسوية الملك، وإعادة الأرض إلى حالتها، وبعد تأكد الملاك الأصليين بعدم جدوى تلك المساعي، بادر ممثلون عنهم إلى رفع دعوى قضائية ضد المتهم وضد الشهود الاثنا عشر الواردة أسماؤهم في العقد، لدى المحكمة الابتدائية بطانطان، ليتم بعد ذلك استدعاؤه من قبل النيابة العامة، حيث تم استنطاقه من قبل قاضي التحقيق، والذي قرر متابعته في حالة اعتقال، قبل أن يتم الإفراج عنه، ومتابعته في حالة سراح بعد أداء ضمانة مالية. ومن المرتقب أن تكشف الجلسات المقبلة لمحاكمته عن تفاصيل أكثر إثارة في هذه القضية.





